❤اريد روحا❤
الجزء الرابع عشر ..
فقالت سهير مذعورة :الى اين???
فاشار الى المذياع بيده وقال :الم تسمعي هذه الموسيقى التي تخترق المشاعر ..الم تفهمي بعد??!!
ثم اقترب منها ..وزاد من تمايله قائلا: هيا وارقصي ?!!
وقد تفاجات من حركته تلك وقالت له بتردد: ولكني لا اعرف الرقص .
فضحك بصوت جنوني ..ثم امسك يدها عنوة وقال: الامر ليس صعبا ..المهم ان تتمايلي حسب الموسيقى .
وكانت سهير قد سمعت عن السكر ولكنها لم ترى احدا قد اسكره ذلك السائل يوما .الا ان له رائحة غريبة كما يقولون ..
وحاولت ان تشمه ..ولكن لا يوجد اي رائحة ..وليس في المنزل ما يشير الى وجود ذلك السائل ..فلاحظ عليها ذلك ..فاغمض عينيه وقال :ايتها الغبية وهل تظنين انني اتناول المسكر .انا لا ادخل ذلك السائل الى منزلي ..
فقالت لنفسها: كيف عرف ما ارمي اليه ..ليته تناوله لالقي اللوم على الخمر ..ولكن كيف سافسر تلك التصرفات الغريبة الآن ..انه فاقد توازنه بلا اي مسبب ..
واخترق تفكيرها قوله بكل برودة :رجل احب ان يرقص مع زوجته ..ما الغريب في الامر ..
فقالت بتلكؤ: تتتتتمايلك بتلك الطريقة... اليس غريبا??
فحدق بها جيدا ثم قال: لا اعلم كيف لابنة الخامسة عشر الا تحب الرقص ..انك سترقصين مع زوجك وليس اي رجل آخر ..
ثم اغلق المذياع .وتبدلت ملامحه النشطة الى عينين ذابلتين ..ثم قال: نامي!!!! انت لا تعرفين ما معنى الحياة ..انا الملام لاني ظننت اني قد افرحك بما فعلت ..ولكني احزنت نفسي ..
ثم غادر الغرفة ..ليحتضن غرفته الخاصة ..وهو يشتم ويلعن ..
فاغمضت سهير عينيها وحاولت ان تتناسى ماحصل لها ..ما هذا الرجل الراشد المراهق ..اهكذا يحيي مشاعري ..لو اننا خرجنا سوية الى احدى المنتزهات وتسلينا لكان افضل لنا ..فعيناي لم تبصر الشمس منذ اليوم الاول الذي تزوجت فيه ..اهذا هو شهر العسل?
ومر عدة اشهر والحال على ما هو عليه ..فتارة يتصرف همام بحكمة ..وتارة يركل كل تصرفاته الحكيمة بتصرف سيئ واحد ..واي تصرف هذا الذي يؤثر على سهير ..لم تشعر بحبه ..مع انها كانت تشفق عليه ..وفي احدى الايام ..استيقظت على الم فظيع في راسها ..وشعرت انها تريد التقيؤ ..ما هذا الاحساس الغريب ..فايقظت همام ..لتخبره بما تشعر ..فقال لها غاضبا هل ترين اني طبيبا ?اذهبي وتناولي المسكن ..
ثم حاول ان يغطي نفسه بالغطاء.. وسهير بدات تسعل بشدة ..ثم ركضت الى المغسلة ..وعادت اليه وقد امتلا شعرها بالماء.. فقال لها: حسنا ..الامر جدي اذاً..انتظري حتى تستيقظ الشمس ويذهب الاطباء الى عياداتهم ثم آخذك الى الطبيب ..
ثم خلد الى النوم ..وبالفعل في صباح اليوم التالي ..لم تتحسن حالة سهير ..فاخذها همام الى الطبيب الذي اخبره انها حامل ..وعندما سمعت سهير تلك الكلمات كادت ان تطير من الفرح ونسيت وجعها .وتراءى الى ذهنها ايام طفولتها القريبة ..وكيف كانت تهتم بلعبتها ..واخيرا ستتحول تلك البلاستيكية الى كائن له روح ولحم ودم ..اما همام ..فكانت فرحته عادية ...حيث قال لها :لا افهم سبب فرحك ..فمن سيتزوج سينجب الاولاد .هذه سنة الحياة..
واختلط احساسها السعيد بالعتب واللوم ..كيف يريد ان يخنقها هذا الرجل حتى في اجمل يوم بالنسبة اليها منذ زواجها ..ولكن لن تسمح له بهذا ..وستتامل خيرا بقدوم الشخص المجهول ..
وكان همام بالرغم من عدم اظهاره لمشاعره الحانية تجاه زوجته ..ومولوده المنتظر ..الا انه كان لطيفا ..ولا يسمح لها بايذاء نفسها ..او حمل الاشياء الثقيلة او التعب الغير مقبول ..وكان يحضر الى المنزل انواع مختلفة من الفواكه والخضار والاطعمة ..الا انه قليلا ما يصطحبها الى الخارج ..فتشعر بالملل ..ولا ياخذها الا الى عيادة الطبيبة من جهة والى زيارة منزل رائف من جهة اخرى.. وكانت تنزعج من نظرات رنا لها... ومن كلماتها القاسية ..حيث كانت تسخر منها دوما فتقول لها: هل انت قادرة على تربية الاطفال ام انهم سيعيشون في الشارع ??
وقررت سهير الا تجيبها باي كلمة ..فالتجاهل احيانا يكون الرد الاقوى.. ولم تفسر رنا هذا التجاهل على انه ترفعا عن الاجابة ..واعتبرته نتيجة السم الذي تلقته سهير من كلماتها فهي عاجزة حتى عن الرد.. ولم ينتبه رائف الى مدى حساسية هذا الامر بالنسبة لاخته والا فانه كان بالطبع سيردع زوجته ..اما همام فكان يفرحه هذا الامر ليثبت لنفسه ولمن حوله انه يستوعب التقصير الذي يتلقاه من سهير..
ومرت التسعة اشهر وحان الآن ولادة سهير وخروج ولدها الى الحياة ليبصر نور الشمس وظلام الايام ..كانت خائفة جدا ..وتتالم كثيرا ..وحاول همام التخفيف عنها من جهة ..وتحذيرها من جهة اخرى قائلا :لن اسمح للطبيب باجراء عملية قيصرية لك !!وعليك التحمل حتى النهاية ..فالولادة الطبيعية اكثر امانا ..
وقد سمعت سهير ان الولادة القيصرية اهون ..ولو انه كذب عليها ليريحها لكان افضل ..
ترى كيف ستتعامل الام الجديدة مع طفلها ..وهل ستكون ولادتها سهلة ..هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم
