بارت 25 والأخير

12 0 0
                                    

~بعد شهر ~
بياض ناصع يحيط ب را ون بكل الجهات.. أينما اتجهت لا ترى شيئ غير بياض خالي من الشوائب
فضاء ذو لون أبيض يعج بسكون مسالم وبصمت هادئ  أحبته نوعاً ما رغم رعشة الخوف الخفية التي تسري في جسدها
فجأة تناهى إلى مسمعها صوت ضحكات مألوفة
تبعت الصوت بحذر إلى مصدره
من بعيد رأتهما سويا جالسان بجوار بعضهما
تصورت أنها تتوهم لكنهما كانا فعلاً هما.. كيم يول و هونج جا اون
أحست بسلام داخلي تجتاح جسدها وهي تتأملها
تسَّمر نظرها نحوهما في فضول..  سعيدان
ابتهاجهما مشرق كالشمس.. وتحركت قدماها نحوهما دون شعور
كان الأمر عندما داست على شيء صلب فسُمع صوت كسره فانتبها لها
تبادل كلا من جا اون و يول النظرات بابتسام ثم ثبتا نظرهما نحوها
أحست را ون بصوت داخل رأسها يقول "نحن بخير"
كانت متأكدة أنه صوتهما.. 

أفاقت را ون من نومها لما تناهى إلى مسمعها صوت طرقات الباب الذي فُتِح ليطل منه كريس
فتحت عينيها بكسل وهي لاتزال مستلقية متلحفة بطانيتها قائلة بصوت ناعس "صباح الخير"
تقدم كريس منها ليقول بحيوية "صباح النور أيتها الكسول "
زمت را ون شفتيها في استياء وقالت بتزمر "ليس الأمر هكذا "
جلس كريس على طرف سريرها ثم قال بلطف"اذاً ماذا؟"
حدقت ب كريس لحظة ثم قالت وقد أشاحت نظرها عنه "حلمتُ ب يول و جا اون "
لَمَع بريق حزين في بؤبؤا كريس قائلاً بلهجة كسيرة"وماذا بعد؟.. هل كانا بخير؟"
أومأت را ون برأسها إيجاباً وقالت "نعم لكن"ثم صمتت
حدق كريس فيها بفضول مكرراً "لكنَّ؟"
نهضت را ون واعتدلت بجلستها على طرف السرير قائلة وقد باغتتها دموعها "لقد اشتقت إليهما"
طبطب كريس  على كتف را ون بلطف وقد حاوطها بذراعه فاسندت رأسها على صدره  ثم قال متآسفاً"آسف أنا لا أعرف ماذا يجب أن أقول..  فإني مشتاق ئليهما أيضاً وخاصة جا اون وهذا ما يثير استغرابي من نفسي.. وما باليد حيلة يا را ون "
"أجل " وافقت را ون بألم ثم أضاف كريس  "
لكن أتعرفين ما الجميل!"
طالعته باستغراب "ما هو ؟"
"أن ما ضحيا من أجله لم يذهب هباءً" قال كريس "أن أمنيتهما تحققت وأنتِ الآن حرة  ستعيشين باقي حياتك ببال مرتاح "
كانت را ون تنصت بإمعان لما أكمل كريس  "وأتعرفين ماذا!"
أجابت "لا أخبرني!" فأكمل  "عندما كنتُ أتلقى من رجاله اللكمات وحدي هناك أقسمت إن خرجت ناجياً إني لن أضيعك ولن أدعك لأحد.. شعرت بالندم اتجاه ما فعلته وإني أحمق ساذج على وشك خسارة أجمل ما قد يمر في حياته "
ابتسمت را ون "كنت على وشك أن أكون زوجة جا اون.. وقد مات.. يول زوجي وقد مات.. لو لم ينتهي الأمر لخفت عليك و ظننتك التالي خلت إني أجلب النحس لوهلة "

"لا تجلبين سوا السعادة ثقي بكلامي" خاطبها كريس
ثمَّ أحاط كفيها الضيئلتين بيديه قائلاً بنعومة "من الآن وصاعداً لن أتخلى عنك لأي كان .. أنتِ لي فقط وعندما نذهب إلى العالم الآخر "ثم توقف برهة ليكمل مازحاً "لربما اتضر لأنافس يول و جا اون عليكي"
عبست وقالت "هي بت شقياً في الآونة الأخيرة كريس "

ضحك كريس وقال بمرح "إني أحب نفسي هذه أكثر"
ثم قرب  كفي را ون من فمه وطبع عليهما قبلة لطيفة
نبتت على وجنتي را ون حقول خجلة من شقائق النعمان فانتزعت يداها وغطت وجهها بهما
ضحك كريس مبعثراً شعرها "إني أحبكِّ"...

على الطاولة في غرفة را ون توضعت علبة تحوي خاتمان.. يرقص عليها طيف جا اون يحملان في ثناياهما أحلامه المزركشة ألوان الربيع المُشرقة..
را ون لن تنسى.. لن تنسى يول أو جا اون لذا لن ترمي هذا الخاتم.. لن تعطيه لأحد
سيبقى خاتمها و خاتم جا اون معها دون أن تتخلى عنهما
سعادة غامرة تنبعث من ينابيع في جسدها..  سعادة مختلطة بشيء من الأسى وطيف شخصين لن تنساهما ما حييت

يول.. جا اون.. أنتما معي ♡

قالت را ون فجأة "أتعرف ماذا كريس "
هز كريس رأسه نافياً وهو يقول "لا أخبريني"
أجابت بتفكير "علي إتقان فنون القتال والدفاع عن النفس وما نحوهما ومن ثم تشكيل عصابة خاصة بي "
عقد كريس حاجبيه في عدم فهم وقال "لم"
فقالت "أنا لن أنسى.. كريس إن استطعت إني أرغب بالانتقام"
بدا على كريس الذهول من كلامها وقبل أن يتفوه بشيء أضافت "أعلم إن الانتقام أمر سيء لكن.. "

"يول و جا اون بخير و سلام لقد رأيتي أنتي ذلك..  فما رأيك أن نعيش حياة مسالمة من الآن ؟"
لم يعط الكثير من الوقت ل را ون حتى ترد فأضاف "لكن إن استطعنا لم لا لا تبدو الفكرة سيئة "

~كريس~
أتعلمين شيئاً يا را ون..  يول لم يخذلني أبداً.. كان دائماً يفي بوعوده وإن كانت صعبة.. لم يكذب علي يوماً.. وكان محل الثقة..
هذا كان سبب قبولي بحمايتك يا را ون رغم عدم معرفتي بأي شيء بك.. ثقتي بأن يول لا يخدعني
كانت ثقة حلوة أحببتها جداً ..
وأحببتك جداً ..

          ~النهاية~

🎉 لقد انتهيت من قراءة ثقةٌ حلوة 🎉
ثقةٌ حلوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن