بارت 5

20 0 0
                                    


طالعت ساعة هاتفها للمرة الألف ربما ، الآن أصبحت الساعة التاسعة وهي لا تستطيع أن تطأ بقدماها  الممشى خارج الشركة حتى  بدون كريس !
تأففت "مالذي أخبره به يول ي ترا  ليتشدد بهذا الشكل  معي!..أعرف أنه يجب علي البقاء بجانبه دوماً لكن هذا كثير!  لقد ضجرت"
القت ظهرها الى الخلف حيث مسند الكرسي ، أغمضت عيناها وقد تسربت دمعة خارج جفناها المغلقان
هي تبكي! وليس ذلك بغريب
بكاؤها  قبل أن تغفو على وسادتها بات روتينٌ يومي  لكن لِم الآن !
احنت ظهرها  للأمام وأخذت تمسح ما جرى على وجنتاها من عبرات "أنتِ في الشركة را ون لستِ في غرفتك أنتِ لا تودين جعل كريس يقلق أليس كذلك!" رفعت رأسها وهي تخال السماء فوقها لا السقف الحجري بطلائه الأبيض ثم  أغلقت جفناها مرة ثانية وبدت وكأنها تخاطب أحد ما..أحد ما غادر هذا العالم لكن ما زال يسكن قلبها"يول أنت معي أليس كذلك"
لما بدأت تتعمق في شرودها متوغلة في عالم خفي ، معالمه لا تشبه معالم الذي نعرفه  علا رنين هاتفها في فضاء الغرفة الخالي الا منها ومن المكاتب و من بعض المعدات تناولته وردت"كريس مالأمر!"
اتاها الرد من الجانب الآخر "حسنا بالنظر إلى العمل المُلقى أمامي  على الطاولة..  يبدو أن الليلة ستكون طويلة"
-هل سيتطلب منك ذلك البقاء حتى منتصف الليل
-ر_ب_م_ا
أجابها ببطئ يترقب ردة فعل منها "أنت تمزح صحيح؟! أخبرني أنك تمزح"
-آسف
كادت أذنه تُثقب من صياحها على الخط"كريس مالذي علي فعله هنا! لقد أتممت كل المهمام الملقاة علي ولقد ضجرت"
-الا بأس بأن تعودي لوحدك؟سألها غير راغب في الاجابة التي ستتلفظ بها  لا محال 
-أجل لا بأس.
وأتاه الرد بسرعة مؤكدا له شكوكه
-يا آلهي..  هي را ون
-ماذا!
- أن لم تكوني،بخير في غيابي سأقتلك
أجابته كما تجيب الطفلة والداها حين ترغب بأختصار الحوار لتتجه إلى العابها
كمان هو الحال هنا حين يغلق الخط ستتجه را ون الى الخلاص حيث سريرها و غطائها الدافئان ينتظرانها "فههممتت "
ثم أغلقت الخط ، قامت بسرعة تناولت حقيبتها وأتجهت نحو المخرج
أطفأت الأضواء ثم انصرفت .
خارج المبنى وعلى الشارع المقابل له اصطفت سيارة الصباح وعيني سائقها متجهة نحو مدخل الشركة.
 أغلق كريس الخط على ضيق غير مرتاح  استدار بكرسيه المتحرك ليواجه الحائط الزجاجي خلفه  يتأمل انعكاسه واذا ب طيف كيم يول يترائى له على الزجاج وصوته أضحى  يتردد في أذنه "لا تتركها لوحدها أبداً كريس".
وقفت تنتظر المصعد بعد أن ضغطت على الزر
عندما لمحت ضوء هاتفها الذي يسبق رنينه يشير  إلى أن أحدا ما يتصل
تناولته ثم ردت "مالأمر كريس؟"
   سألها بسرعة مستعجلاً الجواب "را ون أين أنت؟"
عقدت حاجبيها بأستغراب وأجابت".لازلت في الشركة أنتظر المصعد"
رمى نفسه للخلف بارتياح ليسنده الكرسي أجابها"عظيم لا تخرجي"
-أيه!
-سأحاول أنهاء عملي بسرعة ونغادر سويا
-لكن لماذا فجأة! الم تخبرني أنه لا مش..
لم تستطع إكمال جملتها لأنه كان قد فصل  الخط
كان المصعد قد وصل حين التفت لتعود وهي تطلق في داخلها مختلف أنواع الشتائم عليه.
 في داخل السيارة السوداء ألقى ذاك الرجل  نظرة على ساعة يده
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر 
هو ينتظرها منذ ساعات لكنها لم تظهر
كما أن ساعات العمل قد أنتهت منذ فترة
أيمكن أنه لم يلحظها
-تباً لها
شتمها في نفسه
أتصل بأحدهم ثم وضع السماعات " لقد بقيت انتظرها عدة ساعات لكن لا أثر لها.... ماذا!.. لا لا مستحيل أن تكون في الداخل، وقت العمل أنتهى بالفعل.. أجل بالطبع سأعاود المجيء غدا..  أنا لن ادعها و شأنها"
أدار المفتاح ليشغل محرك السيارة ثم أنطلق بها بعيدا
في ذات الوقت كان صوت را ون يعلو موبختاً  كريس عندما خرجا من المبنى "مالذي حصل لك فجأة لتغير رأيك خلال 5 دقائق"
ابتسم بارتباك وأجابها"حسنا أنا متقلب المزاج استحسن كل وهلة أمرا ماذا يجب أن أفعل جراء ذلك
- بالله عليك أجبني بصراحة على ما سأسألك إياه الآن
-ماذا
- هل أنت حقا الذي تدير هذه الشركة
-إيه!
-إنها ناجحة بشكل لا يتناسب معك.

ثقةٌ حلوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن