❤اريد روحا ❤..
الجزء العاشر ..
فشعرت سهير بالغضب من الكلام الذي اطلقته رنا ..وهي ما تريد من كلامها هذا الا احراجها امام خطيبها ..فقالت لها بعد ان لاحظت ان همام لم ينهرها :انا وهمام اتفقنا ان لا يتدخل اي احد بخصوصياتنا ..
فقال همام بوجه خجول :نعم نعم ..صحيح ..واشكر مساعيك سيدة رنا ..
فاحمر وجه رنا غيظا ..ثم قالت :هذا جزاء الطيبين دوما لا ينالون الا الكلام المسموم. .
فقالت سهير :بل جزاء الفضوليين ..ولكني لم اسمعك كلاما مسموما ..اطلعتك على بند من بنود اتفاقنا فقط .. لاني اتحسس خوفك على مستقبلي يا زوجة اخي...
ولم تنطق رنا حرفا واحدا ..بل خرجت من الغرفة متقهقرة.. وهي تقول لنفسها :تبا لها يا لوقاحتها..
اما همام فنظر الى سهير بحنق وقال: لقد احرجتِ المرأة!! اهذا جزاؤها لانها تريد لك الخير ..
فترفعت سهير عن الاجابة ..ثم قالت له: شرطي الا اراك حتى ياتي يوم زفافنا ..واتفق انت واخي على باقي التفاصيل ..
ثم خرجت من الصالة..لتلتقي برنا ويبدو ان الغضب ياكل جسدها ..فرمقتها بتجاهل ..ثم نادت: اخي اخي!!
وكان رائف يرقب المارة من النافذة المطلة على الشارع ..ويبدو انه شارد الذهن ..لان شيئا ما بداخله يقول له الا يرضى بزواج اخته ..وتخيل مستقبلها مع هذا الرجل ..ترى هل سيصونها حقا ..!!
وقد استيقظ من شروده عندما شعر بحرارة يد سهير على كتفه ..وهي تقول له: لقد ناديتك مرارا ..ولكن يبدو ان عقلك وروحك ليستا هنا ..على العموم ..لقد اتفقت مع همام ..واخبرته اني لا اريد رؤيته حتى يوم الزفاف ..ففي ظل العشرة الايام القادمة ..ساصبح زوجته ..
فهز راسه موافقا عنوة ..وقال مشيرا اليها بكلتا يديه بكفيهما المفتوحتين :حسنا ..هذا قرارك ..وساكون الى جانبك دوما ..ولكن لماذا لا تريدين رؤيته طيلة تلك المدة ??
وكان هذا السؤال قد اشعل فتيل الحرب داخلها ..بين مشاعرها المتناقضة التي اجتمعت في قلبها ..وبين عقلها الذي ينبؤها عن مستقبل مظلم ..وكانه ورقة يانصيب فاما ان تربح واما ان تخسر ..وسيكون ثمنها باهظا ..انه عمرها ..يا لهذا السؤال ما اقساه !!ماذا ستجيب اخاها ???!!اتقول له انها فعلت هذا حتى لا تغير رايها ان راته مرارا ..اتقول له انها رات فيه الرجل الغريب الذي يريد لطفولتها ان تتدمر ..بالطبع لن تخبره امرا كهذا ..والا فانه سيمنع هذا الزواج حتما ..ولكن لن يمنع زوجته من التعرض لها في حال غيابه ..وهي لا تريد ان تكون سببا في مشاكلهما اساسا ..وما كان امامها طريق للخلاص الا الكذب ..الكذب على نفسها قبل اخيها ..فقالت وهي تنظر حواليها حتى لا تفضحها عيونها: انه غنج الفتيات ..واريد ان اجهز نفسي وهكذا ..!!فعشرة ايام لا تكفي لمثل هذه الامور !!
فهز راسه ثم قال ;ممممم... حسنا !!لك هذا !!!
ثم ذهب الى همام واتفقا على كل الترتيبات ..ومرت العشرة ايام ..كانت رنا خلالها متحمسة جدا ..وكانها هي العروس ..اما العروس الحقيقية ففقدت نفسها الكثير من المعاني الغامضة ..وحان وقت الزفاف ..وارتدت سهير ثوبها الابيض الناصع الذي اخفى اسوداد القلق والخوف الذي سيطر عليها في ذلك اليوم ..وكم تمنت لو تكون والدتها حية حتى تودع من احبها بصدق ..وتمنى لها السعادة من كل قلبه.. وتربعت على عرش المنصة ابنة الخامسة عشر التي تزف الى رجل تكاد تطأ رجله سن الاربعين ..اي عرف واي دين واي انسانية تقبل هذا الانتحار ..مهما كانت الدوافع ..التي لا تدرك نتائجها في اللحظة الآنية ..ولكن المستقبل سيكشف عن بعض نتائجها ..ووصل العريس ..وقلب سهير بدا يرقص خجلا وذعرا ..هل ستستطيع ان تكون الزوجة المثالية بالشروط التي طلبها همام ..ومد يده ..ليضع في اصبعها خاتم الزواج الذي ما هو الا معدن يعلن عن ارتباطهما امام الملأ ..ولكن لا علاقة له بالارتباط المعنوي بين القلبين ..ذلك الارتباط الذي قلما تجد من يدرك كنهه ..وقداسته ..وخاصة ما آلت اليه مجتمعاتنا في الفترة الاخيرة ..هل بسبب قلة الثقافة ام سوء الوعي ..لست ادري صراحة !!!وتم الزفاف ..وحان الآن ان تذهب سهير الى منزل همام ..مع ان قدماها لم تطؤه قبلا ..الا ان فكرها لم يغادره خلال الايام السابقة ..
وصلت الى باب الصالة ..ورمقت رائف بنظرة غريبة ..وكانها تقول له: انا تراجعت عن قراري فهلا انقذتني من الغرق ..ولم يتمالك نفسه ..فاحتضنها بقوة ..وخانته دموعه لتنزل على خديه ..ما بال هذا الرجل يبكي في يوم من المفترض ان يكون فرح اخته ..وهمس لها: انتبهي لنفسك جيدا يا نور عيوني ..وان عدلت عن قرارك فساكون الى جانبك وانسى الماضي ..
فقالت له بدموع عينيها :ماحصل قد حصل ..ولا تراجع عن هذه الخطوة المجهولة ..ولكن لا تتركني وحدي ..وكن الاخ الصادق الحنون الذي تتمناه اي اخت..
وغادرت العروس الى منزلها الخاص ..وكانت كل الطريق تبكي تتامل مستقبلها بخيالها ..وهمام قد اشغل المذياع ..وشعر انه يريد ان يرقص كالمراهقين .
.
ماذا ينتظر سهير في مملكتها الخاصة ..وكيف سيعاملها همام هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم
