بارت 8 :
طالعت ساعتها للمرة الثانية بعد الألف لتجدها تجاوزت العاشرة ..ملئها الضجر والملل
وقت العمل انتهى منذ ساعات ومن المفترض أن تكون الآن بين أحضان لحافها ووسادتها
إنها نعسة ايضاً
مالذي أخره؟ تسائلت مُتأففة ومستغربة
ليس من عاداته أن لا يُعلمها ان احتاج للتأخر
هل يجب أن تقلق ي ترى؟ لم تستطع إلا أن تقوم من على كرسيها وتتوجه نحو المصعد
ضغطت زر الاستدعاء على استعجال جراء القلق الذي اجتاحها فجأة
كانت الثواني التي احتاجها المصعد للوصول إليها بمثابة ساعات.. تلك الثواني كانت بالفعل بطيئة وكأن ميقات الزمن عُطل! هكذا هُيِء لها
عندما وصلها المصعد زفرت في ارتياح غريب ثم صعدته بعد أن فُتحَت الأبواب اوتوماتيكيا
ولم تكن اللحظات التي أستغرقها المصعد للوصول إلى الطابق المُراد أسرع من سابقاتِها
مالبث أن توقف حتى شقت طريقها نحو جهة اليمين بعصبية يكسوها قلق غريب
"لم يخبرني بأنه سيتأخر.. هل يعتمد إقلاقي أم ماذا.. هو لم ينساني أليس كذلك ؟"
تابعت مشيها تكمل كلامها بكلمات غير مسموعة
لما أقتربت من باب الغرفة لمحت ظل شخص يتجه خارجها فتوقفت وقد شعرت بالراحة وبدأت بتجميع الكلام في عقلها وتجهيزيها لتواجهه بها
كان جسد ذلك الرجل يظهر تدريجيا مُركزة عيناها على وجه من المُفترض أن يكون مألوفاً
ظنُّها لم يخب ابداً من هذه الناحية لكن ما ابقته في سرها وهي تشك بأنه غير معقول حدث أيضا
تجمدت في مكانها في غير وعي منها وعيناها قد تسمرتا نحو ملامحه
ملامح شخص تمنت لو تنساه وينساها
هاجمتها ذكريات ظنتها مُسحت فتسارعت دقات قلبها بالتدريج..رعباً!..خوفاً!..هلعاً!..تمنت لو تهرب!
إلى أين! وهي بالفعل هاربة!
ألا يمكن للأرض أن تنشق وتبتلعها في هذه اللحظة بالذات
ألا يمكن أن يتغير الطقس فجأة إلى عاصفة برعود وببروق فيصيبها رعد ما
قلبي كاد يخرج من بين أضلعي" أشعر به وهو ينازع للخروج يقاتل للهروب بعيداً..بعيداً جداً عن هنا
وعنه !وعن أمثاله! إلى أرض أخرى لم يقف عليها.. لا يقف عليها.. ولا يمكن حتى لسماء أن تجمعنا
هي تريد سماء اخرى.. أجل الا بأس ان أكون الآن طماعة!" هل الرغبة بالأمان يعد طمعاً!
لكثرة ما اختلطت داخلها الاحاسيس بدا. لها وكأن الزمن مر بها دهرا..
أيقظها من شرودها صوت خطواته وهي تصطدم بالأرض..
بطيئة..لم تتغير..او هكذا هي تشعر!
أحست بأنفاسها تنقطع..لكنها في لحظة ما قررت
أن تكون قوية ولو من الخارج!
أليسَ يول هو من دفع حياته ثمنا لبقائها حية وآمنة!
فالتكوني قوية وبخير را ون من أجل يول "
حركت قدماها ببطئ أخذ بالتسارع شيئاً فشيئاً
وقد رفعت رأسها للأعلى شموخاً لعلها تُحذِّر
لقد تغيرت".. لستُ كما كنتُ ضعيفة"
رمقته بنظرات تحدٍ و جرأة وعيناه مثبتتان عليها هو الآخر..
بدا الجو طبيعياً
يهيء لك أن لا شيء يشتعل
ألا أن هناك بما يسمى"حرب باردة"تتقد بينهما
حينما تقاطعا في طريقهما بدا الزمن فيها بطيئ لوهلة....
عاد لسرعته القديمة عندما تخطى كل منهما الآخر
لكن رؤيته بعد كل تلك المدة لا يعد أمرا هاماً بالمقارنة بالسبب الذي دفعه ليأتي لهذه الشركة
لقد كان في غرفة كريس"
إني..إني خائفة!"
أخذت نفسا عميقا وقد حاولت ان تهدئ من نفسها وترخي عضلاتها المشدودة من الخوف
يون سونج لن يتخلى عنكِ"
دقت الباب .. انتظرت قليلا.. حين لم تصلها إجابة
فتحته قليلاً لتطل برأسها عليه مع ابتسامة مصطنعة
"كريس"؟
كان كريس مُنكب على مجموعة أوراق مصطفة على مكتبه.. كانت عيناه مثبتتان بالتحديد على صورة ل را ون مطبوعة في أحد الأوراق
بدا وجهه قاتماً لا ينذر بخير
يتطاير الشرر من عيناه وهما تنطقان حدة وخيبة!
عندما أحس بها.. وسمع صوتها تبدلت ملامحه فجأة
ابتسامة متكلفة رُسمت على شفتيه بصعوبة
شعرت وكأن عضلات وجهه وفكه ستتمزق جراء المجهود الذي بذله! ...إنها مجرد ابتسامة!
فتحت الباب على وسعه ثم دخلت
فتحت فاهها لتتكلم لكنه قاطعها وهو يجمع الاوراق من على مكتبه ويضعها في حقيبة عمله
"أسف..أتاني زائر غير متوقع..لم أستطع إخبارك "
تمتمت وهي ترمقه بإستغراب وجبيناها معقودان خوفاً "لا..بأس"
ابتعد عن مكتبه متوجهاً نحوها وقد أخرج مفاتيح ليقفل باب مكتبه "هل خفتي أم ماذا! "
رفعت رأسها للأعلى نحوه وقد بدت خطوط وجهه أكثر بروزا من قبل..
خلف تلك الخطوط.. وخلف تلك الابتسامة المتكلفة.. خلف ذكريات أتتها رغماً عنها..
صوت من بعيد يهمس لها "لا تخافي"
كان صوت يول ..
أنت تقرأ
ثقةٌ حلوة
Fanfictionقُلبت حياتها رأساً على عقب حينما بلغت 17 عام.. وفي عيد ميلادها بالتحديد أتتها هدية يتُمها من قبل سيارة مسرعة يقودها سكران تفوح منه رائحة الثمالة.. أوتد بوالديها إلى حافة الهاوية.. هناك حيث أمسكت را ون يداهما تترجاهما أن لا يذهبا لكن عبث.. بعد مئ...