❤اريد روحا❤..
الجزء التاسع ..
ووقف همام مرحبا بها ..وعيونه لا زالت تحدق بملامحها..وشعرت انها ستتعثر في الهواء وتقع ارضا من شدة خجلها ..فهذا اول موقف تتعرض له ...القت تحيتها بحياء.. ثم جلست مقابلا لهمام ..وهي تلعب باظافرها ..وكانها تراها لاول مرة ..وشعرت ان لسانها قد شل عن الحركة ..ولم ترفع راسها ..وهي تشعر ان همام ينظر اليها ..ويراقبها ..وان لم يكن كذلك ..فهذا ما تراءى اليها في تلك اللحظات ..فاحب همام ان يتحدث اليها ليذيب جليد الخجل الذي سيطر على ملامحها ..وقدر لو انه امسك يدها لوجدها خمسون تحت الصفر مع ان الطقس صيفي ..دمها يغلي لدرجة المئة.. وبشرتها متجمدة لدرجات كبيرة تحت الصفر ..وهاتان الحرارتان اجتمعتا في جسد واحد ..بسبب موقف جديد على عالمها ..وليس جديدا فحسب بل مبكرا ان صح التعبير ..فقال: كيف حالك يا سهير ??
وما ان سمعت اسمها حتى ارتعدت فرائصها ..وتاكدت ان السؤال موجه اليها ..فقالت بكلمات متلعثمة خجولة وهي تهز راسها: ببخيير ..احمم شكررا لكك
فابتسم ..ثم نظر الى رائف ..وكانه يقول له: يالبراءة اختك وخوفها في تلك اللحظات ..عندها قال رائف :انا ذاهب لاحضر القهوة ..
فتوسعت حدقتا عيني سهير ..ووقفت كالبرق وقالت: ااانا احضرهاا...
وكانها تقول له: لا تتركنا وحدنا ..
فقال: عليك ان تتفاهمي مع همام ..فربما اكون انا السبب في خجلك هذا ..
فقالت له بسرعة: وممن قاال اني خجلةةة ..
ثم نظرت خلسة الى همام .واطرقت راسها ارضا ..وذهب رائف بحجة القهوة ..وهمام كان يضع يده على خده وينظر اليها باعجاب وكانه ينظر الى لعبة ما.. وهي لا تتجرأ ان ترفع راسها ..وقد مر عشر دقائق وهما على هذه الحالة ..فقال همام: اتعلمين انه قد مر عشر دقائق وانا انظر اليك ..اليس لديك اي سؤال لتسأليني اليه ..
واحبت ان تظهر له ثقتها بنفسها ..فقالت :ما نوع الطعام الذي تحبه??
فضحك بشكل هيستري ..مما استفز مشاعر سهير ..واحمر وجهها غضبا ..فقالت له: لا افهم ماالذي اضحكك??
فقال لها: اتعلمين انك وانت غاضبة تبدين اكثر ثقة وظرافة ..وما اضحكني هو سؤالك ..
وشعرت ان خجلها كله ذاب في تلك اللحظات وقالت له بتحد: لم افهم ما المضحك في الامر ..اليس من واجبي ان اعلم ما تحبه معدتك حتى اتعلمه لاطهوه لك ??
فقال له وقد عدل من جلسته ..وهو ينظر الى الساعة في يده: بلى ..لقد غلبتني في هذا ..معك حق ..
وشعرت بالانتصار ..ولكنها لم توقن في ذلك الوقت ان هذا يعد تصرفا طفوليا منها ..الا انه اعجب همام ..الذي قال لها: والآن علي انا ان اسالك سؤالي ??
فقالت بنبرة واثقة ..وقلب خائف :تفضل اسأل ..
قال لها: ماالذي جعلك توافقين علي كزوج لك ??هل اجبرك احد ما ..
وتذكرت هنا تعليمات رنا لها ..بان تلتزم الصمت ان لم تستطع الاجابة على السؤال ..فصمتت لبرهة ثم قالت له: هل لديك سؤال آخر ..
فرفع حاجبيه مستغربا من الاجابة ثم قال :نعم ..وسؤالي هو لماذا وافقت على الارتباط بي ??
فلوت شفتيها ..وقد ازعجها اعادة السؤال نفسه على مسامعها ..فقالت لنفسها: لا بد وانه مصر على سؤاله ..ولعبة التجاهل هذه لن تنفع معه ..
فقالت له: انت طلبتني للزواج ..وانا وافقت ..هكذا بدون اسباب ..
قال لها: ولكن. لدي اسبابي التي جعلتني اطلبك للزواج ..واريد ان اعرف اسبابك للقبول ..
فقالت له: عندما تُرفض عليك السؤال عن الأسباب ..اما وقد تمت الموافقة فلا داعي لذلك ..ولكن اقول لك اني وجدتك شخصا مناسبا وهذا يكفي ..
فهز راسه معجبا باجابتها ..ثم استتلى :انا رجل يتيم الابوين ..ووحيد ..ليس لدي اخوة ولا اخوات ..احب الهدوء والراحة النفسية ..وابحث عن الزوجة المطيعة التي تنفذ طلباتي دون تردد ..
ثم رفع اصبعه في الهواء وهو يقول: ولكن احذري ان تفهميني خطأ ..فان كنت لي الزوجة التي اريدها ساكون لك الزوج الذي تريدين ..واتخيل ان حياتنا ستكون ناجحة ..لانك فتاة واعية ..ومهذبة ..وتنفذين الطلبات بصدر رحب ..
فقالت سهير لنفسها :ما باله يتحدث الي وكاني طفلة صغيرة امامه ..ايظن ان هذا الاسلوب يخفى عليّ..بكل الاحوال سارضى به زوجا ..وليحصل ما يحصل ..
ثم التفتت اليه وقالت :حسنا سيد همام ..هل لديك اي اسئلة اخرى..
فقال لها: الافضل الا تقولي لي سيد ..لاني بحكم خطيبك الآن ..المهم ..يجب ان يكون زفافنا قريبا ..خلال العشرة الايام القادمة ..لان منزلي جاهز ..ولا ينقصه الا حضورك ..وبالنسبة للاولاد فانا اريد ولدين واتمنى ان يكونا ذكرا وانثى..ووو
ثم ابتسم ورفع حاجبه ثم هز رأسه قائلا :وكفى.. حاليا هذا كل ما لدي ..
فقالت له :جميل ..اتفقنا اذن ??
وبعد هذه الجلسة تلاشى الخوف والخجل الذي كان مسيطرا عليها ..ودخلت رنا كي تلقي تحيتها على همام ..وحدقت به جيدا ثم قالت :سهير هي حبيبة قلبي وصديقتي المقربة ..ان تعرضت لاي مشكلة معها فاخبرني وانا اشرح لها على طريقتي ..اليس كذلك يا سهير ..??
...........
ماذا ستكون ردة فعل سهير من كلام رنا ..وكيف سيكون زفافها هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم
