21

727 28 1
                                    

❤اريد روحا❤..
الجزء الواحد والعشرون ..

وكانت سهير مطئطئة رأسها ويبدو عليها العجلة من الهجوم الذي قامت به على فتح الباب... وعندما شعرت انها ارتطمت بشيئ ما شعرت بالخجل ..وظنت ان القادم هو زوج هدى.. فقالت وهي مغمضة العينين من الحياء :عفوا..

وهمت لتكمل طريقها.. ولكن نبرة الصوت التي اخترقت آذانها جعلتها تعيد النظر ..حيث قال الشخص :لا عليك ..ولكن انتبهي ان تصطدمي بالهواء!!!

فنظرت خلفها لترى شخصا لم تره قبلا ..ثم قالت :وهل تراني عمياء... ???

فابتسم الشخص واستتلى :كلا.. كنت امازحك فقط ..

وهنا تدخلت ضحكة هدى ..لتبين ان هذا الشخص ليس غريبا ..ثم قالت: انه اخي يا سهير ..لقد عاد من سفره لتوه ..

ثم حدقت في عيني اخيها وقالت :اشتقت اليك يا مراد ..

وبعدها اقتربت منه وعانقته... ثم قالت :انها جارتي ..وقد اتصل بها زوجها ..وقد كانت مستعجلة ..

وهنا افلت سهير الى منزلها ..وهي تشعر بالتوتر من هذا الموقف.. وعندما وصلت الى منزلها كانت نبضات قلبها تتسارع داخلها.. فقال همام :لم تاخرتِ??

قالت بارتباك :لقد حضرت مباشرة ..اخبرني ما بك ..

قال لها بصوت ضعيف :اريد علبة الدواء التي وضعتها على الطاولة ..ما هذا الاهمال ??

فسارت بخطوات سريعة الى الخزانة ..وفتحتها ..ثم امسكت الدواء بكلتي يديها.. ووضعته على الطاولة وقالت بجفاء :هذا دواؤك ..لا تتهمني بالاهمال ..ولكني خشيت ان يتلف ان وصلته الرطوبة ..فخبأته في الخزانة ..

فتناول دواءه ..ثم نظر اليها بغضب وقال :لقد اصبحنا في سن علينا ان يخدم بعضنا الآخر !!!وسياتي يوم تحتاجين به الي لاكون الى جانبك ..فلا تتذمري مني ..

قالت لنفسها :تبا لهذا الرجل ..وهل نسي انه يكبرني باكثر من عشرين عاما ..وهل ابن الثلاثين كابن الخمسين ..??لقد اصبحت روحي عجوزا منهكة ..وقلبي لشخص تجاوز المئة ..

ثم قال همام ;حسنا ساذهب الى غرفتي ..والتزمي المنزل اليوم ..لا داعي لرؤية هدى مرة ثانية ..سترينها غدا ..

وهنا تذكرت ما حدث معها منذ لحظات ..ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة متمردة ..وبعدها اتصلت بهدى.. واعتذرت عن طريقة مغادرتها...

وفي صباح اليوم التالي ..توجه كل شخص الى عمله ..اما سهير فقد اكملت مهامها المنزلية... ثم أشغلت التلفاز علها تتسلى قليلا ..الا ان مهاتفة هدى لها جعلتها تغير رايها ..حيث دعتها لتناول القهوة سوية ..وعندما وصلت الى المنزل ..وقرعت الباب فتح لها مراد ..حيث استقبلها بابتسامة معاتبة ثم قال ساخرا: جئت لافتح لك الباب حتى لا ترتطمي بي مرة اخرى ورايت انه من الاجدر ان احمي نفسي منك ..

فتجاهلت كلامه ..ثم دخلت وهي تنادي :هدى !!!هدى!!!

فقالت هدى :انا في الصالة ..

ثم نظرت الى اخيها وقالت :ارحم الفتاة لا داعي لتذكيرها بما حصل البارحة ..

وبعدها جلس الجميع لتناول القهوة واطراف الحديث ..قال مراد:بصراحة ..ظننت انك ابنة همام وليس زوجته ..

وكانت سهير تحاول ان ترتشف القهوة ..فاهتزت يداها وكاد الفنجان ان يقع من يديها بسبب الكلام الذي سمعته ..واهتزت مشاعرها كلها.. فقالت بغضب وخجل: واين رايت همام ..??

فضحكت هدى وقالت :لقد كنتِ البارحة محور حديثنا ..واعطيت بعض المعلومات عنك لاخي ..

وقد قطع مراد حديث اخته ليكمل هو :لقد ذهبت الى الدكان صباحا لاحضر بعض الاغراض.. ورايته يخرج من المنزل ..وسالت هدى عنه فاخبرتني انه زوجك ..

ثم لوى شفتيه واكمل :اتدرين لقد استغربت الامر كثيرا ..فانت فتاة جميلة ..وتبدين في الخامسة والعشرين من العمر ..لا اعلم فارق السن بينك وبين زوجك ..ولكنك حقا تبدين كابنته !!!

فقالت بصوت خجول :ثلاثة وعشرون عاما !!!

فقال مراد :ولكن كيف هذا ..وهل انت مرتاحة في العيش مع ذاك العجوز ..

فقطبت حاجبيها ثم قالت :الا تلاحظ انك تتحدث عن زوجي !!!ما بك ??

ثم همت لترحل... الا ان هدى استوقفتها ..وقالت لها :اخي يمازحك فقط لا داعي لان تغضبي..

فقالت وهي تنظر اليه بغضب :ولكنه تعدى حدوده معي ..فاخبريه ان يكف عن السخرية مني...

فقالت هدى بتحد :هل سمعت يا مراد ????!!!لقد ازعجت المرأة ..لا تضعني في موقف محرج امامها ..

فزاد من حدة صوته قائلا :انا آسف ..الامر لا يستدعي كل هذا الغضب.. وان كنت ازعجكم...

ثم صمت قليلا ..وحدق في عيون سهير وهدى ..واكمل :سابقى حتى انال من اعصابكم ..

فضحك الجميع ..وتحولت الجلسة الى هرج ومرج... وغادرت سهير الى منزلها ..وهي تشعر براحة نفسية عجيبة ..فقد غادرها الضحك منذ زمن بعيد ..وبينما كانت جالسة في غرفتها بعد خلود همام الى نومه العميق ..وصلتها رسالة من رقم غريب على برنامج الواتس اب ..

ترى من يكون /تكون صاحب/صاحبة الرسالة ..?وكيف ستكون ردة فعل سهير ..هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم ..

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن