2

1.6K 70 7
                                    

❤اريد روحا❤..
الجزء الثاني ..

وعندما سمعت سهير تلك الكلمة ..شعرت باسوداد الدنيا في عيونها ..فصرخت بدون تركيز :لا لاااااااااااااا لم تمت .اليس كذلك يا اخي ..امي تمزح معنا...

ثم ارتمت في احضان اخيها وخبات عيونها وهي تنظر الى تلك الجثة القريبة الى قلبها والاقرب الى حياتها ثم قالت :ولكنها مزحة صعبةةةة صعبببة جدا ..

ولم ينطق رائف باي كلمة ..واكتفى بابعاد اخته من بين احضانه ..ليحتضن امه ..ويبدا البكاء كالاطفال ..ترى هل يمكن لدموعه ان تتحول الى سحرا فتحيي الميت كما نرى في الافلام ..كلاااا فالواقع شيئ آخر ..فمهما بكينا وبكينا ..وذرفنا من الدموع لن يعود الميت الى الحياة ..ما اقساه من موقف حين نرى من نحبهم عاجزين عن الحراك ..وهو في تلك الحالة سمع احد الاشخاص يقول له: على الاقل قد ارتاحت من اوجاعها رحمها الله ..واسكنها فسيح جنانه ..

فنظر رائف الى الشخص ..ولم يدرك ملامحه جيدا لان عيناه مليئة بالدموع ولكنه هز راسه موافقا على كلامه ..ثم قال :لقد ارتاحت فعلا ولكنها اوجعت قلوبنا برحيلها ..

فقال له: لا تظن انك وحدك من فقدت احبابك ..فالذي تراه امامك عمره ستة وثلاثون عاما ..الا انه فقد اهله ..وجئت الى هنا لاطمئن عن احوال صديقي ..ورايتك تبكي بتلك الحرقة فتذكرت نفسي ..وها هي الايام قد مرت واخذت معها اوجاعي وذكرياتي الاليمة ..

فقال رائف :رحم الله والديك وشكرا لتعازيك ..

فقال الرجل :اسمي همام ..وان احتجت لاي مساعدة فانا جاهز ..واعتبرني اخوك الذي لم تلده امك ..

وعندما لفظ كلمة امك ...ازداد نحيب رائف ...وقال :اميييييي آه ..يا لحرقة قلبي ..

وكانت سهير تنظر الى المشهد المرعب امامها ..ولم تدرِ ماذا تفعل في تلك اللحظات ..وكانها في عالم آخر ..واصبحت كالمخدرة ..وسالت اخاها بكل براءة :ماذا سنفعل الآن يا اخي ..

فتنهد رائف وكان هذا السؤال ايقظه من سباته وقال لها :علينا ان نعلن عن الوفاة ..ونقوم بترتيبات الدفن ..اما انت فساوصلك الى المنزل لاداعي لبقائك عنا ..فالغالية قد رحلت...

قال كلمته التي ذكرته بشيئ لم ينسه ..ثم امسك بيدها مودعا همام... وانطلق الى منزله ..وقد لاقته زوجته بوجه عبوس ..وزادت يباسا عندما رات سهير الى جانبه ..واشاحت بوجهها عنها ..فقال لها بحزن مدركا ما يختلج فؤادها في تلك اللحظات  :لقد ماتت امي يا رنا ..!!

فردت يدها الى فمها ..وتذكرت للوهلة الأولى آخر مرة راتها فيها في المشفى وهي صفراء اللون ووجهها شاحب ..فقالت له: رحمها الله... حسنا ساهتم انا هنا بامور العزاء.. وانت اكمل باقي الترتيبات ..

ثم نظرت الى سهير وقالت على عجل :هيا ساعديني... !!

وفي تلك اللحظة لم تكن سهير مصدقة انها فقدت اعز ما لديها ..ولا تقوى على فعل اي شيئ ولكن ماذا عساها تفعل .فقد نفذت كل ما طُلب منها ..مع انها لا تشعر بجسدها يلامس الارض فكأن روحها تمشي ..روح قد فارقت الجسد لان الخلايا اصبحت كسولة بارسال رسائلها الى الدماغ ..
وبعد .مرور ثلاثة ايام ..قل ازدحام الناس الى منزل رائف ...وكان منهكا وحزينا ..وجلس على الكنبة وهو مطئطئا راسه الى الارض ..ويضع يديه على رقبته ..ويستذكر ايامه مع امه .وتضحياتها التي لا تحصى.. فسمع صوت سهير تقول :اخي ..ماذا افعل ?

فرفع راسه ..ونظر اليها متسائلا .ثم قال :ماذا تقصدين ??

قالت له بنبرة خجولة :افكر في العودة الى منزلي ..ولكني اخاف ان اعيش وحدي ..

فقال لها بحزم :ومن قال انك ستذهبين الى منزلك ...??!!

قالت له وقد وتوسعت حدقتي عينيها :اين ساذهب اذن ??

قال لها: ستعيشين معنا هنا ..هل جننت لتظني اني قد اتركك تعيشين وحدك ??وانت فتاة صغيرة ..ابقي هنا ..ومنزل امي سيبقى للذكرى.. ونذهب اليه بين فترة واخرى...

وكانت رنا تستمع الى حديث زوجها. .ولم يعجبها مضمونه ..ولكنها لا يمكن ان تتدخل في تلك اللحظات ..لانها تعرف الوضع الذي يمر به زوجها ..فهو حزين جدا على امه ..ولا يتحمل اي نقد ..وخاصة ان سهير لم يعد لها اي مكان تذهب اليه الا منزل اخوها... فقالت لنفسها: فلتعش بيننا ..ولكنها لا تعلم ما ينتظرها وكل شيئ في وقته حلو... لقد ارسل الله الي خادمة مجانا ..المهم ان استطيع اقناع رائف بعدم ذهابها الى المدرسة حتى لا اتحول انا الى خادمة ..وتاتي من مدرستها لتجد كل شيئ جاهز ..هذا ما كان ينقصني ..

كانت رنا تحدث نفسها او شيطانها ..ولم. تنتبه ان رائف يناديها ..وعندها علا صوته التفتت اليه وقالت :ماذا هناك ..لماذا تصرخ??

قال لها :اني اتحدث اليك... وانت شاردة الذهن ..لماذا??

فقالت بصوت حزين مصطنع :لقد تذكرت الغالية ..رحمها الله ..

فاطرق راسه ارضا وقال بغصة تملكت كيانه: نعم ..ما اصعب هذا الموقف ..لقد خسرت كنزا ثمينا لا يمكن تعويضه ..

ثم التفت اليها واستتلى :هيا اذهبي انت وسهير الى شقة امي لتحضرا اغراضها ..وسيكون لها هنا غرفة مخصصة ..وارجو ان تعامليها كابنتك !!!

ترى هل ستقوم رنا بتنفيذ وصية زوجها ..??هذا ما سنراه في الجزء القادم باذن الله ..

ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن