22

725 26 0
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء الثاني والعشرون ..

حدقت بالرقم جيدا ..انه غريبا عنها ولم تره قبلا ..من يكون صاحب الرقم يا ترى ..?

ولكن فضولها ارتوى عندما كتب بدون ان تساله حتى :انا مراد ..اعلم انك لم تعلمي هوية صاحب الرقم ..لهذا لم تجيبيني ..ولكني احببت ان اعبر لك عن السعادة التي غمرت قلبي صباحا ..انت فعلا انسانة مميزة حماك الله ..

وتوسعت حدقتا عيني سهير ..ودغدغت هذه الكلمات مشاعرها التي لم ترتوِ بالكلام المعسول حتى كادت تنساه ..وكتبت بدون تفكير: شكرا لك هذا من لطفك ..الحمدلله انه لا ارتطام على الهواتف والا فاني كنت لن انتهي من تعليقاتك ..

فكتب لها ضاحكا: انا رجل احب الحياة !!احب المزاح!! اكره النكد!! اكره الحزن !!احب لروحي ان تكون سعيدة دوما ..فلا تغضبي مني رجاء.. وقد لاحظت في بريق عينيك حزنا قديما ..فهل انا مخطئ باحساسي ..?

كتبت له بكل صدق :كلا لست مخطئا ..فالحياة لم تضحك في وجهي منذ زمن بعيد ..حتى كدت انسى كيف يضحك المرء.. ولكني صباحا..  بالرغم من الجو المشحون بداية الا اني نسيت همومي ..وركزت على دعاباتك ..

فرد :يااااه... كم انا محظوظ اذن لاني استطعت على ارسم على شفاه الاميرة ابتسامة جذابة ..

وبدون ان تشعر بدات سهير تتجاوب مع كلام مراد ..لقد اعجبها اهتمامه بالرغم من انه لم يرها الا ليومين مضين ..
فكتبت اليه: تبدو لائقا في اختيار كلماتك ..

فرد :من يراك ..ستخرج الكلمات الجميلة من فمه رغما عنه ..انت فعلا انسانة جميلة وجذابة ..وقلبك طيب ..

حدقت سهير جيدا في تلك الكلمات ..وقرأتها مرارا ..فهي لم تصدق ان احدهم وصفها بالجميلة ..لان زوجها دائما ينعتها بالعجوز حتى امات روح الشباب والحيوية فيها ..واصبحت باهتة الملامح.. فتركت هاتفها ..ثم وقفت امام المرآة وبدات تتامل نفسها ..وتتحسس بشرتها ..هل هي جميلة حقا ???

وفي هذه اللحظات دخلت هيام  الى غرفتها ووجدتها على تلك الحالة فقالت لها: امي ..ما بك ..هل تتالمين ..?

ما هذا السؤال يا هيام..طبعا امك تتالم ..تتالم روحها ..انها مريضة باصعب انواع الامراض ..انه الجفاف العاطفي ..انها الثقة بالنفس ..ولا نعلم من هو الملام في هذا ???زوجها ..اخوها.. امها ..ابوها ..من???!!!

عندها اغمضت عيناها ..ثم تمتمت :انا بخير يا هيام!! اخبريني هل تحتاجين الى شيئ ما??

قالت هيام ..بعد ان جلست على سرير امها: لقد شعرت بالملل واحببت ان اتسلى معك قليلا ..فانا مشتاقة اليك ..واراك مشغولة اما بابي وطلباته واما بجارتك الجديدة ..

وبعدها سمعت صوت رنين هاتف والدتها ..فحملت الهاتف بيديها ثم قالت :امي ..من صاحب هذا الرقم??

فاسرعت سهير وانتزعت الهاتف من بين يدي ابنتها ..وقالت لها: انها هدى ..كنت اتحدث اليها منذ قليل ..ونسيت ان اجيبها ..

ثم ارسلت رسالة الى مراد :نتحدث لاحقا ..ابنتي الى جانبي ..ولا تتصل بدون ان تخبرني رجاء.. لقد سببت لي الاحراج ..

ثم اقفلت هاتفها ..واقتربت من ابنتها التي لم تلاحظ الارتباك على ملامح امها ..واحتضنتها وبدات تداعب شعرها ..وهي تقول لها: اسمعيني يا هيام ..اياك ثم اياك ثم اياك ..ان حصل لي اي مكروه ان تتخذي قرار الزواج في لحظة ياس ..ولا تتزوجي الا برجل تحبينه ويحبك ..ويكون قريبا من عمرك ..

فعدلت هيام من جلستها ..وقالت بحزن: ادرك مدى معاناتك يا امي.. ولكن ابي لا يلام ايضا ..هو يحب الوحدة ..وووو

ولم تكمل هيام كلامها حتى تدحرجت دمعة على خدها فضحت ما تفكر به ..فمن اصعب الامور على الشخص ان يرى العلاقة المتوترة بين امه وابيه ..مهما ظلم احدهما الآخر ..فهو لا يهمه الا ان يراهما سعيدين وفي علاقة مترابطة ..
فقالت لها سهير :ما بك ..لقد رايت دموعك ..ما خطبك ..هل اذاك احدهم ??

قالت هيام :كلا !!!انا بخير اطمئني ..انتبهي لنفسك جيدا يا غالية على قلبي ..

وما هي الا لحظات حتى دخل سامي الى الغرفة هو ايضا ..فقال :اجتماع سري للنساء.. وانا ماذا افعل??

فضحك جميعهم ..وقالت سهير :حفظكما الله من كل مكروه ..كم افرح عندما اراكما معا ..انتبها لنفسيكما ولا تتخليا عن بعضكما مهما ساءت الظروف ..هذه وصيتي لكما ان اصابني مكروه ..

فقطب سامي حاحبيه ولوح يده في الهواء متمردا ثم قال :لا زلت في ريعان شبابك..  سهير خانم ما هذا الكلام ..?!اتعلمين ان اصدقائي يظنون انك اختي !!!

فاحمرت وجنتاها خجلا وقالت لنفسها :ما بالهم اليوم ..جميعهم يذكرونني بعمر الصبا ..فهل  لا زلت في عمر الشباب حقا!!

وبعد ساعتين من التسامر والمزاح ..غادر كل شخص الى غرفته ..وفتحت سهير هاتفها لتجد الكم الهائل من الرسائل التي ارسلها مراد ..

ماذا تحوي تلك الرسائل ..وهل ستتطور العلاقة بين سهير ومراد ..??هذا ما سنراه في الحلقات القادمة ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن