26

682 25 2
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء السادس والعشرون ..

فلم تقو َعلى النظر الى عينيه ..ووصلت درجة جسدها الى المئة ربما... ليس فقط من الخجل ..ولكن هذا ما كانت تخشاه ان تواجه الحقيقة التي هربت منها مرارا ..وهي مشاعرها تجاه مراد ..لماذا التقت به?? هل عليها ان تلعن تلك الصدفة ..ام تحييها لانها احيت داخلها المشاعر الطبيعية للانسان ..ولكن ما الفائدة الآن ..لقد اعادها مراد الى سن العشرين بكلماته معنويا ..ولكن هو قادر على ذلك ماديا ???اليس المعروف في المجتمعات ان الرجال يفضلون الفتيات في العشرين من اعمارهن ان كانوا هم في الثلاثين ..فكيف اعجبته هي ..وهو يكبرها بسنتين فقط ???لو كان هذا الفارق بين ابناء العشرين لكان امرا عاديا ..ولكنه بين ابناء الثلاثين ..هذا ما فكرت به سهير في لحظاتها تلك ..وضغطت بيديها على الكرسي الذي كانت تجلس عليه ما ينبئ عن التوتر الذي اصابها ..وعلاوة على ذلك وهو الاهم ..هي امرأة متزوجة ..ومراد يدرك هذا ..اذن ما الذي سيستفيده من غزله هذا ..وهو لا يستطيع الزواج بها ..تبا ما هذه التناقضات ..??وازدادت نبضات قلبها ..عندما اكمل مراد هجومه الشرس على مشاعرها حيث همس لها :انا احبك ..واريد ان اطلب يدك للزواج "!

وهنا بعد هذه الكلمات ..نظرت اليه بعتب واستغراب ..كيف يطلبها للزواج وهي متزوجة ??وهو لم يطلب منها الطلاق ???وفكرت في تلك اللحظات ان تهرب من المواجهة لتعيد ترتيب حساباتها ..ماالذي يجري معها ..ما هذه الدوامة التي اوجعت مشاعرها ..فقالت بعصبية لم تدرك سببها :ميلاد سعيد ..

ثم وقفت مسرعة ..وتوجهت نحو الباب الذي شعرت انه في المريخ ..ولو امكنها الوصول اليه بخطوة واحدة لما قصرت في ذلك ..وعادت الى منزلها ..والتزمت غرفتها ..وهي تقول :تبا تبا!!! لا اريد ان اخطئ ..لا اريد ان اعصي الله ..ولكني لا استطيع السيطرة على مشاعري ..رباه ما العمل ??

ثم ارتمت على سريرها وحضنت وسادتها وملاتها بدموعها ..انها الدموع الممزوجة بالحسرة والخيبة ..ووجع الضمير ..نعم ..فهي تميل بمشاعرها الى مراد ..تعشق غنجه ودلاله وغزله ..تعشق حركاته ..وتتمنى لو كانت تستطيع ان تعبر عن اوجاعها وتبثه احزانها ..بدون ان ينظر اليها نظرة سلبية ..والآن وهي في هذه الحالة وهذا الضيق ..لم يخطر همام على بالها ..فهو سيزيد الوضع سوءا ان سالها فقط ما بك !!او ما الذي طرأ على قلبك من تغييرات ..لا تريده ان يعلم ..لا تريده ان يعرف عنها اي شيئ ..ليتها تتخلص منه وتتطلق ..ولكن مهلا ..ما الذي سيحل باولادها بعد الطلاق ..وهي كيف ستكمل حياتها ..وهل سيتخذ مراد خطوة الزواج كما صرح لها ..ام انه يطلق كلماته فقط ليثبت وجوده ..وفجأة رن هاتفها ..وكان المتصل مراد... فاجابته بدون تردد :تفضل ..ماذا تريد ??

فقال لها: لقد رحلت بطريقة غريبة ..اريد ان اطمئن عنك ..

قالت له بصوت مبحوح: انا بخير ..وشكرا لاهتمامك ..

فقال لها بصوت ملؤه الثقة :عن اي اهتمام تتحدثين ..انا احبك حقا ..لم لا تفهمين هذا ..?

قالت له: وهل انا غبية لاصدق انك احببتني بهذه الفترة القصيرة .وانت على علم باني امراة متزوجة ..!!

فقال لها :انت لا تعلمين معنى الحب ..ويبدو انه لم يحتل قلبك ولو بشبر واحد ..الحب يا سهير خانم ..لا يعرف الاعمار ولا يقف عند حدود الزمن ..قد تحبين من اول لقاء ..لا بل من اول نظرة ..الم تسمعي عن ..

فقاطعته متمردة على تلك الكلمات :مراد!! ما الذي تريده مني ..??

قال لها ضاحكا:  اريد ان اتحدث اليك ..

ثم صمت قليلا واكمل :كعاشقين ..لا شيئ سوى الحديث ..وابثك احزاني واشواقي ..وتعتبريني البئر الذي ترمين فيه اسرارك ..فما هو رايك ..?ولا تؤجلي الموضوع ..اريد الجواب حالا يا ابنة الناس ..!

فقالت بدون تفكير :موافقة ..

فهلل فرحا ..وقال :يوبيييييي يا لسعدي ويا لحظي الجميل الذي فارقني منذ زمن ..اشكرك يا سوسو على هديتك الغالية ..لقد افرحتني اكثر من كل الهدايا وشعرت انها خرجت من قلبك قبل جيبك ..

وبالفعل فان مراد ..كان يتحدث يوميا مع سهير ..وفي كل مرة يعزز الثقة بينهما ..ويملي عليها احزانه.. ولكن الغريب في الامر انه لم يطلب منها ان تطلب الطلاق من زوجها ..ما هذا الحب الناقص ..??على الاقل كان يمكنه ان يعدها بالزواج ان تطلقت او يتركها تعيش حياتها بسلام ..ماهي غايته .???هذا الذي لم تستطع سهير فهمه ..ولا يهمها هذا ..فهي تعيش المشاعر الجميلة من جهة ..وتانيب الضمير كلما رات ولديها من جهة اخرى ..وفي احدى المرات ..اتصل بها مراد ..وكان صوته حزينا ومترددا ..فقالت له: ما بك ..ما الذي يقلقك ??

قال لها :انا اقع في مشكلة صعبة ولا يمكن لاي احد حلها ..آسف ان ازعجتك بمشاكلي ..ولكني احببت سماع صوتك قبل ان انام ..

فقالت له باصرار :اخبرني ما بك يا مراد ولا تلعب باعصابي ..

ترى ما هي المشكلة التي تواجه مراد ..وهل سهير قادرة على حلها ..هذا ما. سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن