❤اريد روحا❤
الجزء الرابع والعشرون..
فحدق مراد في وجه اخته لائما اياها على التدخل... ثم قال :المعيب ان ندفن انفسنا ونحن احياء.. دعيني اعبر عن مشاعري ولا تقاطعيني ..ولن تفعلي ..
قالت هدى :ولكنك احرجتها انظر اليها كيف تيبست حركاتها حتى انها لم تعد قادرة على التنفس ..
قال لها واثقا :ليس الامر كما تظنين.. بل هي تفكر في حياتها التي افنتها في سبيل عائلتها ..ونسيت نفسها ..
فقالت سهير بصوت خجول: ولكني لم افعل الا واجبي ..
ثم قالت لنفسها :آه منك يا زمن ..معه حق ..انا في عمر الشباب ..وهمام مصر على معاملتي كروح بالية ..اريد روحا ..اريد ان اعبر النفق المظلم وابصر نور الحياة ..اريد ان ارقص واغني وافرح ..واستغل طاقة شبابي ..
واستيقظت من شرودها على صوت مراد قائلا: هاااي اين ذهبت بتفكيرك ..نحن هنا ..اين سرحت بروحك وتفكيرك .??
فقالت له: انا معكم بشحمي ولحمي ..وساغادركم لاني تاخرت عن منزلي ..وداعا ..
ثم وقفت كالاميرات وقد ازدادات ثقة بجمالها وشبابها.. فقال مراد: يا الهي كم انت بخيلة ..لا تبخلي علينا بوقتك ..
فقالت له هدى :ايها الكريم اخبرني هل اشتريت هاتفك ??
قال لها :لا ..
ثم همس :المبلغ لم يكفني ..
وهنا اكملت سهير طريقها عائدة الى المنزل لانها اعتبرت تلك المحادثة محادثة عائلية ولا علاقة لها بها ..ولكن هل ستبقى على هذا النحو ??!!هذا ما سنراه لاحقا ..
وعندما عاد هيام وسامي من جامعتهما ورايا التغيير الذي طرأ على امهما ..استغربا ذلك وعبرا عن اعجابهما ..وقالت هيام مازحة:ساغار منك يا امي ..!!
فاجابتها امها: لو كان بمقدور الام ان تعطي روحها لاولادها لما قصرت ..
ثم قالت لنفسها :لكن ليس روحي ..لانها ميتة بالفعل ..وعلي احياؤها ..ربما يكون الله قد ارسل الي مراد ليشعرني اني لا زلت على قيد الحياة ولي اهميتي ..ولكن مالي كلما رايته تلعثمت بنفسي ..ايعقل اني بدات احبه واتعلق به ..لم لم اره قبل زواجي ...
وكانت سهير تترقب عودة زوجها لترى ردة فعله عندما يرى التغيير الذي طرا عليها ..واي ردة فعل كانت?! ..ليته لم يرها ..فبمجرد دخوله الى المنزل و رؤيته اياها ..استقبلته بابتسامتها الناعمة ..ورمشت اهدابها منتظرة كلاما جميلا يغذي روحها ..الا انه قال لها غاضبا: يا الهي انت تتصرفين كالمراهقات ..هل تريدين السيطرة على عمرك وعمر غيرك ..لقد مضى عمرك ام لم تلاحظي.. وانصحك ان تعودي لثيابك القديمة ..فمن يرتدي ثوبا لا يليق له الافضل ان يبقى عاريا ..يا لغباء النساء..
ثم اقترب منها وقال لها: ما رايك ان ارتدي البنطال الجينز والقميض ذو الازرار المفتوحة انا ايضا !!
فتتهدت سهير ..وشعرت بالخيبة ..الا انها لم. تنطق حرفا واحدا ..بل ذهبت الى غرفتها ..واستسلمت لبكاءعميق ..اما هيام وسامي فقد استنكرا ردة فعل والدهما ..وقال سامي :ما بك يا ابي لقد جرحت امي بكلماتك ..
قال له غاضبا ;وما دخلك انت ..هذا بدل ان. تعيدها الى رشدها ..لا اريد كلاما في غير محله ..مفهوم ..
وعندما سمعت هيام ذلك الجواب لم تتجرا ان تتدخل ..بل ذهبت الى غرفة امها لانها شعرت بمعاناتها ..ووجدتها تحتضن الوسادة وهي تبكي ..فاقتربت منها وقالت لها بكلمات حانية: لا تهتمي يا غاليتي ..انت تعلمين طبع ابي جيدا ..لن يتغير بين ليلة وضحاها ..وافعلي ما ترينه مناسبا ..ومريحا بالنسبة اليك ..
فقالت وهي لا تكاد ترى ابنتها بشكل واضح بسبب دموعها :ما ازعجني انني كنت انتظره بفارغ الصبر وظننت ان هذا الامر سيعجبه وسيجعله يهتم بوجودي ..الا انه ابعد المسافة بيني وبينه ..اتعلمين يا هيام ???اريد صديقة مخلصة بالنسبة الي واخبرها اني لا اطيق والدك ..ولا حتى نفسه ايضا ..لاني اوقن جيدا انك ستنزعحين انت وسامي ان سمعتما هذا الكلام مني ..ولكني مللت ..مللت من كل شيئ ..ونفذ صبري ..وافكر في الطلاق!!
فوقفت هيام مذعورة ثم قالت :طلاق???? امي... لا تعيدي هذه الكلمة مرة اخرى ارجوك الامر لا يستحق كل هذا ..ولكن الى اين ستذهبين ..الى منزل خالي?? حتى تتشاجري مع زوجته ..بالمناسبة ..لقد تذكرت شيئا مهما ..
قالت لها امها: ساذهب الى منزل امي ..واعيش هناك ..وان شئتما انت وسامي تاتيان لتعيشا معي ..
فقالت هيام: ما هذا الكلام ?!..حتى لو عشنا سوية هناك ..ووافق ابي على ذلك ..ولكن هل فكرت كيف سنعيش ??ادرك مدى معاناتك ..ولكن هكذا قرار كان عليك اتخاذه منذ زمن ..وليس الآن ..ماذا ستستفدين منه? ..هل ستتزوجين مرة اخرى مثلا ..?
فقالت له مستنكرة; وما الضير من ذلك ??الا استحق حياة اخرى ..
فاحتضنتها هيام وقالت :بلى تستحقين ولكن ليس الآن ..لقد تاخرت كثيرا ..
ثم خرجت من الغرفة وهي تقول لها :عديني الا تلفظي كلمة طلاق مرة اخرى ..فالمنزل مظلم بدون انفاسك ..ونحن نحتاجك..
فقالت سهير متسائلة :لقد اخبرتني منذ قليل بحدوث امر مهم... فما هو ???هل حدث اي مكروه لخالك ??
ترى ما الذي تريد هيام اخباره لوالدتها ..هذا ما سنراه في الجزء القادم ان شاء الله ..
ليلى مظلوم ..
