اريد روحاً (مكتمله)

و30الاخير

❤اريد روحا❤..
الجزء الثلاثون والاخير ..

فاقفلت الهاتف ..وشعرت بالارتباك ..ولاحظ رائف عليها ذلك فقال لها: علينا ان نذهب الآن ..وان احتجت لاي شيئ لا تنسي ان لك اخا يحبك ..ويساندك في كل شيئ...

ثم قالت لها خطيبته :وفكري في موضوع زواج هيام ايضا ..

قالت سهير :الاجواء ليست مناسبة الآن ..دعينا ننتظر بعض الوقت ..لان تراب قبر همام لم يجف بعد ..

فابتسمت قائلة: الزمن كفيل بكل شيئ يا سيدة سهير ..

وبعدها غادر رائف برفقة خطيبته ..ليرن الهاتف مرة اخرى ..وبعد تردد اجابت سهير :نعم ..تفضل ..

فقال مراد :اهكذا تتحدثين الى الرجل الذي يشتاقك ??

ولكن الغريب في الامر ان هذه الكلمة مرت على قلبها كاي كلمة عابرة ..وقالت له: هل نسيت انني لا زلت معتدة ..فرجاء لا تتكلم معي بهذه الطريقة ..

فضحك ..ثم قال لها: كنت تريدينها وتتقبلنيها وانت لا زلت زوجة همام ..والآن بعد وفاته اصبحت ترفضينها ..اليس هذا غريبا ..?

قالت له: اسمعني يا مراد ..لا اعلم ماالذي تريده مني الآن ..ولكني لست سهير التي كنت تعرفها ..لقد تغيرت وتغيرت مشاعري ايضا ..وانا نادمة على تلك اللحظات التي استغليت بها ضعفي ..فهل من رجل لديه ذرة من الكرامة والانسانية ..يلعب على مشاعر امراة متزوجة??!!

فقال لها: لم افعل شيئا خاطئا ..وقد خانتني مشاعري ..انا احبك حقا ..

فقاطعته قائلة بغضب :ماالذي تريده الآن ??

قال لها: اريد ان اذهب برفقة هدى الى منزلك كي اخطبك ..وتصبحين زوجتي بعد انتهاء عدتك ..

قالت له ساخرة: ولكني لست موافقة على ذلك ..فانت رجل مخادع ..وانت فقدت ثقتي بك ..هل تفهم ما معنى هذا ..?

فقال لها :اقدر ظروفك الآن ..ولكني اردتك ان تعلمي انني احبك حقا ..لا انكر ان الامر بداية كان بالنسبة الي مجرد لعبة ..اما الآن وقد مات زوجك تاكدت من مشاعري تجاهك ..

فقالت له: وما يدريني انك رجعت لتؤذيني اكثر ..لا يهمني من هذه الدنيا الا ولديّ وان اراهما سعيدين ..اما قلبي فقد اقفلت بابه بموت همام ..آسفة يا سيد مراد ..فطلبك مرفوض ..

فقال لها: ارجوك اعطني فرصة واحدة لاثبت لك صدق نيتي ..

فقاطعته قائلة: يبدو انك تبحث عن شقة جديدة لتعيش بها ..وهذه الشقة هي شقتي ..

فقال لها بصوت مخنوق :ادرك تماما احساسك هذا ..ولكني لست كما تظنين ..ولن ارضى ان اسكن في منزلك ..بل اريدك زوجة لي في منزلي انا ..وتاكدي اني ساعيد اليك المال الذي اخذته منك ..

فقالت له: تبا للمال ..ومن قال لك انه يعنيني . ..فهل تستطيع تلك الاوراق ان تشتري لي كرامتي وسعادتي ورضاي تجاه نفسي ..ارجوك انسَ رقم هاتفي ..ولا تحاول التواصل معي مرة اخرى ..

ثم اقفلت هاتفها ..وبدات تتذكر ايامها معه ..وكرهت نفسها في تلك اللحظات ..فكيف استطاعت ان تسمح لاحدهم ان يخترق عالمها ويستغل ظروفها ..انه بالفعل فقد ثقتها ومشاعرها ..ولن تعطيه فرصة اخرى مهما فعل ..

وفي اليوم التالي ..طرق احدهم الباب ..وذهبت سهير لكي تفتح ..ولكنها لم تجد احدا ..بل وجدت كيسا موضوعا اسفل الباب ..ففتحته لتجد به مبلغا من المال وبداخله رسالة ..مكتوبة بخط مراد (انا آسف ان آذيتك يوما ..انا بالفعل احبك ..ولا اريد استغلالك ..وهذا مالك رد اليك ..فاعطني مشاعرك ..دعيني ارى تلك النظرة مرة اخرى )

فارسلت اليه رسالة :انسَ كل شيئ ..وما ذهب لن يعود مرة اخرى..

وحاول مراد مرات عديدة ان يطلب يدها ..حتى انه اخبر هدى بالامر وطلب مساعدتها ..الا ان سهير كانت دائمة الرفض ..وقررت ان تجد روحها مع ولديها ..فالزواج والحب ليس كل شيئ بالنسبة للانسان ..ويمكنه الاستغناء عنهما ..وخاصة ان كان قد جرح جرحا كبيرا كما حدث مع سهير ..وفي حفلة زواج رائف المتواضعة ..تعرفت الى زميل او حبيب ابنتها ولمست الصدق في مشاعره... وبعد مرور عدة اشهر طلبت من هيام ان تخبره ان ياتي لزيارتها ..حتى تتعرف اليه اكثر ..ولاحظت الفرح والسعادة في عيون ابنتها ..والحب والشوق في عيونه هو ..ووافقت على زواجهما ..

وبعد مرور سنتين ..تعرف سامي الى احدى الفتيات واحبها ..وتزوج بها مما افرح والدته التي كانت تشعر بالرضا كلما رات ولديها سعيدين في حياتهما ..وقررت ان تقف الى جانبهما ..والى جانب احفادها ..موصية الجميع الا يرتبطن الا بالشخص المناسب الذي يوافق عليه القلب والعقل ..وبالطبع فان ولديّ سهير لم يتركانها تعيش وحيدة ..وحفظا لها تضحيتها ..وخاصة هيام فهي كانت تتفهم ظروف امها جيدا ..وكانت تزورها يوميا برفقة زوجها واولادها ..وعاشت سهير حياة مستقرة ..وادركت ان الحب متنوع ..واسمى انواعه هو ذاك الذي يكون نابعا من القلب وصادقا وانسانيا ..وخاصة مشاعر الامومة ..والشعور بالآخر وظروفه ..

وقد اثبتت لنا هذه القصة ان المشاعر شذت على المثل القائل (فاقد الشيئ لا يعطيه)..فمن لم يشبع نفسه بمشاعر معينة يمكنه ان يغدق على غيره بها ..لانه اكثر من يشعر بمن فقدها يوما ..
تمت
ليلى مظلوم ..