28

633 26 2
                                    

❤اريد روحا❤
الجزء الثامن والعشرون ..

فارسلت اليه :لا تمزح معي هكذا ..

ولكنه لم يجبها ..مع انه بقي متصلا...

فلملمت بقايا كرامتها ..واقفلت الهاتف وهي تفكر بطريقة موضوعية  :لقد تركني بعد ان وجد عملا له ..ومن الواضح انه لم يحبني يوما بل احب مالي... ولن يعيده الي بلا شك... كم انا امراة غبية ..ومع هذا فلا زلت احبه... الامر ليس بيدي ..عليّ ان اعيده الى حياتي ..كم احبك يا مراد...

ثم فتحت هاتفها واتصلت به... فاجابها بعد عدة دقائق ..وقال لها: ما بال قطتي قد شعرت بالغيرة ..انا امزح  معك فقط .واردت ان انتقم منك .واتاكد من مشاعرك تجاهي ..لقد اشتقت اليك ايتها الغبية ..

قالت له: اشتقت الي وتعاملني بهذا الجفاء ..ما هذا بحق السماء.. ?

ثم تنفست بصعوبة محاولة اخراج حزنها مع زفيرها واستتلت: مراد انا اتعذب كثيرا ..واشعر بوخز في ضميري ..وفي نفس الوقت احبك ولا اطيق رؤية زوجي ..انا ضائعة يا مراد ماذا افعل ??ارحم عذابي ولا تستغل ضعفي ..

فقال لها ساخرا: وماذا يمكن ان افعل لك ..انت ترفضين ان نخرج سوية ..وتفضلين الاختباء مني ومن نظراتي وراء شاشة هاتفك ..

قالت له وهي تشعر بالاهانة: هل تحبني حقا يا مراد ..??

قال :نعم بالطبع ..مثلك تحب بسهولة يا قاهرة قلوب الرجال ..

فقالت له: مراااد ..الا تريدني ان افعل اي شيئ??

قال لها: ماذا تقصدين ..هل عدنا الى موضوع المال مجددا??!! هل اشتقت الي ام تطالبين بمالك ..

قالت له وقد انتابتها نوبة صدق عالية: ليس المال هو كل شيئ في هذه الدنيا !!!لحظة سعادة واحدة تكفيني ..وطمأنينة وراحة بال ..ماذا يفعل المال لشخص في مثل حالتي ..??!!

قال لها ضاحكا: ولكنه ينتشلني من كل مصائبي ..انت ينقصك العطف وانا ينقصني المال ..

فقالت له: بكل الاحوال نتحدث لاحقا ..

ولم تكد تنهي مكالمتها حتى قرعت هيام الباب ..ثم دخلت ..فقالت لها بتردد: امي اريد ان احدثك بموضوع هام ..

قالت سهير :تعالي الى قلبي ..لقد اشتقت اليك ..اخبريني ما بك ..

قالت هيام: اتذكرين صديقتي التي حدثتك عنها والتي قرر خالي ان يتزوج اختها ??!!

قالت متسائلة :نعم!! وهل وافقت ??

قالت هيام :نعم ..واظن ان خالي سيحدثك بالامر قريبا ..ولكن هذا ليس موضوعي ..بصراحة كذبت عليك ..فليست صديقتي التي اخبرتني بالامر بل ..

ثم التزمت الصمت ..ونظرت اليها سهير متسائلة طالبة منها اكمال كلامها بنظراتها ثم نطقت: من???

قالت لها بخجل :انه زميلي في الجامعة ..ولكنه في السنة الرابعة ..ونحن نحب بعضنا ..ويريد ان يتقدم لخطبتي ..

فردت سهير يدها الى فمها ..وتذكرت وضعها مع مراد ..وهمام ذاك الرجل الذي طلقها بدون ان يطلقها ..وكانها ليست سوى خادمة في منزله لتنظم له اموره ..ولا يسال عن مشاعرها او يهتم لحزنها وفرحها ..ومراد آه من مراد ..وسمومه او ربما ترياقه الذي بثه في قلبها ومشاعرها ..ووقفت مباشرة بعد ان افلتت هيام من حضنها ..ثم مشت بخطوات ثقيلة نحو النافذة ..وبدات تتامل الشارع باضوائه الخافتة ..ثم قالت لها: هل تحبينه يا هيام ??

قالت هيام ...بعد ان شعرت ان الموضوع قابل للنقاش :نعم..
وكثيرا ..اريدك ان تتحدثي مع ابي في الامر ..وخاصة اننا سنصبح انسباء من ناحية خالي ..

فقالت سهير بهدوء خارجي وعصف داخلي :ومن قال اني اوافق على زواج خالك من تلك الفتاة ..الا ترين ان في هذا تدمير للبيوت ..??

فقالت هيام :لو ان رنا تصرفت معه بحكمة لما قرر قراره هذا ..وخانها على حد قولها هي !!

وعندما سمعت سهير بكلمة خيانة ..ارتعدت فرائصها ..وزاد عتبها وندمها ..ثم قالت لابنتها: اخرجي الآن نتحدث لاحقا في هذا الموضوع ..

وبدات تتذكر ملامح سامي ..ووصايا امها... في تلك الليلة استعادت شريط حياتها باكمله ..ثم نظرت الى نفسها في المرآة وقالت :كم انت امرأة سخيفة يا سهير ..لقد خرجت عن عاداتك وتقاليدك ..وعصيت الله بحجة انك تريدين روحا ..

فاجابتها المرآة :وهل حاولت التقرب من همام ..واخباره عما يجول في خاطرك ..

فقالت سهير :لقد حاولت كثيرا ..ولكنه لم يهتم بي... لم يفهم مشاعري ..لقد سجنني في منزله هذا لاربي الاولاد وانظم له حياته فقط ..

فقالت المرآة :ولكن هل وضعت نفسك مكانه ..وقدرت له ظروفه ..واخذت بعين الاعتبار فارق السن بينكما ..انت من اصريت على الزواج ..مرادك هذا ما اراد الا استغلالك ..ولو كان يحبك حقا ..لطلب ان تكوني زوجته بعد طلاقك ..ولكنه لم يطلب هذا ..هل تصدقين انه سيعيد اليك الاموال ..انت امراة غبية يا سهير ..ووقعت في فخ المشاعر الناقصة ..واستغل مراد ضعفك ..

عندها قامت سهير بحمل قارورة عطر بين يديها ثم رمت بها المرآة ..لتتكسر امامها كما كسرت لها خاطرها ..

ترى هل ستصحو سهير من غفلتها?? وكيف ستتصرف مع مراد وهمام ..هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن