❤اريد روحا❤..
الجزء الرابع ..
ولكن همام استتلى حديثه :كنت خاطبا احدى الفتيات التي اعطيتها كل ما املك من مشاعر ..وقدمت لها المال ..ولكنها كانت انتهازية ..اخذت مبلغا لا يستهان به ..ثم تركتني ..وتزوجت رجلا آخر من اقاربها كانت قد اتفقت معه قبلا ..تخيل ..كانت تتحدث اليه من الهاتف الذي اشتريته لها انا ..وتصرف عليه من المال الذي اعطيتها اياه ..فكسرت مشاعري ..وفقدتُ ثقتي في النساء ..
فنظر اليه رائف باستغراب ..رافعا حاجبيه ..محاولا نصحه وبعدها قال: ولكن هذا حكم عام ..فانت تحرم نفسك من متعة وجود العائلة والاولاد ..وليست كل النساء خائنات ..
قال همام: ربما معك حق ..
ثم عدل من جلسته .وقال له باهتمام: وكيف حالك انت ??
قال رائف :الحمدلله لله على كل حال ..كيف تسال رجلا عن حاله وقد خسر امه واباه ..ولديه اخت عليه الاهتمام بها ..وحمايتها من هذا المجتمع الظالم ..كانت زوجتي تتعامل معها بقساوة مسبقا ..ولكنها الآن تغيرت ..وتعاملها كابنتنا ..ارجو ان تبقى على ما هي عليه ..
فقال همام لنفسه: ايعقل ان تكون زوجته تغيرت حقا ..يبدو انه ضعيف الملاحظة ..ولا اثق بتغيرها مع اني لا اعرفها ..مسكينة سهير ..!!
وبعد مضي وقت من الزمن ..استاذن همام الرحيل ..وطلب من رائف ان يقوم بزيارته هو ايضا ..وتامل ان يصبحا صديقين ..واعرب له عن مشاعره الايجابية تجاهه ..وبالفعل ..فقد اصبحا يتبادلان الزيارات ..وتوطدت بينهما العلاقة كثيرا ..الا ان همام قلما يرى زوجة رائف واخته ..واقتصرت العلاقة بينه وبين رائف فقط ..ومرت الشهور ..كانت خلالها تشعر سهير بالوحدة ..وتتجنب رؤية رنا الا للضرورة ..وقد رسبت في الامتحان النهائي للمدرسة ..لانها كانت مشغولة الفكر والجسد ..وشمتت بها رنا ..وانتظرت عودة زوجها من العمل لتقول له: تخيل انه لديك الف دولار في يدك الآن وقمت انا بحرقه كيف كانت ستكون ردة فعلك ??!!
فنظر اليه مستغربا سؤالها ..وقال بنبرة جدية متسائلة :ماذا تقصدين ??
قالت له :لقد رسبت سهير في الامتحان بمعدل مخز جدا ..وارى انها غير ناجحة ..ولا تستحق الذهاب الى المدرسة مرة اخرى ..نحن احق بتلك الاموال التي صرفتها كرمى لدراستها ..
فقال لها: غريييب امرها كانت مجتهدة قبل وفاة امي ..ايعقل ان رحيلها قد اثر عليها ..
فضحكت بخبث وقالت :لقد دخلت سهير في سن المراهقة.. وفي هذا العمر ..اما ان تنجح نجاحا باهرا او تفشل فشلا ذريعا ..لذا انصحك بعدم تسجيلها مرة اخرى ..وما يدريك انها لم تعشق احد اساتذتها او زملائها ..
ولم تكمل رنا تلك الكلمة حتى تلقت صفعة على وجهها من كف رائف ..الذي قال غاضبا :لا اسمح لك باتهام اختي بعرضها وشرفها ..لا زالت صغيرة على مثل هذه الأمور ..
فوضعت كفها على خدها محاولة تخفيف الالم .وقالت بغنج وغضب :انتم هكذا دوما ايها الرجال ..لا تحبون سماع الحقيقة ..
فتركها مباشرة وتوجه نحو غرفة اخته التي كانت تحمل ورقة وقلما ..بين يديها وتحاول تدوين شيئ ما مع ان العام الدراسي قد انتهى .وعندما حاول رائف اخذ الورقة منها عنوة ..قامت بتمزيقها خائفة ..واصبح من الصعب معرفة ما كانت تكتبه ..فقال لها غاضبا :لماذا مزقت الورقة ..ايتها الغبية الخانئة /???هل هي رسالة الى حبيبك ??هيا انطقي ايتها الفاشلة ..
وشعرت المسكينة بالذعر ..فهي كانت تدون على الدفتر مذكراتها اليومية ..وتشكو لتلك البيضاء اسوداد ايامها ..ولا تتجرأ ان تطلع اخاها على سرها ..فربما يقف الى صف زوجته ..ان عرف ما تعانيه بسببها ..وفضلت الصمت على الاجابة وردة الفعل بعد الاجابة ..ولكن صمتها استفز اخاها ..فهجم عليها كالاسد ..وبدأ يقول: انت تريدين دس راسي في التراب اليس كذلك?? وانا الذي اشفقت على حالك... وارسلتك الى المدرسة كي تتعلمي ..اهذا جزائي ايتها الوقحة ..
ثم امسكها من شعرها ..وبدأ يلف خصلاتها على كفيها ويشد بكل قوته ..وهي تصرخ وتصرخ ..ولكن ليس هناك من يغيثها ..ولا يوجد في المنزل سوى رنا ..تلك المراة التي اشعلت فتيل الفتنة بين سهير واخيها ..وكانت تتلذذ بسماع استغاثة سهير ..وكانها انتصرت على عدوة لم تظهر لها العداوة يوما ...وكل ذنبها انها فضلت الوحدة كي لا تسمع كلاما لاذعا منها... مع انها كانت تنفذ اوامرها بلا روح ..وكانت رنا تتعمد مناداتها لمساعدتها وهي في ظل اهتمامها بدروسها ..فكيف ستنجح ..ولا تسمع اي كلمة حانية هنا او هناك ..وعندما اكمل رائف مهمته في ضرب اخته ..جلس على السرير وهو يلهث من التعب ..وتراءى الى ناظريه وصية امه فقال بأسف وحزن: سامحيني يا امي.. ولكن ابنتك خذلتني ..
ولم. تفهم سهير بالضبط ما الذي جرى لاخيها وماذا يقصد من كلامه ..اتراه عرف انها رسبت في الامتحان ..اهكذا يكون عقابها ..وجلست في احدى الزوايا تبكي ..وسمعت انين اخوها ..فقالت له: لا داعي لبكائك يا اخي لن اذهب مرة اخرى الى المدرسة فانا لم استطع ان ارفع لك راسا لتفتخر بي !!
فقال لها بغضب وانكسار :من هو الذي شغلك عن دراستك ??اخبريني ..
فصعقت من هذا السؤال ..وقالت له:
من هو??? لم افهم ..!!
فقال بذكاء: هذا الذي مزقت رسالته كي لا اراها ..!!!
.....................
ترى هل ستستطيع سهير ان تظهر مظلوميتها?? وهل ستغير رنا من طريقة التعامل معها.. هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
يتبع ..
