16

808 29 0
                                    

❤اريد روحا❤..
الجزء السادس عشر ..

ثم نظرت الى السماء وهي ترجو الله الا تتعرض للاهانة من زوجها ..ماذا ستفعل ان لم توقظه ..فهو بحاجة الى الطبيب ..ولا زال صوت بكائه يرن في اذنها كالصاعقة ..يصعق مشاعر الامومة والخوف داخلها ..فاقتربت من همام وبدات تضربه بضربات خفيفة على كتفه وتقول بهمس :همام همام!!..

فقال بصوت غير مفهوم :اييييم ..ات كيني..

فاغمضت عينيها وقالت لنفسها: يا الهي ..انه يغط في نوم عميق ..كيف استطاع ذاك في غضون ثوان قليلة!! ولكن لا بد من ايقاظه ..

فصرخت.. وقد زادت من حدة ضرباتها على كتفه: همااااااام .

فاستيقظ مذعورا ..وهو يقول: ماذا هناك ..من توفيي??

فارخت اهدابها قائلة: سامي لم. يسكت ..وحرارته مرتفعة ..يجب ان ناخذه الى الطبيب ..

فاشعل الضوء مباشرة ونظر الى الساعة وهو يرجف كمن تعرض لصعقات كهربائية ..وقال لها مهددا: الم تري كم الساعة الآن ..انها الثانية بعد منتصف الليل ..اوووه ما الذ ساعات النوم ..لقد حرمت منها منذ ولادة سامي ..

فحدقت به ..وبكل تفاصيله ..وكيف يتذمر بسبب ايقاظه لليلة واحدة ..وماذا عنها ..وهي التي لم. تذق طعم النوم والراحة ..ففي الليل يوقظها طفلها لفترات متقطعة ..وفي النهار يحتاج لمن يهتم به ..والاعمال المنزلية .وووووو ..

ثم اطرقت راسها ارضا وقالت بصدق :اعلم انك تتعب في عملك ..وتحتاج الى الراحة ولكن هذا امر استثنائي ..الم يراف قلبك لسماع صوته ..

ثم خرجت من الغرفة وتوجهت الى سامي وحملته بين ذراعيها محاولة اسكاته ..وبدات تغني له بصوت عذب ..ويبدو انه استسلم الى النوم لانه تعب من البكاء ..ولكن حرارته لا زالت كما هي ..وفجأة سمعت صوت همام يقول وهو مكتف اليدين ..وينظر بطريقة استهزائية :لقد نام الآن !!هل كان من الضروري ان توقظيني وتقطعين علي نومي...

فوضعت سامي في سريره وقالت: غدا يجب ان تاخذه الى الطبيب بكل الاحوال ..لقد مل البكاء ثم نام ..

فرفع يده مهددا ..ثم قال :تبا !!!

وبعدها تركها وعاد الى غرفته ..اما هي فبقيت مستيقظة لتسهر على راحة طفلها ..ولم تصدق كيف استيقظت الشمس ..علها تستأنس باي حركة من الجيران او المارة ..وكانت تراقب سامي وهو يتنفس بصعوبة ..يا لهذا الكائن الصغير الذي حرمها من لذة النوم ..وصوت بكائه كان يؤلم قلبها وروحها ..فها هو قد عاد الى الصراخ من الالم ..فحملته... وبدأت تتمشى في ارجاء المنزل ..مما ازعج جلالة الملك همام ..الذي وقف على باب غرفته وهو مبعثر الوجه ..والشعر واللسان ايضا ..ثم قال بغضب :جهزي نفسك حتى ناخذه الى الطبيب الآن .والا فاني ساجن ..ان تكرر هذه الليلة ما حصل في الليلة السابقة ..

قالت. له بمكر :يا لك من رجل اناني ..انت تبحث عن مصلحتك في الموضوع ..بربك اخبرني اي اب انت ??

فرفع صوته غاضبا :اخرسييييييي واعرفي حدودك جيدا ..وجهزي لي الثياب ايضا...

ولم تحب سهير ان تزيد من حجم المشكلة ..ونفذت طلبه بدون اي اعتراض ..وعند الطبيب اجريت له الفحوصات اللازمة ..وتبين ان الطفل لم يكن يتغنّ ببكائه ..بل هو مريض حقا ..ووصف له الطبيب الدواء اللازم ..ثم عاد همام مع عائلته الى المنزل ..ليرن هاتفه ..ويكون رائف ويخبره انه قادم الى زيارته فرحب به كثيرا... وعندما وصل رائف ورنا الى منزل همام ..لاحظا ان رنا متعبة ..ووجهها شاحب ..فقال رائف قلقا: كيف حالك يا اختي ..ما بك ??

فاجابت بعينين متكسرتين من محاربة النعاس :لا شيئ ولكني لم انم البارحة بسبب سامي !!

فقال لها :وما بال سامي ?

اجابت بصوت متعب :لم يستطع النوم ليلة البارحة ..وسهرت الى جانبه ..واليوم اخذناه الى الطبيب ..وقد اعطانا دواء له ..وعندما تناوله خلد الى النوم مباشرة ..

فقالت رنا بلهجة لئيمة :هذا اهمال الامهات ..لا بد وانك لم تلبسيه ثيابا سميكة واصابته نزلة برد ..

ولم يكن بمقدور سهير ان. تجيبها ..لانها تشعر بثقل من راسها من شدة النعاس ..ولا مزاج لديها للنقاش ..الا ان رائف قال :هل نسيت اطفالنا ..وكم من المرات التي اخذناهم بها الى الطبيب !!هذا طفل وهو معرض لاي حادثة من مرض وغيره ..

ثم رفع من حدة صوته واستتلى :اتذكرين عندما تدحرج ابننا على الدرج.. وكنت انت الى جانبه !!

فاحمر وجهها غضبا .وتمنت ان تشق الارض وتبتلعها.. ولكنها لا تستطيع ان تصمت بعد هذا الكلام ..فقالت بغيظ: كم احسد الذين تحبهم ..فانت تدافع عنهم بطريقة جنونية ..وعمياء ايضا ..

فقال لها بهدوء: ان كان من اجل الحب فانا احب اختي ..ولم تكتشفي شيئا  جديدا ..ولكن علي ان. اشهد شهادة ترضي ضميري ووجداني ..

فقالت سهير بلهجة حنونة :حفظك الله يا اخي من كل مكروه ..

ولم تكمل كلامها حتى سمعت صوت سامي يبكي ..فتململت ..لان قواها قد خارت بالفعل ..وذهبت اليه بخطوات متثاقلة ..وقد رئف الله بحالها والا فانها كانت ستقع ارضا ..وعيناها تقاوم النعاس ..وما اصعبه من احساس ..حين تكون مجبرا على السهر وانت لا تقوى على ذلك ..وبينما كانت تناغي ابنها لتعيده الى عالم النيام ..خانتها قواها ..ونامت الى جانبه .

..

ترى هل ستنتقدها رنا وتعتبرها قليلة التهذيب وغير مضيافة ..??وهل سيلومها همام على ذلك .??هذا ما سنراه في الاجزاء المقبلة ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن