18

782 26 0
                                    

❤اريد روحا❤...
الجزء الثامن عشر. .

ومرت عدة اشهر على حمل سهير ..وكان عليها الذهاب الى الطبيبة للاطمئنان على المولود من جهة ..وعلى جنسه من جهة اخرى ..فقالت لهمام: تعال معي الى العيادة فانا لا اقوى على حمل سامي واخذه معي الى هناك ..فقد يبدا بالصراخ ..يكفي ان تضعه الى جانبك في السيارة .
.
فقال لها مستهزئا: انظري الي ..هل ترين اني (دادا)..مربية اطفال ..!!اذهبي وحدك ..فالامر لا يعنيني ..

فقالت له مستاءة: معك حق ..ساضع سامي اما في منزل امي او منزل امك ما رايك?? الا ترى اني وحيدة وليس لدي من يعيلني ??!!

فلوى شفتيه ..ثم خرج من المنزل وهو يقول: اصدقائي بانتظاري ..لقد وضعت لك مبلغا من المال على الطاولة فخذيه ...

فتنفست بحزن ..ثم نظرت الى سامي بحنان ..وقالت: لو انك لم تولد ..لما بقيت هنا لثانية واحدة ..

ثم عادت بذاكرتها الى الوراء وابتسمت بتمرد وقالت: ما اغباني !!وهل رنا افضل من همام ..تلك مهتمة بحقدها ..وهذا مهمل لاسباب لا اعرفها ..ربما هو فارق السن !!

وبعدها حملت سامي بين ذراعيها ..ثم انطلقت الى العيادة وهي تنتظر خارجا حتى يحين دورها ..ونظرت حولها لتجد ان الجميع لديهن من يرافقهن ..اما صديقة او ام او زوج اواواواو.. الا هي كانت وحدها برفقة طفلها الذي ازعج الحضور ببكائه لشعوره بالملل من تلك الجلسة ..فوقفت لتتمشى به قليلا ..ثم همست الى الممرضة: ارجوك عندما يحين دوري اطلعيني على الامر ..ساتمشى قليلا في الحديقة ..لان طفلي لا يهدا وقد ازعج الزبائن ..

فقالت لها الممرضة وقد اشفقت على حالتها :حسنا ..ادخلي الآن ..ساقدم دورك على الباقي.
.
فهمست لها: الا يشعرون بالانزعاج من هذا??

فابتمست الممرضة وقالت مازحة: بل سيرتاحون من سماع بكاء ولدك ..

فدخلت الى الغرفة ..لتستقبلها الطبيبة بابتسامة حنونة ..ثم اشارت اليها ان تضع سامي على السرير ..وبعدها قامت بفحصها ..ثم قالت لها: لديك ولد واحد???!

قالت سهير :نعم الحمدلله !!

فقالت الطبيبة بحماس: جميل قدرك ..فالجنين انثى ..وهكذا ستكون عائلتك مثالية ..

شعرت سهير بالانزعاج بداية من هذا الخبر ..وقالت للطبيبة :اكره حياة الاناث ..اكره حظوظهن ..اكره نظرة المجتمع اليهن ..

فقالت الطبيبة :ولكن الانثى هي التي تضفي الحنان والمحبة ..وتجمع بين افراد عائلتها ..هذه الظروف السوداء التي تمرين بها قد تتغير مستقبلا فتفاءلي واعتمدي على الله في كل شيئ ..

وهنا شعرت سهير بالراحة ..وكانها كانت تحتاج الى سماع تلك الكلمات بالرغم من انها تعرفها وتتحسسها جيدا ..
وبعدها غادرت العيادة لتعود الى المنزل وهي مفعمة بالامل المشرق ..وتتحسس بطنها وتحاكي ابنتها ..وتنصحها وهي لا تزال في بطنها ..ثم تذكرت والدتها كيف كانت تتعامل معها فهي لم. تخطئ بحقها يوما الا انها تركتها تصارع الحياة وحدها ..وكانت نصيحة سهير لابنتها هي اختيار الزوج المناسب وعدم الرضوخ لظلم الضغوط ..مر ذلك اليوم بسلام ..وعند المساء عاد همام من عمله ..وهو مقطب الحاجبين وتبدو عليه علامات التعب والتذمر ..فقال بوجه عبوس ولسان مر :حضري لي العشاء ..فانا جائع..

فقالت له سهير: الن تسالني عما قالته لي الطبيبة !!

فتغيرت ملامحه وكانه تذكر شيئا قد غاب عن ذهنه ..ايعقل ان الامر لا يعنيه ام انها مشاغل الحياة ..فحدق بملامح سهير ثم قال: وماذا اخبرتك الطبيبة ..

فقالت بحنق: اخبرتني ان الجنين بخير ..

فهز راسه ثم قال :حسنا هذا امر جيد ..انتبهي لنفسك وله ..

ثم اشاح بنظره الى سامي وقال بتجاهل :الم تخبرك عن جنسه ??

قالت بابتسامة ملحوظة :بلى انها انثى ..

فتغيرت ملامح همام وقال: الحمدلله ..انا رجل محظوظ ..هذا ما كنت اتمناه ..ان يكون لدي ابن وابنة ..ولكن لا اعلم ان كنت محظوظا بامهما ..ام انها ستسبب لي المتاعب ..

فقطبت حاجبيها وقالت بغيظ: اتشك بذلك يا همام ??اخبرني هل قصرت بحقك يوما ..

فقال واثقا; نعم ..لقد اخبرتك منذ قدومي اني جائع ..وانت مشغولة باحاديث النساء..

فاطرقت راسها ارضا متذمرة من طبعه القاسي ..ثم توجهت الى المطبخ ..ونفذت طلبه ..وبعدها انشغلت بسامي ..ولم يحاول همام ان يتقرب منها ..او يسالها عن احوالها ومشاعرها ..مما زاد من خيبتها ..بل زاد الامر تعقيدا حيث قال بجدية :من الآن وصاعدا ..سانام في غرفتي وحدي ولا اريد اي ازعاج مفهوم ??!!

فهزت راسها ..رافضة هذا الكلام ..ولكن ماذا عساها تفعل ..ربما يكون بعده عنها اكثر راحة لها ..
ومرت الاشهر بسرعة البرق ..وولدت سهير ..وانجبت ابنتها المنتظرة والتي اسماها همام ب هيام ..نسبة الى امه ..ولم تعترضه سهير في ذلك ..بل رحبت بالفكرة ..وكان في بداية ولادتها لطيفا نوعا ما ..وحاول التقرب من افراد عائلته ..ولكن سرعان ما تلاشى هذا الوضع مع مرور السنين ..

ماذا ينتظر سهير وولداها هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم ..

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن