8

983 39 2
                                    

❤اريد روحا❤..
الجزء الثامن ..

فاقتربت من النافذة ..وبدات تتامل الطبيعة بعينين حزينتين ..ثم قالت: الطقس جميل اليوم ..

قال لها وقد شعر انها تجاهلت سؤاله: لقد سألتك سؤالا فاجيبيني ..

فنظرت اليه ..حدقت في ملامحه ..يا الهي انه يخاف عليها ..كم مر عليها من الظروف التي جعلتها تنسى تلك النظرة ..ايعقل انه خائف عليها ..!!ايعقل انه يشعر بعذابها ..ولكن ماذا عن ذلك الشك الذي يعتريه حيالها ..فتنهدت بحزن وقالت: لا شيئ يا اخي سوى اني موافقة على الزواج من همام ..

فقطب حاجبيه وقال لها: انه اكبر من والدك ..الا تلاحظين هذا ..

قالت له: كلا هو ليس اكبر سنا من والدي ..انها عشرون عاما فقط ..والتفاهم يبتلع هذا الفارق ..على الاقل يكون واعيا في تصرفاته معي ويستوعب مآسي وافراحي ..وانا مصرة على القبول ..ارجوك ابلغه هذا ..واريد التحدث اليه ايضا ..لو سمحت ..

فقال لها باصرار :سهير... سهير !!لن اقف حاجزا في طريق سعادتك ..وانا آسف على تصرفي السيئ معك ..كان يجب ان احتضنك واسالك واسمع منك ..وافهم مايجول في خاطرك ..ولكن عصبيتي خانتني ..لا اريدك ان تتزوجي لتتخلصي من ظلم اخيك لك ..

فابتسمت ونظرت الى عينيه بحنان ثم قالت :اتفهم ظروفك يا اخي .واي شخص مكانك كانت ستكون ردة فعله مثلك تماما ..وربما اكثر ..وانا بكامل ارادتي اريد الزواج لعلي انجب طفلا اتسلى معه ..

فقال لنفسه :آه يا اختى كيف تريدين مني الموافقة ..وها انت فهمت من الطفولة انها للتسلية ..

واستتلت سهير :لا اريد ان ارجوك على شيئ يخص مستقبلي ..وهذا قراري الأخير ..

ثم خرجت من عند رائف ..وهي توقن انها اثرت به ..وما ان وصلت الى غرفتها حتى فتحت خزانتها واحضرت صورة امها ..وبدات تتحدث اليها وتبث اليها همومها ..ثم رفعت يديها الى السماء وقالت :يا رب انجز لي هذا الموضوع في اسرع وقت ممكن ..اشعر بالاختناق هنا ..واريد ان اتنفس هواء الحرية ..اريد ان اعيش كباقي البشر ..افعل ما يحلو لي ساعة اشاء..

ومر يومان ببطء شديد ..توقف الزمن بهما لعدة مواقف ..واتصل همام برائف وهو فاقد للامل ..لانه شعر برفض رائف له ..ولكن عليه ان يحترم الموعد بينهما حتى لا يصيب علاقتهما الجفاف ..واعتبر اتصاله هذا كقطرات مطر تحيي علاقتهما نوعا ما ..ولكنه تفاجأ من جواب رائف الذي قال له بصوت كسول :تعال الى منزلنا كي نتباحث امور الخطوبة فسهير قد وافقت ..

ولم يصدق همام نفسه ..فبعد ان فقد الامل..  اعيد اليه باتصال واحد.. ولم يكن حماسه لانه يعشق سهير فقلما يراها ..ولكنه وجد فيها الفتاة الصغيرة البريئة التي تعيد اليه شبابه من جهة ..وتصون منزله من جهة اخرى ..فهي ستعتاد على نمط عيشه هو لانها يافعة التجارب ..وسترضى باي شيئ يطرحه عليها.. فاقفل هاتفه ..وذهب الى احدى المحلات واحضر هدية مناسبة ..ثم انطلق الى منزل رائف بابهى حلة ..وبالمقابل فان سهير قد حضرت نفسها ..ولم تحضر نفسيتها ..وماذا اخبركم عن ابنة الخامسة عشرة سنة ..فهي تكون في قمة جمالها ..وخاصة ان تصرفت بعفوية ..فهذا يزيدها ظرافة ..ووصل العريس ..وجلس في الصالة ..كل هذا ورنا تخبر سهير بالاحداث مباشرة ..ومن يرى ابتسامتها يظن انها فرحة لاجلها لا لاجل رحيلها ..فلو استطاعت ان ترقص في ظل تلك الاجواء لرقصت ..وتخيلوا انها هي التي قامت بتحضير واجب الضيافة... واحضرت فستانا جميلا لسهير واقنعتها بارتداء الالوان الزاهية ..يا لدهاء تلك المراة ..انها الغيرة في مشاركتها للمنزل هي التي دفعتها الى فعل ما فعلت ..وقالت لسهير :لقد صنعت لك القهوة وما عليك الا اخذها لخطيبك ..وعليك ان تكون رصينة وتتحدثي كالكبار حتى لا يقال انك طفلة مجنونة ..وتجعلي الرجل يهرب من تصرفاتك ..وان سالك سؤالا وعجزت عن الاجابة عليه .فالتزمي الصمت وتظاهري انك خجولة ..ففي الصمت تزيدين غموضا بالنسبة اليه ..وسيحاول التعرف اليك اكثر ..وستشغلين تفكيره .وبالتالي ستشغلين حيزا واسعا من قلبه ..

فقالت لها سهير :ما ادهاك يا زوجة اخي ..انا وانت نعلم لماذا تريدين مني الرحيل ..فلا تتظاهري انك خائفة علي ..لاني لن اصدق هذا ..

فضحكت رنا وقالت لها :المهم ان مصلحتنا مشتركة ..فهيا اذهبي ولا تضيعي الوقت فالمسكين في انتظارك على احر من الجمر..

ومشت سهير بخطوات متثاقلة ..لقد راته عدة. مرات وكان. احساسها عاديا ..حتى انها لم. تشعر بالخجل منه يوما ..ما بالها اليوم قد فقدت ثقتها بنفسها.. وتشعر بالدم يغلي في عروقها ..ما الذي تغير في الامر ..طرقت الباب بخجل ..فسمعت صوت رائف يقول :تفضل ..وسمعت ضحكة همام ..مما زاد من توترها ..ثم فتحت الباب ..وتلاقت عيناها بعيني همام ..
......
ترى كيف سيكون لقاءهما... وهل ستتم امورهما على خير ما يرام ام انه سيحدث بعض العراقيل ..هذا ما سنراه معا في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن