15

877 36 0
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء الخامس عشر ..

وبعد مضي عدة ساعات من الالم الشديد ..وهنا اود ان اشير الى ان الم الولادة يعد ثاني اصعب وجع بعد الحريق  ..كان همام يتمشى في الردهة منتظرا ان يسمع صوت مولوده والذي اخبرته الطبيبة سابقا انه ذكر ..والجدير بالذكر ان التي تذهب الى المشفى عادة وتكون اول. حالة ولادة لها ..ترافقها اما امها او اختها او حتى والدة زوجها ..الا سهير ذهبت وحدها برفقة همام الذي كان يحتاج الى سماع الكلام الذي يرفع من المعنويات ..ففي تلك الغرفة التي امامه يوجد زوجته وابنه ..وكانت الممرضات تخرج من الغرفة وتدخل اليها دون ان تنتبه لقلقه .وكانه امرا عاديا بالنسبة اليهن ..واخيراااااااا سمع همام صوت صراخ ولده ..فسجد شاكرا الله ..وما هي الا دقائق حتى خرجت الطبيبة ..واخبرته ان ولده وزوجته بخير ..وسيتم نقلهما الى الغرفة الخاصة بعد نصف ساعة ..فذهب الى الغرفة منتظرا ..وهو يتخيل شكل طفله ..وكيف سيستطيع ان يحدد ملامحه. وهو لم يمضِ على ولادته ساعة واحدة ..وكل الاطفال تتشابه في تلك اللحظة ..وجلس منتظرا بفارغ. الصبر ..واخيرا جاءت زوجته وهي ممددة على السرير وتجرها الممرضات ..فابتسم في وجهها مباشرة وقال :حمدا لله على سلامتك .لو بقيت مصرة على الولادة القيصرية لكنت بحال اسوأ من هذا بكثير ..

وكانت تتصبب عرقا ..ومتعبة جدا .ولا تملك القوة لتعبر عما يجول في خاطرها ..واكتفت بقول :اشعر بالنعاس الشديد..

وما ان اتمت كلماتها حتى اغمضت عينيها وخلدت الى نوم عميق ..وما استيقظت الا على صوت همام وهو يحمل ابنهما بين يديه ..فنظرت اليه بحنان وقالت :ولدي !!!

ثم جلست عنوة ومدت ذراعيها لتحمله بين يديها وتناغيه ..وهي تقول: انظر يا همام ..ما اروع طفلنا ..!

ثم نظرت اليه بتساؤل وقالت :ماذا ستسميه??

فقال لها :سامي !!اريده ان يحمل اسم جده ..ولكن اود اخبارك انه شقي ..فمنذ ولادته ولم يكف عن البكاء.. وقد ورث ملامح الحزن منكِ..

فلوت شفتيها متسائلة: وماذا ورث منك ايها المتفائل ..

قال لها :لن يرث الا المال على ما يبدو ..??

فقالا لنفسها: تبا ماالذي يقصده من قوله ..

وتجاهلت جملته ..واكتفت بالنظر الى ولدها وتمنت له مستقبلا مشرقا ..
وبعد يومين. خرجت من المشفى ..وهذه المرة برفقة ضيف جديد ..يبعث النشاط والحركة في المنزل وفي قلوب المحبين ..ولكن كيف ستتعامل والدته معه ..هل ستعرف لماذا يبكي ..او لماذا يضحك ..ومتى يجوع ..وماذا يريد ..وهو لا يستطيع اخبارها ذلك .??!!
بالطبع ستعرف فغريزة الامومة هي سيدة الغرائز ..والام مهما كانت صغيرة في السن ..الا انها الاقدر على اكتشاف مكنونات طفلها ..كيف لا وقد عاشر قلبها لتسعة اشهر مضت ..??وقامت سهير بالاهتمام به ..والباسه الثياب المناسبة ..وهمام يراقبها ..ويكاد قلبه يقع ارضا كلما شعر انها تحمله بطريقة غير صحيحة ..ولكنه يشعر بالارتياح عندما يراها وقد اجتازت اختبارها بنجاح..
كانت سهير فرحة بقدوم طفلها الجديد ..الذي ملأ وقتها واشغلها عن كثير من الامور التي تسبب لها الازعاج ..واصبحت تتجاهل اي كلمة يطلقها همام في حق تقصيرها ..واعتبارها  غير جديرة بمسؤولية الزوجات ..وكان في بداية قدومه يراقب سهير كيف تتصرف معه وان كان ينزعج من صوت بكائه ..الا انه يكظم غيظه لانه في نهاية المطاف هو طفل ولا يعي ما يقوم به ..ولكن صبره قد نفذ ..ففي احد الايام ..كان همام يغط في نوم عميق ..وقد استيقظ على صوت سامي ..ففتح عينيه بتثاقل ..ليجد سهير تحاول معرفة سبب بكائه ..فقال لها غاضبا ..وقد تململ في فراشه وهو مغمض العينين :اسكتييه....!!

فقالت له خائفة على طفلها: لقد فعلت له كل ما يجب فعله لاسكاته ..ولكنه مصر على البكاء..

فرفع غطاءه عنه بغضب وقال: تبا للزمن الذي جعلني لا اشعر بالراحة في منزلي !!

فقالت له سهير :اعتقد ان هذا ابننا وليس ابني وحدي ?!!اليس كذلك??

فقطب حاجبيه وهو ينظر اليه وكانه يريد التهام صوته: ولكنك والدته والاقدر على معرفة ماينتابه الآن...

فاخفضت من نبرة صوتها ..وقد انسدلت خصلة من شعرها المبعثر على خدها تنبئ عن التعب والنعاس الذي تشعر به :صحيح ..ولكنه بكاءه غير طبيعي اليوم ..

فخرج همام من الغرفة الى غرفته الخاصة وهو يقول: عندما تعلمين السبب فاطلعيني ..

فتنهدت حزينة ..ماذا عساها تفعل الآن ..وقد بح صوته من البكاء.. فتلمست جبينه لتشعر بحرارة جسده ..نعم هذا هو السبب ..فسامي حرارته مرتفعة !!

فهرعت الى غرفة همام ..وقد وجدت الباب مقفلا ..والاضواء كذلك ..ففتحت الباب بسرعة وهي تقول بلهفة :همام... .سامي حرارته مرتفعة ..ولا ادري ماذا افعل له..

ولكن مامن مجيب ..فصوت شخير همام قد علا ليعطيها الجواب الذي اشفى غليلها ..فقالت لنفسها: ان ايقظته ..فسيبدا بمحاضراته المعتادة.. ماذا انت فاعلة يا سهير ..

كيف ستتصرف سهير مع طفلها ..وهل ستتجرا ان توقظ همام هذا ما سنعرفه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم ..

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن