17

819 30 0
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء السابع عشر .

مر بعض الوقت ولم تعد سهير الى الصالة ..فهي تغط في نوم عميق.. فقالت رنا وهي توقن ما معنى ان تكون الام متعبة ..:ما بال زوجتك تركتنا ولم تحترم وجودنا ..اني لا اشم رائحة تحضير الطعام او الضيافة حتى ..??!ام انها تشعر بالانزعاج من وجودنا??

فابتسم  همام خجلا محرجا ..ثم وقف وهو يقول: ساذهب لاراها ..

قال رائف وقد انزعج من طريقة كلام زوجته :علينا المغادرة الآن ولا بد ان سهير متعبة ..وتحتاج الى الراحة ..

ثم نظر بلوم وعتب الى زوجته ..واستتلى :هيا !!!

وفهمت انه تضايق من طريقة كلامها.. ولكنها لم تهتم ..المهم انها بثت سمها في اذني همام ..الذي ذهب الى زوجته ..ووجدها واضعة يدها على كتفي طفلها وهي في عالم آخر ..اقترب منها واراد ان يوقظها ليلومها ..ولكنه ليس بمزاج جيد للمشاجرة ..وهو ايضا يشعر بالنعاس ..فذهب الى غرفته وخلد الى النوم ..

واستيقظت سهير في منتصف الليل مذعورة ..ثم نظرت الى الساعة مباشرة وقالت بعد ان لطمت جبهتها: ويلي !!لقد نمت دون ان اشعر ..اووووه ضيوفي ???

ثم هرعت الى الصالة لتجدها مغلقة الاضواء.. وكل شيئ في مكانه ..لا بد وان رنا قد تضايقت ..لا بد وان رائف قد غضب منها ..ولكنه يقدر ظروفها ..اذن لا بد من زيارتهم في اقرب وقت ممكن ..حتى تعتذر اليهم على شيئ كان خارج ارادتها ..ولكن اين همام ??لا بد وانه في غرفته الخاصة هو ايضا ..

فعادت ادراجها الى غرفة سامي ..ونامت الى جانبه ..وهي تتحسس جسده ان كانت حرارته مرتفعة ..يا لنتيجة ذلك الدواء.. لقد شعر طفلها بالارتياح من اول جرعة تناولها ..اليس هناك دواء للسعادة ..فكلما شعرنا بالحزن تناولناه ..طبعا لا يوجد ..فدواء السعادة على شكل اشخاص او مواقف ..او قدددد ينبع من داخلنا ..وهذا هو الاهم ..

وفي اليوم التالي ..استيقظت سهير على صوت ولدها ..فاحتضنته واعطته الدواء.. واطعمته ..واهتمت باموره ..ثم بدات تتجول في ارجاء المنزل لتعيد تنظيمه وترتيبه ..ولم تقترب من غرفة زوجها كي لا تزعجه.. وبعد ان انهت عملها ..وجلست على سريرها علها تستريح قليلا ..وجدت همام امامها ..وهو منتفخ الوجه من كثرة النوم ..فقال لها غاضبا :اريد ان افهم لماذا لم توقظيني ..الا تعلمين انه لدي عمل الآن??

فاشاحت بوجهها عنه وهي تقول لنفسها :وما ادراني انا ..هل قال لي ذلك في احلامه ..

ولكنه زاد من حدة نبرته ..واستتلى :انت عديمة الاخلاق والذوق ..كيف تركت ضيوفك البارحة ..??

فشعرت بالذنب وقالت: اعلم اني مخطئة ..ولكن ما حصل قد حصل رغما عني ..!!!ارجو ان توصلني الى منزل اخي وانت في طريقك الى العمل ..

فاقترب منها ..وامسك يدها بقوة ..ثم قال :اخجل ان اضربك مع انك بحاجة للتأديب ..لا علاقة لي بينك وبين اخيك ..ان شئت الذهاب اذهبي وحدك ...فانا مشغول بما فيه الكفاية ..

ثم تركها... وخرج من المنزل ..في تلك اللحظات خيم على مخيلتها الأفكار السوداء وبدات تحدث نفسها :ايعقل انه في ابسط الامور لا يقف الى جانبي !!!علي ان اعتمد على نفسي في كل شيئ!! اين تبخر كلامك يا رنا حين قلت لي انه سيدللني بسبب فارق السن بيننا !!!فبدل ان يصغر ..علي انا ان اكبر ..

تدحرجت على خدها دمعة متمردة ..فمسحتها ..ثم جهزت سامي وانطلقت الى منزل اخيها ..وهي توقن انها ستتلقى الكثير من الاهانات والشتائم من رنا .. ولكن هذا لا يهم ..المهم ان ترى نظرة الرضا من رائف ..طرقت الباب ..ولحسن حظها ان رائف هو فتحه ..فقال لها :اهلا اااا كيف حالك... كيف اصبح سامي??

فشعرت بالطمأنينة ..فهذا يعني ان اخيها ليس غاضبا منها ..
وبمجرد،ان دخلت الى المنزل وراتها رنا ..حتى اشاحت بوجهها عنها ثم ذهبت الى الغرفة الاخرى وهي تقول :اشعر بالنعاسسس وعلي ان انام !!

فنظرت سهير الى اخيه بخجل.. ثم همست :معها حق !!

اما رائف فقال :لا تغضبي منها ..انها امرأة مجنونة ولا اعتب عليها احيانا ..

فقالت بحنان :علي الذهاب الآن ..لقد جئت الى هنا لاراك فقط ..والحمدلله ان الوقت اسعفني في ذلك... واستطعت رؤيتك قبل رحيلك الى عملك ..

فقال لها :حسنا تعالي ساوصلك الى المنزل...

كان هذا الموقف بسيطا لاي مستمع. او قارئ له.. ولكنه اشارة الى عدة مواقف اخرى ..جعلت سهير تشعر بالوحدة ..والنفور من همام ..الا انها كانت مضطرة ان تتحمل اي شيئ كرمى لسامي ..وما زاد الامر تعقيدا ..ان سهير حملت بجنين آخر بعد مرور ستة اشهر من عمر سامي ..وتمنت بينها وبين نفسها ان يكون المولود ذكرا لانها لا تريد فتاة ترث الحظ السيئ عنها ..ولكن ليس هكذا تقاس الامور يا سهير ..فكم من الرجال الذين تعبوا ..وكان حظهم سيئا في حياتهم الاجتماعية ان صح التعبير... مع ان هكذا امور لا تعتمد على الحظ انما على حسن الاختيار !!!

ما نوع الجنين الذي في احشاء سهير ??وكيف ستتصرف مع همام ?هذا ما سنراه في الجزء القادم ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن