27

621 26 3
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء السابع. والعشرين ..

فقال لها بتردد ملحوظ :منذ ان اتيت الى منزل اختي وانا استدين منها.. والآن بت اخجل من هذا واحتاج الى مبلغ مالي ريثما اجد عملا ..فقد اقلعت عن فكرة السفر ..وعندما تتحسن ظروفي ساغادر شقة اختي ووو

فقاطعته قائلة :انا اعطيك المال الذي تريده ..لا تقلق .ولا اريد ان اسمع نبرة الحزن في صوتك ..

فقال لها بتردد :ممم موافق ولكن بشرط واحد وهو ان تعتبريه دينا في رقبتي وساسدده لك في القريب العاجل... .

فقالت له :ششششش... لا تفكر بهذه الطريقة وغدا ساذهب الى منزل هدى وانت افتح لي الباب حتى اعطيك المبلغ ..

فقال لها :انت النعمة التي انعمها الله علي يا نور عيوني ..

وفي تلك الليلة احتارت سهير من اين تحضر له المال ..فهي تدخر شيئا ما ..ولكنه لا يكفي ورات انه من الافضل ان تبيع قطعة اخرى من ذهبها ..فقط لتنال قلب مراد وتشعره انها الى جانبه ..

وفي اليوم التالي. نفذت ما خططت له تماما ..وشكرها مراد بكلماته المعسولة ..واشعرها انها بطلة حياته ..ومرت الايام ..والحال على ما هو عليه ..وفي كل مرة ..يطلب منها المال بطريقة ذكية ..فتبيع قطعة اخرى من ذهبها ..وتحرم نفسها من مستلزماتها الضرورية لتعطيه المال ..وفي كل مرة يقول لها اعتبري هذا دينا في رقبتي ..وقد زرع لها في مخيلتها انه رجل بائس ..ولكن لا بد لهذا البئر ان ينضب... ففي احدى المرات قال لها انه يحتاج الى مبلغ معين ..فاجابته بلهجة تشوبها الخيبة :لو كان بمقدوري ان اعطيك لما قصرت ولكن بصراحة لم اعد قادرة على فعل هذا ..والله اعلم ماذا فعلت حتى اعطيتك المال سابقا ..

فقال لها بلهجة غاضبة ..وطبعا كانا يتحدثان عبر الهاتف ..:ماذا ???ومن قال اني اطلب منك المال ??وهل تظنيني شحاذا ..بكل الاحوال انا غادرت منزل اختي ..واستاجرت شقة خاصة ..ووجدت عملا في احدى المحلات ..ولكني كنت احتاج لهذا المبلغ ريثما انال اجرتي ..آه منك يا سهير لقد جرحت كرامتي ..وتاكدي ان المال سيصلك ريثما تتحسن احوالي ..فلست انا من اُمنن يا ست سهير ..

ثم اقفل الهاتف غاضبا... وحاولت الاتصال به مرارا لكي تسترضيه ..ولكنه لم يجبها ..ولم يجب على الرسائل التي ارسلتها له ..فشعرت انها تشتاقه ..وتشتاق كلماته المعسولة... وهنا تراءى الى ذهنها صورة ولديها ..ايعقل انها في هذه السن قد وقعت في لعنة الحب ..ايعقل انه كان يخدعها ويستغلها فقط ليحصل على المال ..كلا فهو ليس كذلك ..انه يحبها ..ولكنه هي من جرحته بكلماتها ..وقررت ان تحاول للمرة الاخيرة... وقد نجحت بالفعل ..فقد اجابها بصوت غاضب :ماذا تريدين مني يا سهير ??

قالت له بصوت مرتجف :انا آسفة لم اقصد اهانتك صدقني ..لقد خرجت كلماتي سهوا ..

فقال لها بصوت صارم :حسنا اطلقي النار علي بسلاحك ..وبعدها قولي لي انا آسفة ..ماذا ينفع الاعتذار بعد الجرح ..اخبريني ..

قالت له باكية :استحلفك باسم الحب الذي بيننا ان تسامحني ..!!

فقال لها متململا  :لقد امسكتني من يدي التي تؤلمني ..فحبنا هو نقطة ضعفي.

فابتسمت... وتدحرجت دموعها ..ثم قالت :اشكرك على طيبة قلبك ..وحماك الله من كل مكروه...

وتم الصلح بين سهير ومراد... ولكن شيئ ما قد تغير بعد تلك الحادثة ..فهو كان دائم التحدث اليها ..ولا يكون متصلا على برنامج الواتس اب الا وهو يتحدث اليها ..ولكنه لم يعد البادئ باتصاله ..ولاحظت سهير هذا الفتور في مشاعره مما زادها حبا وتعلقا به ..لقد تركته يفلت من بين يديها على حد تفكيرها هي ..ولكن يا سهير اقول لك ان من يريدك لمصلحة ما سيرميك عندما تنتهي مصلحته ..وهذا يعني عدم حبه لك ..وكل هدفه هو الحصول على المال ..اخبريني هل انت متاكدة من انه سيرد لك المبلغ الذي بذلته في سبيله ??ام تذرع بغضبه وحزنه منك حتى يتملص من هذا الشيئ!!

وكانت سهير لا تقوى على رؤيته متصلا على برنامج الواتس اب وهو لا يتحدث اليها ..وتشعر ان الدم يغلي في عروقها ..لا بد وانه يتحدث الى فتاة اخرى ..ربما يغازلها !!ربما تكون قادرة على دفع المال له!!?? آه ما اقسى هذا الشعور ..وهل اسرق حتى ارضيه ..هل انا سيئة الى هذه الدرجة ..واخيرا قررت ان ترسل اليه :مرحبا مراد ..

وبعد دقيقتين اجابها ..والملفت انه خلال هذه الفترة الزمنية كانت سهير تعيش مع نفسها معركة فتاكة ادت الى هطول دموعها ..وارتباكها وخوفها ..:اهلا ست سهير ..كيف احوالك ..

اجابت بفرح بعد ان تسلل الامل الى قلبها بعودة المياه الى مجاريها :بخير ..وقد اصبحت بخير اكثر عندما تحدثت اليك ..

فاجاب باقتضاب :ههههه شكرا لك ..انت فعلا امرأة ظريفة ..

فاجابت :ماذا تفعل ??ومع من تتحدث ..

فكتب :ههههه الا ترين ان هذا سؤالا شخصيا ..اتعلمين قد ادعوك قريبا لحفل خطوبتي ..

ترى هل ما يقوله مراد صحيح ..وكيف ستكون ردة فعل سهير هذا ما سنعرفه في الجزء القادم ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن