29

691 26 0
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء التاسع والعشرون ..

وفجاة فتحت هيام الباب ..لتقول لامها: امي... تعالي وانظري ماذا حل بابي ??

فهرعت اليه مسرعة ..ووجدته ملقى على الكنبة ويواجه صعوبة في التنفس... فقالت له بلهفة :همام ..هماممم ..ما بك ..?

ولكنه لم يجبها ..بل نظر اليها نظرة تحمل الكثير من المعاني ..ثم اغمض عينيه ..عندها اتصلت مباشرة بالاسعاف وتم نقله الى المشفى ..وهناك ..اخبرهم الطبيب انها توفي ..وانتقل الى رحمة ربه... والسبب هو جلطة دماغية تصيب الاشخاص غالبا في هذا العمر ..وشعر الجميع بالاسى والحزن ..وارتدوا اللباس الاسود ..اما سهير فكان حزنها اشد ..لانها وبالرغم من كل الجفاء الذي لاقته منه ..الا انها تجرات واحبت رجلا آخر وهي لا تزال زوجته ..لو انها كتمت مشاعرها واماتتها او تجاهلتها او على الاقل لم تصرح بها لمراد لكان الامر اهون بالنسبة لضميرها ..فهمام لا يستحق ان تجرح له كرامته وان كان لا يدري بالامر ..ولكنها مع هذا لم تخنه الا بقلبها ولسانها واذنيها ..حتى انها لم تصافح مراد يوما ..ولكن هل يعد هذا خيانة ??الخيانة العظمى هي خيانة القلوب...

فعلى الشخص في مثل حالة سهير اما ان تتقرب من همام وتحاول افهامه ما يجول في عالمها.. وان لم يهتم ..فعليها الانفصال ..ولا يمكنها ان تتعرف الى رجل آخر وهي لا تزال زوجته حسب الشرع ..لان هكذا مشاعر ليست طاهرة ..وليست مضمونة ..تعذب الروح وتغضب الله ..والطلاق اهووون بكثير من عذابها ...وطبعا ..ان لم يسعَ الزوج لاصلاح ما دمره سابقا ..ولن يفهم هذه الكلمات الا من ابتلى بها ..

وحضر الجيران والاقارب ليقوموا بواجب العزاء.. وكان من بين الحضور هو مراد ..ولكن سهير لم تره ..لانها كانت مشغولة في استقبال النساء.. ووقف اخوها الى جانبها ..وقال لنفسه :يا لاختي هذه كيف امضت حياتها ..لقد كبرت قبل ان تكبر ..انها ارملة في السادسة والثلاثين من عمرها ...وانا ساتزوج بفتاة تكبرها سنا ..وليس لديها اولاد حتى ..آه يا اختي ليتني لم اوافق على زواجك من همام ..

ثم استغفر الله وقال لنفسه: ولكن الاعمار بيد الله ..وما يدريني ان تزوجت رجلا في مثل سنها الا يموت في اليوم الاول من زفافه ..

وكان يراقبها من البعيد ..ولكنه اقترب منها في لحظة وصلت شفقته عليها الى ذروتها ..ثم قال لها: انا الى جانبك يا اختي ..ولن اعارضك باي قرار تتخذينه ..وأعتذر اليك ان ظلمتك يوما ..

فقالت له بعينيها المتكسرتين اللتين ارهقهما التعب والبكاء: ماذا دهاك يا اخي ??ما هذا الكلام ..كل شيئ نصيب وانا التي اصريت على الزواج ..وهمام كان رجلا شهما بكل الاحوال ..

فقال لها :لقد توفي الآن ولا تجوز عليه الا  الرحمة ..

وكانت سهير تذهب لزيارة قبر همام برفقة ولديها ..كل يوم ..وتضع الورود على القبر ..ولكن ما فائدتها للانسان الميت ..انها لا تريح الا الاحياء ..فهي تشعر انها تقوم بواجب الزوجة حتى بعد وفاة زوجها ..وبعد مرور شهر على وفاة همام ..جاء رائف لزيارة اخته وترافقه احدى الفتيات...فقالت سهير :اهلا رائف ..ولكنك لم تعرفني الى الفتاة ..

مشيرة اليها بابتسامة رسمية ان صح التعبير ..فقال رائف: هذه خطيبتي.. ولم اشأ ان احدثك سابقا بشأنها لانك كنت مشغولة بامور العزاء وما شابه ..

فضاقت حدقتاها ..وقالت :ولكنك رجل متزوج.. ولديك اولاد ..

ثم اشاحت بنظرها الى الفتاة وقالت :ارجو الا تفهمي كلامي بطريقة خاطئة ..ولكن اعتراضي ليس على شخصك انت ..بل على فكرة الزواج من الاساس ..

فقال رائف: لقد قررت وانتهى الامر ..انا لست مرتاحا مع رنا ..وقد اخبرتها بالامر ..ولن اخدعك لاقول لك بانها موافقة ..ولكنها مضطرة الى ذلك ..فهي قصرت تجاهي كثيرا ..وآذتك ..وآذت الجيران ..ونبهتها مرارا على كثير من الامور الا انها لم تتغير ..لذلك لن اطلقها ..ولكني اريد ان ابحث عن راحتي انا ايضا ..فالحياة قصيرة جدا ..ولسنا مجبورين على ان نعيشها بالهم والنكد والحزن... لقد مللتها ومللت تذمرها..

فرفعت حاجبها لتقول له :ولكن على الاقل احترم اسراركما الزوجية ..ولا تتكلم عنها بتلك الطريقة ..فانا اوقن انها تحبك ..

فاحمر وجهه خجلا ثم قال :معك حق من هذه الناحية ..وجئت لاخبرك بامر زواجي بعد عدة ايام ..وساقيم حفلة صغيرة جدا ..تتضمن اقارب خطيبتي  وانت ايضا ..

فقالت له: مع اصرارك لا يسعني الا ان اقول لك زواج مبارك ..

ثم قبلت خطيبته وقالت :انا آسفة لم اقصد ازعاجك ..ولكني لا احب دمار البيوت ..وبما ان رنا وافقت على البقاء في المنزل فالامر اهون ..

ثم نظرت الى اخيها بلهفة وقالت :اعانك الله على عراك النساء..!!! انت تبحث عن الراحة ..ولكنك لن تزيد الامور الا تعقيدا ..

فقالت خطيبته :اعدك الا يكون الامر كما تظنين ..

فقالت سهير بريبة :ارجو ذلك ..ولا اتمنى الا ان ارى اخي سعيدا ..

فغمزتها ثم قالت :وابنتك ايضا ??الم تحدثك بشان اخي... وما اخر هذا الامر الا وفاة زوجك رحمه الله ..

وبينما كانوا يتحدثون رن هاتف سهير ..فنظرت الى الشاشة لتفاجأ برقم مراد..

ترى ما

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن