3

1.3K 60 3
                                    

❤أريد روحا❤..
الجزء الثالث ..

عندها نظرت رنا الى سهير بتمعن ..ثم قالت لها :هيا بنا ..لا اريد ان اتاخر من اجل الاولاد ..

فقال لها رائف بعصبية :لا تقلقي انا هنا !!ولو كنت اقوى على الذهاب معها لذهبت بدلا عنك ..وانت تعرفين اكثر مني ما الذي تحتاجه الفتيات ..

عندها مشت رنا بخطوات مستعجلة ..ولحقتها سهير بخطوات مترددة ..فهي منذ ان تزوج اخوها ..ولا تشعر ان رنا تحبها.. بل تعاملها بقساوة ..وقد سمعتها سهير تتمتم  مقلدة نبرة زوجها .وهي تترجل الى السيارة :عامليها كابنتك ..من يظن نفسه ذلك الاخرق ..هل يراني كبيرة لهذه الدرجة ..لا زلت في ريعان شبابي وان تطلقت مني ساتزوج رجلا اصغر منه ..تبا له ولاخته ..

ثم نظرت الى سهير وقالت بعصبية جامحة: هيا ترجلي ..ما بك تسمرت هناك ??

وبدون ان تنطق سهير حرفا ..ترجلت السيارة ..وقررت الا تفتح فمها ..او تسال شيئا الا اذا قامت سهير بسؤالها ..لانها توقن جيدا انها لا تطيق رؤيتها فكيف ستعيش معها في المنزل ذاته ..وكانت ترقب الاشجار ..والطبيعة حولها ..وتنظر الى السماء لترى الطيور المهاجرة في فصل الخريف ..وتذكرت فجاة ان مدرستها شارفت على استقبال الطلاب ..فهل يا ترى ان رائف قد انتبه الى هذا الامر ..ام حزنه على والدته حال دون ذلك ..

وعندما وصلت الى المنزل قالت لها رنا :جهزي كل شيئ وانا سانتظرك هنا ..لكن لا تتاخري ..فانا لا اطيق الانتظار ..

قالت سهير بتردد: الن تنزلي معي ..

فنظرت اليها رنا بحقد وقالت لها ساخرة :وما رايك ان احمل محفظة ثيابك  بدلا عنك ايضا ??!!

فتنهدت سهير ... ودخلت الى المنزل وهي تشعر بالوحدة ..واول ما رات امامها صورة والديها ..فقالت لهما بعتب :لماذا تركتماني وحدي في هذا العالم المظلم ..

وما هي الا لحظات حتى بدات تسمع صوت البوق منطلقا من سيارة رنا ..فهرعت الى غرفتها واحضرت ثيابها بدون ترتيب ..وعادت الى السيارة كالبرق ..وانطلقت بها رنا ..دون ان تسالها اي شيئ ..وعادت الى منزل اخيها.. وهي خائفة مما قد يحدث مستقبلا ..ثم توجهت نحو غرفتها ورتبت اغراضها ..ولكن شيئا ما في قلبها جعلها تشعر بالنفور وعدم الراحة ..ليس لديها صديقات الا في المدرسة ..ويبدو انها لن تذهب اليها ..فرائف لم يفتح الموضوع معها ..

ومرت عدة ايام ..كانت الامور روتينية في المنزل ..فسهير ورنا يقومان بترتيب المنزل وتجهيز الاطفال سوية ..وكان الصمت يخيم على جلساتهما وخاصة سهير حيث كانت تنهي عملها وتذهب الى غرفتها ..حيث باتت تحب الوحدة ..وفي احد الايام ..طرق رائف باب غرفتها ..ثم دخل مباشرة ..وهو يحمل بين يديه كتبا ولوازم دراسية اخرى ثم قال لها :انا آسف يا سهير لقد نسيت انه علي تسجيلك في المدرسة ..لم لم تذكريني ??

فشعرت بالفرح الشديد وهي تتامل الاغراض ..ثم هرعت الى اخيها وقبلته شاكرة اياه ..وقالت بصوت خجول :لم اشأ ان ازعجك !!!

فهز براسه يمينا وشمالا ..وقال :انا اخوك يا سهير ..واعلمي اني لن اتركك وساقف الى جانبك ..فانت وصية امي رحمها الله ..وانا آسف ان ازعجتك بقصد او دون قصد...

وبينما كانا يتحدثان ..اذ برنا قد دخلت الغرفة ..ورات الاغراض ..فشعرت بالانزعاج ...ثم قالت :سهير ..سياتي لزيارتنا احد الضيوف ..فلو سمحت تعالي ساعديني لاني متعبة ..

ولم تنطق رنا كلمة لو سمحت الا امام رائف ..ولاحظت سهير ذلك ..فقالت لنفسها :انا التي تطفلت على حياتها ..وعلي ان اتحمل منها كل شيئ ..

ثم لحقت بها ...والشوق يملأ قلبها لتفتح الكتب وترى ما بداخلها ..اكملت عملها ..وهمت لتذهب الى غرفتها ..فسمعت طرقا على الباب ..فذهبت لتفتح ولا زالت ترتدي ثياب العمل... وكان الزائر همام ..فقال بوجه مبتسم :كيف حالك يا سهير ..هل رائف هنا ??

وعندما راته تذكرت ملامحه جيدا ..انه ذاك الرجل الذي حاول التخفيف من وطأة الحزن في قلب اخيها في المشفى ..فشردت به قليلا ..وبعدها انتبهت الى نفسها وقالت بخجل :نعم تفضل انه في الداخل ..

ثم نادت :اخي اخي...

وما ان اطل رائف حتى انفرجت اساريره .ورحب بالزائر وكانه يعرفه منذ زمن ..ثم استقبله بحفاوة ..وجلسا في الصالة معا يتبادلان الاحاديث ..فقال له رائف :ايعقل انك لم تتزوج وانت في هذه السن ..مع اني فهمت ان وضعك المادي يسمح لك بذلك ..

فقال همام بعد ان تنهد تنهيدة خرجت معها زفرة الالم :نعم ..يعقل هذا لم لا ..??

فضحك رائف وقال: انا اصغر منك سنا ولدي اولاد ايضا ..واشعر اني تاخرت على اتخاذ هذه الخطوة ..

فقال رائف وبدا من ملامحه انه يتجرع حادثة اليمة ..:الخيانة قد تقتل احاسيسنا ورغبتنا في الاستمرار بالحياة ..

فتلبك رائف ..ولم يعرف ماذا يقول له.. فاعطاه قطعة من البسكويت وقال له مغيرا مجرى الحديث :تذوقها انها لذيذة !!

ما هي الحادثة الاليمة التي جرت مع همام ..وهل قد يغير رايه في موضوع الزواج ..هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن