بارت 6

18 0 0
                                    


خطوات ضيقة  يقطعها بهدوء  ؛ يتردد صداها في
 ذاك الفراغ .. عيناه المذهولتان تجولان المكان بحثاً عن مخرج.. أين يمشي وإلى أين يتجه ! شعور غريب مابين الخوف والوحدة .
لا أحد معه في مكان أبيض يجهل هويته
فضاء غريب ناصع البياض  يتحلقه  ولا شيء سواه  حوله
أغمض عيناه وأصغى 
نسمات ناعمة تحمل معها موسيقا بعيدة .
لحظة مباغتة حملت إلى مسمعه صوت شيء تكسر أنقبض صدره في حركة لا ارادية
عم السكون المكان برهة  وحين  غامره الإطمئنان
تكرر ذات الصوت مرة يتلوها خوف
أصبحت الأصوات أسرع ولم يعد باستطاعته إحصائها  اذ أنها تخالطت مع بعضها .
ما كان يشعر  بقدماه حين استدارا واتجهتا  نحو مصدر الصوت .
أخذ  يركض وقدماه تخبطان صلبةَ الارض البيضاء  بقوة .
استوقفته حافة منحدر توصل إلى ظلمة لا متناهية
تُطل على  هاوية سوداء لا يُرى لها قاع .
قطع بيضاء تتناثر من الأعلى وحين رفع رأسه تسمرت عيناه على ما رآه
كان سقف الفضاء من حوله  يتشقق منصدعاً ثم يتكسر قطعاً تتهاوى لتختفي في تلك الفجوة القاتمة تكشف عن ظلمة لاحت له خلف البياض.  
كاد يقع حينما تكسرت الارضية تحت قدمه لولا تتداركه السريع فتراجع بضع خطوات للخلف
غامره إحساس مفاجئ بضرورة الهروب... إلى أين؟
وليد الخوف في داخله  يخبره إنه لا يهم... فهم راكضا مستجيباً لنداء غريزته
أمَّا ما كان يحيطه من خلفه فقد لقى حتف مماثل لأشباهه حتى أحاطته الظلمة ولم يعد يجد مخرج ولم يتضح له طريق. ولوهلة ظنها النهاية  لولا
همسات بعيدة بدأت تناديه فجأة
وكأنها منجيته فسارع إليها من غير تفكير
وكلما أصغى لها وهو يتقدم بخطواته الواسعة السريعة رأاها تتضح تدريجيا 
لاح من بعيد نقطة ضوء تخترق العتمة تغذي نزعة البقاء في داخله فتسارعت قدماه وضرباتها بالأرض باتت أقوة
حينما خطى نصف المسافة استطاع تميز الصووت بيسر جم فما لبث أن أعاده الحنين إلى أيام ولَّت إلا منه حيث كانا سويا يخطوان درب الحياة يد بيد
كانت هناك خطوات قليلة تفصله عن منبع الضوء لما اوقفه سطوعه فأغمض عيناه نصف إغمضاة وقد  حماهما بذراعه عندما رفعها إلى أسفل جبهته
 بعد برهة و قد خف الضوء سطوعه  ابعد ذراعه عن عيناه و أخذ يدقق في الخيال القابع وسط النور فعرف مناديه فوراً
شعور غريب اعتراه مصحوب ب رعشة خوف تسري في جسده
احساس يتأرجح ما بين الرهبة والسعادة
هل سأعيده أم سيأخذني ؟ تسائل في سرِّه 
عاد من أحلام اليقظة حينما نطق ذاك الخيال  اسمه حرفاً بحرف بصوته الذي لن يخطئه ولن ينساه "كريس" 
بوجه خالي من التعابير و بعينان تمسرتا في وجه صديق مألوف قد باغتته المنيَّة على حين غرة أجابه "يول ؟ "
كان متأكد من أنه لمح على شفتيه شبح ابتسامة حين مد يول ذراعه وسحب كريس إليه
و جملة من كلماتٍ ثلاث بدأت تتردد إلى إذناه
"لا تتخلى عنها"
كان كريس  يستطيع تذكر تلك الجملة بكل  وضوح بعدما  أفاق من نومه مذهولاً ب حلم لا يراوده عادةً.

ثقةٌ حلوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن