فاقِد الشئ يُعطيه.

57 6 0
                                    

-بِما تُفكرين؟
-لا شئ .
-كيف لا شئ ، لا يوجد إنسان لا يُفكر .
-انا أشعُر بالفراغ الداخلى ، وكأن مشاعري تسرّبت مِن عقلي ، وكأن عيناي لا تري سِوي الظلام.
-ما سبب شعورك ؟
-الثغره التي بروحى .
-كيف؟
-أشعُر بشئٍ ناقِص حولي ، وكأن عقلي ينوي توديعي وجسدي يُرحب بالفكره.
-لا أفهَم شئ!
-انا أشعُر بداخلي وكأن روحي تُغادرني ، وكأن جسدي فقدَ وزنه ، فأصبحت هائمه بالفراغ.
-وماذا تُسمّين دقات قلبك ، وتنفُسك المُستمر ؟!
-لن تفهَم أبداً ! ، انا اشعُر وكأنى تائهه في مكانٍ شاسع ، كُلما إقتربت مِن وِجهه وجدتها سراب .
-متي تشعُرين بالسعاده؟
-لا أشعُر بها.
-كيف؟
-كُلما إقتربت مِن إحدي لحظات السعاده ، تسرّبَت فجأه.
-إذن ماهو تعريفك للحياه ؟
-ممر.
-وضحي؟
-اعنى هي ليست إلّا طريق للجنّه أو النار.
-كيف تسلُكين طريقك بها؟
-كَـ عابِرة سبيل.
-كيف اصبحتِ الآن ؟ كيف تشعُرين؟
-اشعُر بثقبٍ في عقلي .
-يؤدي بتطايرها؟ أقصُد الأفكار..
-نعَم ، ولهذا أشعُر بالفراغ.
-أميره..
-ماذا؟..
-ماذا لو عانقتك الآن؟
-لتكتلت أنفاسي بداخل حلقي ، وتجمدت أوصالي.
-لماذا!
-لتوتري .
-اميره..
-نعَم؟..
-حدثيني عَن ألم القلب.
-حين تتوفي والدتك ستشعُر بهِ ، فغادر الآن سَريعاً وعانقها.
-لهذه الدرجه؟!
-وأكثر من ذلك! اتستهين بوحدتى ! اتستهين بعدم الأمان الذي أشعُر بهِ! انا أصبحت منعزله كثيراً ! اري الجميع يُعانِق والدته وانا لا ، اري قلق الأُم علي صغيرتها وانا لا أشعُر به ، اري بكائها وحزنها إذا بكت وحزنت صغيرتها ، وانا ليس لديّ ذلك ولا حتي جزءً منهُ ! اتستهين بأني إذا أذاني أحدُهم لَن تدافع أُمي عني! انا منذُ موتِها وانا ابكي كُل ليله ! اصبحت الهالات السوداء لا تُغادر عيناي ، اصبحت كُل آمالي الموت ، لألتقي بأُمي ! انت لا تشعُر بأنك أذيتني الآن .
اتعلم؟! انا أرغب وبشده أن التقي بأُم زَوجي المُستقبلي ، اتمني عناقِها ، وأن اخبرها كَم أفتقد هذا الشعور ، وأخبرها بأن تعوّضني بكُل الوقت الذي لَم اري بهِ أُمي ، اود تقبيل يداها ورأسها قبل خروجي ، وأن أُعانقها عِند عَودتي ، وأن افعل لها كُل ماتريده ، أود أن أكون إبنتها الجَديده ، اود ذلك حقاً !
اود إغلاق الثغره التي بعقلي ، اود عناقِها وبشده!

-اميره.. انا الآن آمنت بأن فاقِد الشئ يُعطيه ، وأننا لا نشعُر بالنعمه إلّا أن تُغادرنا ، انا اسف أميره..

-لا تعتذر لي ! إذهب وعانِق والدتك سريعاً ، وأَبلِّغها تحياتي وعانقها بدلاً مني .!

**

*قلبي آلمني كثيراً لدي كِتابتها !*.😞
-اُمي ! إشتقتُ إليكِ!

**
-أميره.🍁

Babble.®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن