بِكَ لا أشقىٰ.💙

21 2 0
                                    

لا تفصِل بينِي وبينَك المسافات ، لا حَد لي ولا حاجز ، أغلقتُ عليك عقلي ورفعتُ أسواره ، كلما يأس أحدنا ، أعادهُ الأخر بالدُعاء.
أدركتُ أن كل منّا يشعر بالأخر ، يحزن النِصف منّا لمُكمّله ، ويفرح إذا مسّ الأخر فرحًا ، تذهب عنه نصف أحزانه إذا رآه راضيًا مُتبَسّمًا ، أدركت معنى السكن قبل أي شئ ، أدركت أننا لم نُخلق ليعاني طرفٌ منّا بسبب الأخر ، بل لنهوّن ، نربُت ، ونضمّد ، نتقاسَم الحزن والفرَح والألم والبَهجة.
تنطفئ أحزان المرء كلما كان كاملًا ، ولا يكتمل إلا ما كان قريبًا من سكنُه.
وتهجُره أفراحه وَيشقَىٰ كُلمّا عادَت إليهِ وحدته ، ولا تعود إلا لمن فقد معنى السكَن.
كيف أفقد من كان مؤنسًا حتى في غيابُه ، أمّا لو أتى ، أتت الأفراح.
هل نجد في كل مَن نلقاهُ سكنٌ ونِصف؟ بل هي مرة واحدة إذا أدركتها ملكتَ شيئًا لا يوهب إلا لِذو حظٍ عظيم ، أصبح بيديك أمانًا ، ستارًا عن العالم ، وحائطًا لا يميل ، وصاحبًا ورفيقًا ، يُكَفِّت يديك إذا ضاعَت ، ويَكِفّ عينيك إذا سالت ، ويَكْفِ قلبك كُلما احتاج ، بهِ تكتفي وعنهُ لا تنكفِي.
أنتَ نِصفِي ومُنصفي ، بكَ لا أشقىٰ ولا يمسنِي حُزنٌ ولا نَصَبُ ، لا أمِّل عنك ، ولا أمَلٌ إلا فيك ، أنتَ حظّي العَظيِم وكُل ما أخذتُ من الدُنيا.
في الدُعاء لكَ راحةً لِنَفسي ، كالغائب الحاضِر مهما ابتعدت كنتَ معي.✨💙
"أميرة"

Babble.®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن