20

758 29 2
                                    

❤اريد روحا ❤..
الجزء العشرون ..

وقد استغربت سهير هذا التصرف اكثر مما احبته ..فقد شعرت باهميتها ..وان احدا ما يريدها ويسأل عنها ..ويريد التواصل معها ..فهي كانت تعامل الجيران بجفاء بناء على طلب همام ..ولم يتجرأ احدهم يوما ليزورها او يطلب منها ان تزوره ..فحدقت بها جيدا ..وتخيلت نفسها في منزل ثالث غير منزلها ومنزل رائف ..لا بد وان الأمر سيكون مسليا.. فبادلتها الابتسامة المتأخرة ..ثم قالت لها :ان شاء الله سازورك في القريب العاجل ..

فابتسمت جارتها وقالت :اسمي هدى.. وهذا رقمي ..دونيه في هاتفك ..واعطني رقمك ..

قالت سهير بارتباك :حسنا ..سادون رقم هاتفك ..وعندما اقرر زيارتك ساتصل بك ..

فاشارت اليها بالترحاب ..واكملت طريقها وهي تلحن كلماتها قائلة :انتظرك بفارغ الصبررررر يا حلوةةة !!!

فقالت سهير لنفسها: لا بد وانها سعيدة مع زوجها... وتتمتع بمساحة من الحرية ..ساسال همام ان كان يسمح لي بالذهاب الى منزلها ..فما الذي يريده مني وهو يحتل غرفته الخاصة ..

ولم تكمل كلامها مع نفسها حتى سمعت صوت ابنتها هيام تناديها :امي ..اين انت ???

فقالت سهير :انا هنا تعالي ..

فاقتربت هيام منها اكثر وقالت لها :لقد حضر ابي ..وسالني عنك ..

فذهبت سهير اليه... ووجدته متعب الملامح ..فقال لها :اصنعي لي كوبا من العصير ..فلقد تملكني الزكام ..واريد شيئا منعشا ..

وبدون اعتراض ذهبت الى المطبخ ..ونفذت تعليماته لتعود اليه وتجده مستلقيا على الكنبة وهو ينظر الى السقف ..فقالت له :تفضل !!!

وبدات تراقب تحركاته ..ولاحظ هو ذلك !!!وبعد انتهائه من شرب العصير ..قال لها: اجد كلاما عالقا بين شفتيك ..فاطلقيه !!

فرتبت ملامحها وقالت :منذ قليل كنت جالسة على الشرفة ..ورايت جارتنا الجديدة ..ودعتني الى زيارتها ..فهلا اذهب ..?!

ولاذ همام بالصمت للحظات ..ثم اطلق حكمه ..وهو ذاهب الى غرفته :لقد سمعت انها امراة رصينة ..فلابأس .يمكنك الذهاب ..طالما انا لست في المنزل ..

ثم ادار وجهه اليها بعينيه المتكسرتين ..وانفه الاحمر واستتلى :لست رجلا سيئا الى هذه الدرجة لاحرمك من ابسط حقوقك ..ولم امنعك سابقا من التعامل مع الجيران الا لانك كنتِ صغيرة ..وكنت اخشى ان يخدعوك بشيئ ما ..اما وقد اصبحت في هذه السن فلابأس ..لقد كبرنا يا زوجتي... واصبحنا عجوزين ونمتلك الحكمة ..

ولم تزعجها الكلمات الاخيرة ..بل هي بالفعل تشعر انها عجوزا ..واماتت كل المشاعر الجميلة في قلبها الا مشااااعر الامومة ..فما كان يصبرها هو وجود تلك النجمتين في منزلها ..سامي وهيام ..فقالت لهمام :شكرا لك ..!!!

وفي اليوم التالي ..ذهب كل شخص الى مكانه المخصص له.. فسامي وهيام ذهبا الى جامعتهما ..وهمام شعر انه قوي البنية ..ونشيط ..فقرر الذهاب الى العمل.. اما سهير... فقد اتصلت بهدى وذهبت الى منزلها ..وعند وصولها... طرقت الباب بخجل ..وسمعت صوت هدى من الداخل :تفضلي الباب مفتوح...

فدخلت سهير بخطوات مترددة... لتجد هدى في استقبالها بحفاوة ..فقد كانت يداها ملأى بالعجين ..وعندما لاحظت نظرات سهير المستغربة ..قالت لها :عندما علمت بقدومك ..قررت ان اصنع كعكة لذيذة ..تعالي واجلسي معي في المطبخ ..فانا وحدي في المنزل...

فهزت سهير راسها ..ولحقت بها.. ثم اطلقت سؤالا خجولا لم تعرف نفسها كيف فعلت ذلك :هل تحتاجين الى المساعدة ??

فقالت هدى وهي تنظر الى الغاز :ايعقل ان تساعديني في اول زيارة لك الى هنا ??!!

فابتسمت سهير وقالت :لابأس !!

فاشارت هدى الى الغاز وقالت :حضري القهوة ريثما انتهي من العجن !!

وبعد انهاء التحضيرات ..جلست الجارتان وبداتا تتناولان اطراف الحديث ..فقالت هدى :لقد حضرت الى هذا الحي منذ اسبوع انا وزوجي وابنتيّ ..وهما في مدرستهما الآن ..وزوجي في العمل ..ماذا عنك ??

فقالت سهير :ولديّ في الجامعة ..وزوجي في العمل ..

فحدقت هدى بها جيدا ثم قالت :لا بد وانك تزوجت في سن صغيرة حتى يكون ولداك في الجامعة ..

وهنا استعادت ذاكرة سهير الايام الماضية ..وكيف تم زفافها ..وكيف مر بها العمر بهذه السرعة ..وحاولت ان تحتفظ لنفسها باسرار منزلها ..ولا تعطي اي معلومات غير واضحة عنها ..لان هذه الزيارة الاولى ووجب الحذر من ذلك ..امضت وقتها وهي تشعر بالانس ..فهدى امراة ظريفة جدا ..ومجرد النظر اليها يجعلك تبتسم ..وهذا ما ينبئ عن زيارات متبادلة ..وبالفعل هذا ما قد حصل ..وبدا الانسجام واضحا بينهما ..ومرت عدة اشهر ..وشعرت سهير ان طارئا جميلا قد دغدع قلبها... ربما لان هدى انسانة مميزة ..وربما لان سهير ظروفها تتطلب ذلك ...وفي احدى المرات كانت سهير في منزل هدى ..ورن هاتفها ..وكان همام يطلب منها الحضور الى المنزل ..لانه عاد متعبا من عمله ..فوقفت مذعورة ..واستاذنت الذهاب من هدى.. ثم فتحت الباب بسرعة ..لترتطم باحدهم...

من هو هذا الشخص ???وهل سيدخل الى حياة سهير ??هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ..
ليلى مظلوم ..

اريد روحاً (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن