الليل يزيد من كثافة ظلمته.. ودموع را ون باتت كالسيل في ليلة ممطرة
نحيبها مكتوم لا يُسمع له صوت والكمامة مطبقة على فمها تترجى أن يحدث شيء ما ويغير مجرى الأحداث التي رُسمت في عقلها في اللحظات الآخيرة
السيارة تُزمجر في كل لحظة
وأضواء المدينة تنعكس على وجه را ون من خلف الزجاج
تختطف نظرة كلما عطفوا في طريقهم إلى المرآة الجانبية
كاد يغلبها اليأس فهمت لتشيح ناظرها عن المرأة الجانبية حتى لمحت في آخر لحظة سيارة مألوفة
اعتادت الركوب فيها.. واعتادت على الاستناد عليها وهي تنتظر كريس
لمع في عينيها بريق أمل..وعاد زقيق العصافير في داخلها تتطالب بحرية
"كريس أسرع" اوتراه يسمع ؟
كان ذاك الثلاثيني يرقب را ون من خلال مرآة السائق
تعابير وجهها كئية... خالية من الحياة..حتى آحس بخطوط أمل تنرسم على وجهها.. ابتسامة خفيفة تزين شفتيها
عقد حاجبيه شكاً ثم نقل نظره إلى المرآة الجانبية
عندما سقط نظره على تلك السيارة حاول التدقيق أكثر في وجه السائق حتى بانت له ملامحه
تأفف بتذمر
خاطب السائق: أسرع إنه يلحق بنا
بدأت السيارة السوداء. بالابتعاد عن كريس تدريجياً مما دفع الأخير إلى زيادة سرعتهرسم ذاك الرجل على وجهه تكشيرة انزعاج ثم قال بضيق آمراً السائق: حاول إضاعته
فأردف الآخير بآلية: نعم
وكل ذلك أمام مسامع را ون
اتسعت عيناها خوفاً من أن يفقد أثرهم كريس وتبقى معهم ..
وفي أعماقها تتولد آلاف الأمنيات بعضها عن فتاة ترعرت مع والديها في هدوء وسلام
والبعض الآخر عن فتاة أكملت بقية حياتها مع زوجها في سلام تام
أما الجزء الأخير الخافت ...الباهت اللون أن تكمل ما تبقى لها من أيام مع كريس ... من دون مشاكل.. ومخاوف..
ويهيء لها أن امنياتها صعبة المناللاحظ كريس أن السيارة بدأت بتغير مسارها وأخذت تسلك طرقا فرعية.. بين الحارات والجادات وصودف وجود بعض الطرق العورة
كان كريس يشد قبضته على المقود وهو يضغط على اسنانه بعصبية..
قلقاً أن ينهال على را ون قدر مشؤوم .. ينزعها من بين يديه ببرودة لاذعة ك صقيع ثلج يساوي ما تأجج داخله من نار مشتعلةيحاول تهدئة نفسه وهو يدير دواليب السيارة ليجاري فريسته
أنين العجالات تُدوي في صخب كلما احتكت بالأرض بصرامة بغية تغيير الإتجاهعندما وجدوا أنفسهم في طريق عام
كانت السيارة السوداء واضحة أمام كريي وهي تغير جهتها بين طرفي الطريق وكأنها تلعب معه لعبة القط والفأر
"تباً" شتم في انزعاج وضيق صدر
"إنهم يحاولون تشتيت انتباهي"
زاد من السرعة وقد ثبت عينيه على هدفه
"هل يحاولون اللعب معي؟"ووصل البركان.القابع في جوف كريس إلى ذروة هيجانه
صرخ الخاطف في وجه السائق: أسرع أيها الأحمق أضعه بسرعة
تلعثم السائق في كلامه وقال في ارتباك: ح-ا-ضر سي-دي
وكانت قد وصلت السرعة إلى أقصاها واتجه بالسيارة إلى طريق فرعي
عينا كريس تتبعان بحذر خطى السيارة تخشى فقدانها
تجاريها بكل حركة
كان يفعل حسناً ويجيد المطاردة
حديث نفسه يخبره أن يستخدم المسدس الذي يجاوره لكن خوفه من أن يصيبوا را ون بأذى يمنعه

أنت تقرأ
ثقةٌ حلوة
Fanfictionقُلبت حياتها رأساً على عقب حينما بلغت 17 عام.. وفي عيد ميلادها بالتحديد أتتها هدية يتُمها من قبل سيارة مسرعة يقودها سكران تفوح منه رائحة الثمالة.. أوتد بوالديها إلى حافة الهاوية.. هناك حيث أمسكت را ون يداهما تترجاهما أن لا يذهبا لكن عبث.. بعد مئ...