روح.

29 4 3
                                    

قلبِي هُنا..بهِ صغيرٌ يبكِ تائهًا عَن أمه ، ومُسن ألقاهُ بنوه بدار رعايَه ، وشابٌ بمُقتبل عُمرهِ فقَد بصرُه ، ويتيمٌ يستقبل عزاء والديهِ ويقف خلفهُ ثلاثة إخوه صِغار خائفون ، وحريق يلتهِم روحى ومعها سُوريا ، وسفيهٌ يحكُم ويأمُر ، وشيطانٌ تجسّد فِي عباءةٍ وعمّة وصار يُحلل القَتل ، وانا اقف في المُنتصف بينَ هذا الخرَاب لا أحد يسمع صوتِي الذي يهتف قائلًا سلامًا على روحٍ أنهكتها الحرب.

ضِيق..لا لَم تعُد أقصى ذكرياتِي السيّئه في صديقٌ غادرنِي ، ولا أُمى التِي صارَت والتُراب شيئًا واحدًا ، ولا انا بالمُجمل ، بل صارَ عقلِي يتطلع إلى العفو ، يتمنّى الخلاص ، لَم يعُد يبكِ عند ما تُچرح يدهُ ، لَم يعُد يأبَه لصديقٍ ولا حبيبٍ ولا قَريب بل صارَ يحمل نفسهُ مطوياً إلى حيثُ ينتمى ، حيثُ يُريد أن يكون ، حيثُ الحرب مِن حولهِ ، والتوحيد يعتلي سبابتهُ ، والدماء تخرُچ حُرّة من كامِل جسدهِ ، وهو مُبتسم مُستبشر بمن سبقوه ، راحلاً حيثُ لا عوده ، للأبد.

-أميره.

Babble.®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن