11

905 42 1
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء الحادي عشر ..

واخيرا وصلا الى المنزل... ونزل همام من السيارة وهو يقول :هيا تفضلي ايتها العروس ..الحقي بي ..

ثم بدا يخطو خطواته امامها... متناسيا انها عروسه ..وعليه ان يفتح لها الباب ..وينزلها ..ثم يمسك يدها ..ويسيران سوية الى منزلهما... ولكنه لم يفعل هذا ..وعندما وصل الى باب المنزل ..اعاد النظر الى السيارة ..ووجد ان سهير ما زالت مترجلة اياها ..فقال لها :هيا تعالي ماذا تنتظرين ??

فقالت لنفسها: ابن الاربعين عاما لا يعرف ما الذي تنتظره ابنة الخمسة عشر عاما... ما هذا بحق السماء!!! وما بال فستاني مزعج ايضا ..احتاج الى من يساعدني للنزول ..ولكن لا يهم... سالحق به ..

وحاولت ان تنزل من السيارة ..وكادت ان تتعثر بكعب حذائها العالي ..ولكنها انتبهت الى نفسها في اللحظة الاخيرة ..ثم سندت نفسها الى السيارة ..وانطلقت الى منزلها بخطوات متثاقلة ..ويبدو ان همام قد ملّ من طريقتها في المشي... واحب لها ان تركض ..فقال لها بصوت عالٍ وطريقة حماسية مشيرا الى احدى الزوايا :انظري وراءك انه كلب كبييير ..!!!

فصرخت سهير باعلى صوتها ولم تتجرأ ان تنظر وراءها حتى... وركضت نحو المنزل بسرعة البرق ..واي مشهد قد تتخيله لعروس تركض مذعورة في الشارع... ليس هكذا يكون المزاح يا همام !!

وعندما وصلت الى الباب ..بدأ همام يضحك بشكل مزعج ..وادركت سهير انه يمزح ..فجن جنونها ..وتدحرجت دموعها مباشرة من الخوف ..وربما الشكر لله لانه لم يكن كلبا ..ثم قالت لهمام :ولماذا فعلت هذا بي هااااا اخبرني ??ام انها عادة من عاداتكم ان تخيفوا نساءكم ليلة الزفاف ??!!

فمسد شعره وهو لا زال يحتفظ بضحكته ..ثم قال :بصراحة رايتك تسيرين على مهل ..وكانك تسيرين على قلبي ..واحببت ان تسرعي قليلا لاني مللت الانتظار !!!

فقطبت حاجبيها... واغمضت عينيها بشدة ..ثم فتحتهما كما تتفتح الوردة في فصل الربيع ..لا بل اجمل ..ثم قالت لهمام :هذا تصرف خاطئ منك ..كدت ان افقد اعصابي ..لا تفعلها مرة اخرى لو سمحت!!

ولاحظ همام ملامحها ..وقد تغير لون بشرة وجهها الذي غطته مساحيق التجميل ..فقال لها: حسنا حسنا... اطلبي اليوم كل ما تريدينه ..فغدا يوم آخر ..

وشعرت سهير بالانزعاج من كلماته تلك ..فكيف لرجل في مثل سنه ان يتحدث اليها بتلك الطريقة وتلك الشروط ..وكانها دمية لا مشاعر لها ..ودخلا الى المنزل ..وبدا يرشدها الى الغرف ..فهذه الصالة ..وهناك على اليمين يوجد المطبخ ..وعلى اليسار غرفة الضيوف ..ثم نظر الى المصعد وقال لها: والآن الحقي بي لاعرفك الى الطابق الثاني الذي لا يتضمن الا غرف النوم ..

وسبقها بخطوات متسارعة ..وكانه يرشد خادمته ..الى مكان عملها ..انه لا يمسك يدها حتى ليشعرها بالامان ..ويتصرف معها وكانه يعرفها منذ زمن بعيد وقد انتقلا الى منزل جديد ..فلحقت به ..لتسمعه يقول لها: اما هذه الغرفة ..فهي غرفة نومنا ..
ثم اشار بيده بحماس الى الغرفة الثانية ..وقال: وتلك غرفة اولادنا الصبيان !!
وبعدها خطا عدة خطوات ..بشكل سريع ..ثم قال: اما هذه فهي غرفة البنات ..اقولها بالجمع ..ولكني اتمنى ان انجب ولدين فقط صبي وبنت ..

فقالت لنفسها مستاءة: ماله يملي علي امنيته وكأن الامر بيدي ..فهل بمقدورنا ان نشترط على الله نعمه ..

ونظرت الى غرفة اضافية لم يطلعها على اصحابها المستقبليين ..ولاحظ عليها ذلك ..فوضع يده على فمه ..وداعبت رموشه عينيه ..وبعدها اطلق كلمته التي اثارت فضول سهير :اما تلك الغرفة فهي خاصة بي وحدي ..عندما افتقد الهدوء.. واحذرك منذ الآن ان تطأها قدماك الا لتنظيفها ..

مابالك يا همام... تتعامل مع المسكينة وكانها عجوز ملت الحياة ..انها فتاة لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها ..فكيف بمقدورها ان تتفهم ما تراه انت .اليس من العدل ان تدخل الى عقلها وقلبها لترسل اليها الاحساس بالامان ..انها زوجتك ..وليست امراة آلية .!!
ولم تفهم سهير ما يرمي اليه بكلماته تلك. .فغرفتهما المشتركة تكفي لينال ما يريده من الراحة.. انه طماع بالهدوء.. ولكنها تجاهلت كلماته ..وتسمرت مكانها ..فدخل الى الغرفة الخاصة بهما ..وقال لها: هيا تعالي ..لقد رتبت كل شيئ هنا ..ماذا افعل لك وقد ابيت ان ترتبي اغراضك بنفسك ..واحزري ان تبعثري اي شيئ ..لاني اعشق النظام ..

ثم خرج من الغرفة ..وهو يقول :لقد حضرت عشاء جاهزا الليلة كرمى لضيفتي الجديدة الدائمة ..بدلي ثيابك والحقي بي ..

فنظرت الى نفسها في المرآة وهي تقول لنفسها: كيف بمقدوري ان احرر شعري من كل تلك الدبابيس ..ليتني اقصه وارتاح ..معه حق ..اشعر اني ضيفة وثقيلة ايضا !!

ترى هل سيكون زواج سهير كما ارادت او توقعت... ام انها ستتفاجا بامور لم تكن بالحسبان ..وهل سيعرف همام كيف يتصرف معها كعروس اشتاقت الى اهلها في اول ايام زفافها ??
هذا ما سنعرفه في الاجزء القادمة ..
ليلى مظلوم...

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن