13

878 36 0
                                    

❤اريد روحا❤
الجزء الثالث عشر ..

واستقبلت سهير ضيوفها في الصالة ..وكانت شاردة الذهن ولاحظ عليها رائف ذلك فقال لنفسه :اشعر ان سهير ليست على ما يرام....ارجو ان يكون احساسي خاطئا ..

ثم استأذنت سهير الذهاب الى المطبخ ..ولحقت بها رنا ..وبدات تتامل المطبخ بطريقة غريبة ثم قالت لها: اني اشم  رائحة حريق ..هل طهوت شيئا وقد احترق.??

فترفعت سهير عن الاجابة ..واكملت تحضيرات الضيافة ..وخيم الصمت على المكان للحظات ..الا ان رنا احبت ان تتقرب من سهير لغاية غير معروفة ..فقالت لها :اخبريني كيف احوالك ??هل امورك بخير ..

وتمنت سهير لو ان احدا غير رنا قد سالها ..فهي ليست غبية الى الدرجة التي تخبرها عن اوجاعها ..فتصنعت الابتسامة وقالت :الحمدلله ..

فقالت:الحمدلله هذه الكلمة تقال في السراء والضراء.. فانت لم قلتها ??

فقالت سهير :همام رجل طيب ..وانا بخير اطمئني ..

ثم وضعت لمستها الاخيرة على تحضيراتها وقالت :لقد انتهيت هيا بنا لنذهب ..

وبينما هما ذاهبتان ..التقتا بهمام .الذي نظر الى سهير متسائلا .وخائفا من ان تكون قد اخبرت رنا بما توعد ان يخبره بنفسه ..ولكنه وجد ان الملامح لا زالت كما هي ..فمد يديه وقال: اعطني الصينية انا ساحملها عنك ..

قالت سهير لنفسها :يا للطفه... لم اعرفه حقا ..هل هذا هو همام الذي لم يترك كلمة تعتب على لسانه الا وجرحني بها ..

ولم تحب ان تلاحظ رنا شيئا ..فاعطته الصينية ..وقالت بهمس :شكرا لك ..

وشعرت رنا بالغيرة ..ولم تستطع ان تخفي ذلك ..فقالت لزوجها :انظر يا رائف كيف يكون الرجال ..لم تساعدني يوما في المنزل ..

فقالت سهير لنفسها :ليتك تزوجته بدلا مني وحظيت بغنجه ودلاله ..

وشعر همام بالزهو والفخر ..وبدات يتحدث عن كيفية التعامل مع النساء.. وافتتح قوله :كن لها عبدا تكن لك امة ..ان اراد الزوج ان ينال حب زوجته واحترامها عليه ان يكون هو كذلك ..

ولكن رائف تجاهل الموضوع لانه لا يهتم الى مثل هذه الامور اساسا ..وهو يعتبر نفسه انه الزوج المثالي ..وقد ترك الدنيا من اجل عائلته الا ان مرض امه قد هد حيله واشعره بالندم ..وليته اهتم بها سابقا كما اهتم بها عند مرضها ..ومع هذا فهو يحب زوجته ويحترمها الا ان هي اساءت اليه فلا بد هنا ان يتخذ الموقف الذي يصوبها ..ويعيدها الى رشدها ..يعرف متى يكون قاسيا ومتى يكون حنونا ..وانتهت الجلسة وحان الآن ان يعود رائف الى منزله ..وبينما هو خارج وزوجته الى جواره.. اقترب من سهير وهمس لها :هل انت بخير ??

فنظرت الى عينيه لبرهة ..ولم تستطع ان تتابع نظراتها حتى لا تفضحها ..وهزت راسها قائلة :نعم ..لا تقلق ..

ولاحظ همام ذلك ..وشعر بالطمأنينة .وبعدها ..قال لرائف :اختك في عيوني لا تقلق بشأنها ..

وعندما سمعت سهير ذلك ..شعرت بالحيرة: هل هو فعلا يقصد ما يقوله ام. مجرد ثرثرة ليزين شخصيته امام رائف ..
ورحل رائف ..وبقيت سهير في المنزل وحدها مع همام ..ترى هل سيكمل ما كان قد بدأ به ..ام انه سيتجاهل ذلك ..ولم. يتحدث اليها او ينظر اليها حتى ..حيث قام بنقل الاغراض من الصالة الى المطبخ ..وقال بكل برودة اعصاب :اغسلي الاطباق واذهبي للنوم ..

ثم اختفى مباشرة وكانه ارتدى قبعة الاخفاء.. لم. يختفِ بجسده فقط بل بروحه ايضا ...وما حدث انه احيانا التعرض للمشكلة قد يريح اكثر من تجاهلها ..وهذه الطريقة في التعامل مستفزة كثيرا ..وما زادها قساوة هو عندما ذهبت سهير لتنام لم. تجد همام في الغرفة ..ونظرت الى باب غرفته الخاصة فوجدت الباب مغلقا ..ويصدر من هناك صوت موسيقى هادئة ..ولم تتحمل هذا الأمر ..فذهبت الى الغرفة وحاولت الدخول ..لكنها لم تستطع لان باب الغرفة. مقفلا.. وسمعت صوت همام يقول :احترمي خلوتي يا امراة !!

فتقهقرت الى غرفتها وهي تشعر بالوحدة ..غرييب طبع هذا الرجل بالفعل..
ثم ذهبت الى غرفتها ..وبدت ذاكرتها شديدة النشاط ..حيث بدات تتذكر حياتها قبل وفاة امها ..وفي منزل اخيها ..وبعد زواجها ..لماذا حياتها تبدلت الى هذا النحو ..هل هي المخطئة ..ام ان هذا قدرها?? هل نحن نختار اقدارنا? ام اقدارنا تفرض نفسها علينا ..ووكانت محطة ذاكرتها منذ اربع سنوات تقريبا حيث كانت تحمل لعبة بين يديها ..وتغني لها ..وتقول لامها :هذه ابنتي وساحميها من كل شر ..فضحكت امها وقالت :سبحان الله غريزة الامومة ..كيف تتحكم بنا ..!!!فمنذ طفولتنا ونتمنى ان يكون لدينا اطفال ونهتم بهم...

وهنا تدحرجت دموع سهير ..ووضعت يدها على رقبتها محاولة التنفس ..فهي تريد استنشاق هواء نظيفا ..يخلصها من المشاعر التي تسيطر عليها .هل هذا بسبب سن المراهقة ..ام الارهاق !!
وفجاة سمعت صوت موسيقى صاخبة تقترب من غرفتها ..ومن غيره انه همام ..ويحمل المذياع بين يديه... ويتمايل بطريقة غريبة ..هل تناول المسكر ??ام انه ليس بحاجة الى ذلك ..!!ثم صرخ باعلى صوته :هيا... قومييييي!!!

ترى ما الذي يريده همام من سهير ??وهل يشرب الخمر ??
هذا ما سنعرفه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم ..

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن