بعد أن خطيا خارج البيت وقعت أشعة الشمس بلونها الأصفر على عينا را ون فرفعت يدها إلى مستوى عيناها تحميهما من نور ساطع أخاذ لطالما أحبته
الحوية والنشاط التي تَدُب في أغلب المخلوقات مع بزوغ الفجر ثُمَّ الشمس.. تدهشها
تحبُّ الشمس!
تحبُّ نورها.. و سطوعها..
تحبُّ اللَّون الأصفر! لا بل تعشقه كما عشقت يول من قبل
عندما كانت طفلة كثيراً ما قالت "لو كان الأصفر إنساناً لصادقته ورافقته وأمسكت بيده فلا أفلتها "
تكتئب عند هطول المطر.. هكذا هي
تتذكر دموعها التي لَم تجف و تخال كما لو أنَّ السماء تبكي
تريد مواساتها "لا تبكِ..أرجوكي..أشرقي واسعدي ودعي الشمس تزينك فتتألقي "
قطرات المطر كانت دوماً مرافقاً لها عند كل شُؤم
عندما فقدت والديها وأمست يتيمة
حدث ذلك في ليلةٍ ممطرة
عندما جَثت على ركبتيها تترجى الدائنين فلا يبيعو منزلها في المزاد كان ذلك عند هطول المطر أيضاً
وعندما تشاجرت مع عجوزٍ كبيرٍ طاعنٍ في السِّن وأصبح ضمن قائمتها لِدَّائنين أيضاً فلم تعرف كيف تَرُدُّ دَينها له كان ذلك في صباح ممطر
ولمَّا اكتشفت أنَّ ذلك العجوز ما هو إلا حقيرٌ أناني أستغل يتمها فباعها لعصابة من عصابات كوريا لقاء مبلغ زهيد يُرضي فيه طمعه
رأى فيها كل ما يحتاج ليتم الصفقة .. صغيرة في السن.. جميلة.. بلا أب أو أم.. لا أخوة ولا عائلة تنمتي إليها
لا أحد سيسأل عنها حين تختفي
كان محقاً.. كان ذكياً رُغم كُبر سنه
كان ذلك في غروب ممطر لم ترَ فيه الشمس
هي تكره الغروب أيضاً
وعندما فقدت يول... فارسها الذي أنقذها .. كان ذلك عندما أمطَرت السماء أيضاً وكأنها تُبكيه
تكره الغيوم التي تتبلد في السماء فتُخفي محبوبتها وراءها.. ومهما مددت يدها لا تَطالُها
تناجيها..وهي توبخ الغيوم "ابتعدي.. اطلقي سراحها.. لا تحبسيها إجعليها حرة..فكي قيودها..إن ما تفعلينه سيء.. سيء بحقها! " والغيوم دائما تتجاهلها ككل سيء يعيش على سطح الأرض يتجاهل ويصم أذناه عن كل بُكاء و نحيب فلا يرحم
..والأيام لم ترحمها
حتى ذلك اليوم الذي التقت فيه بيول كانت السماء فيه تتضحك بشمسها!
ابتسامة يول كانت دافئة كالشمس
والشمس كانت دافئة ك ابتسامته
لذلك هي تحب الشمس! الشمس لم تجلب لها سوى السعادة .. يول لم يجلب لها سوى السعادة
أيقظها من غفوتها كريس : را ون.. را ون..
عندما أفاقت من أحلام اليقظة وجدت أنها شردت مع الطريق عبر زجاج الحافلة
أدارت وجهها إليه : أجل.. أسفة لقد شردت قليلا
تألقت في وجهه ابتسامة: أعلم وكانت هنام ابتسامة مرسومة على شفتيك.. ماذا تذكرتي ؟
أجابت بحب: يول
-هل كنت تحبينه ؟
-أعشقه..
في الحقيقة تمنت لو تخبره بأنها مستمية بكل رمش في عنياه.. بأنها كانت ترقص على خصل شعره المتطايرة إثر نسمة هواء عابرة فتراه زاد في وسامته وسامة
..بأنها كانت ترى كل العيون عينينه
وكل الوجوه وجهه
وبأن ملمس يده الخشنة التي تحبها للآن تحس بها
لكنها كتمت كل ذلك في سرها
يكفي أن يول يعرف..أليس ذلك!.. حتى لو أنه في السماء فإنه يعرف.
أحس كريس بهدوء جم كسى تعابير وجهها عند ذكر اسمه.. يول لطالما كان راحةً لها حتى بعد مماته.
عندما وصلت الحافلة إلى محطتها الموعودة نزلا
سألته: إلى إين ؟
أجاب : إلى حديقة الألعاب.. ألا تحبينها ؟
-أُحبها أنا متحمسه..لكن كيف وأخذتني.. سأشك بأنك كريس .. هل أنت نسخة محسنة منه!
-ضحك: نسخة محسنة!.. حسناً اذاً ما رأيك في أن تستغلي الفرصة قبل أن يعيدو النسخة القديمة
-كأنك في نفسي .
كل لحظة تقضيها كانت تستعيد فيها ذكرى ل يول
كانت سعيدة ولسعادتها دخان ضباب خفيف في العلو يذيب قطع ثلج باردة كيئبة فتخرج من مقلتاها عبرات تلمع وتتلئلئ لكن لا تنهمر
إن يول لا يمانع سعادتها مع كريس أليس كذلك!
كانت انتباه كريس مركزاً على كل تعبير تصنعه را ون وكل فعل تقوم به ارادياً أو بلا وعي منها
يحلل المواقف في عقله مراراً وتكراراً ليخرج في كل مرة بنهاية وحيدة ألا وهي
"لا يمكن أن تكون كما وصفها " الرجل الغريب ذو البذة السوداء الذي أتاه أمس " ما وصفها به ليس إلا تراهات من غير معنى "
كانا في الدولاب الهوائي حينما تحدثا والشمس تَغرُب فغيم وجهها أيضاً
سألها مستسفراً "ما بك؟"
أجابته"فقط لا أحب الغروب"
هتف متفاجئاً"مع أن للفروب ألوان خلابة "
-إني أفضل الشروق.. إني أحب الشمس
طالعها باستغراب فأكملت -كل مُؤلم حدث لي في غياب الشمس.
كان يستطيع كريس أن يلاحظ غيمة الحزن التي خيمت في وجهها.. "ليست ممثلة" حدَّث نفسه
آخر لُعبة كانت نفق الرعب.. كل مافيها وجوه مشوهة وأشباح بيضاء ذات أشكال مُروعة تَظهَر فجأة.. لكنها لم تتمسك به كما تفعل أي فتاة بل كانت تضحك..تضحك بملء فمها.. تضحك كما لم تضحك من قبل..
كلما ظَهَر خيالٌ بغرض تخويفهما تزداد ضَحكاً
تضحك كما لو أن أحزانها و أوجاها جُمِعَت ثم أُلقت في حفرة لا قاع لها وكأنها لم تعرف الحزن قط
كان يصغي لضحكتها..يتأملها بوجه مندهش لا ينطق بشيء سوى "اضحكي أكثر"
أحس فجأة وكأن قلبه يرقص على إيقاع ضحكتها يريد أن يخرج من مكانه ليخبرها "اضحكي أكثر" هناك بذرة أُلقت في جوفه بدأت تنمو على ضحكتها فجأة
تسائل "كيف لفتاة تضحك بهذا الشكل أن تكون مخادعة!
رغب بها أن تضحك أكثر... شعر وكأنه فهم لِمَ أَحبها يول..لِم رغب بأن تعيش ورغب بحمايتها.. يول كان يحمي ضحكتها..
لا يمكن لهذه الضحكة أن تموت
-إنك أنتِ أيضاً شمس.. را ون

أنت تقرأ
ثقةٌ حلوة
Fanfictionقُلبت حياتها رأساً على عقب حينما بلغت 17 عام.. وفي عيد ميلادها بالتحديد أتتها هدية يتُمها من قبل سيارة مسرعة يقودها سكران تفوح منه رائحة الثمالة.. أوتد بوالديها إلى حافة الهاوية.. هناك حيث أمسكت را ون يداهما تترجاهما أن لا يذهبا لكن عبث.. بعد مئ...