سَكب الماء على وجهه يغسله بعدما نظف أسنانه
لقد استيقظ للتو!
وحديث البارحة لَم يفارقه لحظة وهو يُعاد ويُكرر ذاته ذاته لليوم
كل كلمة تثير في أعماقه ذات الإيقاع للآن
مهما أعادَها وجَمعَها لا يفهم شاكلية الموضوع
ويأبا أن يقتنع تمام الإقناع بأن الفتاة التي تشاركه تفاصيل يومه من استياقظه حتى نومه
ليست إلا عا*رة هاربة من بيت د*ارة وإنها بذكاء جم يسمح لها بالإستخفاف بذكاء صديق له لم يقابل مثله
تقدم ذاك الرجل البارحة بثقةٍ مهولة تحيط به من كل الجهات.. عالي النبرة ..واضح الصوت..لا تلعثم لا تلبك ولا أخطأ بصياغةٍ أو حرف
ألقى عليه معلومات يجهلها ادعى إنها حقيقة 100% وحينما قرأ الشك في وجه كريس
وثَّق كلامه بمجموعة أوراق تحكي بعضاً من تفاصيل حياة من يحميها ويرافقها
ابستم استهزاءً ... أوفتاة بمثل تلك المواصفات تحتاج لمن يحميها!"
صدى صوته ينعزف على أوتار قلبه كلمة بكلمة
"ليست إلا مخادعة"
أَجَبتُه ببساطة مستشفياً أثار حزن عميق أخفى ملامح وجهها يومَ رأيتُها في المشفى
"ليست كذلك... إنها تحبه"
"لا تنغر..إنها ممثلة بارعة"
وكان لكلامه أثر لازمني منذ أمس كنتُ أحاول جاهداً أن لا تلحظه.. ولا أدري إن فعلت
هل ما قاله ذاك الرجل صحيح ؟
هل عليه أن يُكذب الأوراق تلك وما تحتويه ويصدق شعور يتيم وُلد داخله يخبره بأنها ليست كذلك
لقد عاشرتها بما يكفي .. حدث نفسه
بقينا معاً جيدا..
منذ أشهر ونحنا نأكل من طعام واحد.. ونشرب الماء ذاته
لم أرَ فيها ما وصفه لي
لم الحظ قط شيئاً مما تفوه به
لم ألمح فيها شيئا يشبه فتاة خبيثة..ممثلة بارعة..داهية بأفعالها وبتصرفاتها..
هي عكس ذلك تماماً
وأنا أعرف من النساء ما يكفي ليجعلني أدرك تماما بأنها لا تمثل
سأله البارحة"إذاً ماذا تريد لقاء إطلاعي على هذه الأشياء وإخباري بكل هذا؟"
"أن تسلمها لنا "
صاغ جوابه بهدوء و ببساطة كأنه يطلب من بائع أن يسلمه 'علكة ربما' وذلك بعدما دفع ثمنها
المصنف المليء بالأوراق الذي رماه أمامه كان الثمن
أحسَّ بحاجة للضحك ولا يعرف السبب "تقولها ببساطة "
"ليس هناك ما يدفعك للبقاء بجانبها خاصة بعد معرفة ماهيتها.. ومعرفة هويتها وحقيقتا..
لقد خَدعت صديقك وأوقعته في شِباكها وجعلته متيماً بحبها ثُمَّ كانت ذكية كفاية لتضمن لها من يحميها ويكون معها حتى بعد مماته
لا تظن فكرة أن تكون لها عوناً عندما تضحى وحيدة هي فكرة صاحبك
كل شيء مدبر.. لذا..
رئيسي في العمل يريد فقط أن يلقنها درساً تستحقه بشدة
هي أساءت لسمعته كثيراً "
بعيداً عن جدية الموقف في المعلومات حول حياتها
"صاحب أكبر ملهى ليلي في كوريا يخشى على سمعته من عا*رة ؟ ألا يعد الأمر مثيراً للسخرية "
"لا أستغرب من ردة فعلكَ هذه.. إلا أن الأمر بهذه الجدية بالفعل"
بعد قليل من الصمت مفكراً بمصداقية ما يحدث
واجهه بسؤال خطر في باله "كيف لي أن أثق بكم وأنتم من حُمتُم وراء يول وأجبرتموه على العمل معكم؟"
أمال ذو البزة السوداء رأسه إلى ناحيتي وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ذات معنى "هذا أن صديقك كان مدين لنا ببعض من المال وكانت هذه الطريقة الوحيدة ليستطيع رد دينه"
"جواب مقنع فهذا ليس بغريب على عصابة تعد من أكبر العصابات في كوريا "
اومأ الرجل الغريب وقد أجلس قدمه فوق الأخرى "إنه بإمر طبيعي"
أعاده من رحلته في ذكرياته صوت أنثوي يسأله "كريس! هل استيقظت"
ليرد عليها بعدما مسح وجهه بالمنشفة "لقد فعلت "
نزل على الدرج وقد قابلها ببتسامة ارتأاها خرجت من صميم قلبه بطريقة غريبة "صباح الخير را ون"
تُقابله بوجهٍ مبتسم و ملوث بفتات طعام تصنعه...
يصغي.. يفكر
تلك النبرة التي تزين صوتها.. البَّحة في كل حرف تتلفظ به
ما رُسم على وجهها من نقاء
ولمعان عيناها
تصرفات طائشة تَنم عن طفلة تسكن في ذاك الجسد الناضج مختبئة في عقل واعي مُدرك وروح تعطي كل ذي حق حقه فلا تتكاسل حتى في عملها
كيف لكل ذلك أن يخبئ خلف سِتاره امرأة
خبيثة..مراوغة
..فتاة ذو حيلة تصبُّ سحرها على كل ذي مال او منصب
"قد يكون ما قاله بشأن عملها حقيقي.. قد يكون لا يكذب.. وقد تكون أُجبرت أيضاً
لكنها بالتأكيد لن تتحايل على إنسان من أجل ثروته! "
يول كان ينتمي لعائلة ثرية لكنها في ذات الوقت محافظة ومتشددة قليلاً
علاقته مع عائلته لم تكن مخفية عن كريس
كان على دراية بكل شي
وبدراية بتلك المشاكل التي أَجبرت كيم يول على مغادرة منزله
"حينها انقطعت الأخبار عن كل من تربطه به صلة حتى أنا.. كان ذلك عندما تخرجنا من الثانوية بعمر 18 ربيعاً"
بعد أن صفَّت را ون الأطباق على الطاولة تناول كرسيه الى الوراء ثم جلس وقد أردف "لا رغبة لي بالذهاب إلى العمل اليوم"
كانت قد سبكت طبقاً لها وأخذت تغمس الملعقة فيه حينما وجههت انتباها نحوه
أكمل "دعينا اليوم نتنزه قليلاً... حديقة ألعاب او حيوانات أو نتجول في المدينة فقط دون فعل شيء
ما رأيك ؟"البارحة.. ذاك الرجل الغريب أمهله وقتاً ليتدبر ويفكر فلا يندم على تصرفه أياً كان
مدَّ يده نحة كريس وبين أصابعه بطاقة أعمال تحوي رقماً
قال له "أنا واثق بأنك ستفعل الصواب " ثم غادرالصواب بالنسبة لذاك الرجل هو تسليم را ون له
لكن ماهو الصواب بشكله الحقيقي في هذه المسألة!
لا أرى صديقي ساذجا أبلها
ولا أراني مغفلا خُدع بها أيضا
مرت علي كثيرٌ من النسوة حتى حفظتهن عن ظهر قلب
فلا أراها أيضاً ما قالهلذا لا ضرر بالتأكد...
فقط..
خاطبها "دعينا ننسى هموم الدنيا اليوم ولنستمتع فقط"
أنت تقرأ
ثقةٌ حلوة
Fanfictionقُلبت حياتها رأساً على عقب حينما بلغت 17 عام.. وفي عيد ميلادها بالتحديد أتتها هدية يتُمها من قبل سيارة مسرعة يقودها سكران تفوح منه رائحة الثمالة.. أوتد بوالديها إلى حافة الهاوية.. هناك حيث أمسكت را ون يداهما تترجاهما أن لا يذهبا لكن عبث.. بعد مئ...