لَم أبحث عنكِ في غيرك.

61 4 2
                                    

لَم أفهم شعور الإفتقاد فيكِ يا أُمي ، أظُن أنني إعتدت ، أو أنك مازلتِ ولَم تُغادري.
كُل ما أشعر به عندمَا أتذكر هو إضطراب مشاعري ودقّات قَلبي.
لَم أبحث عنكِ في غيرك ، في عقلِي أنتِ وحدك.
لا أشعر بكلمة أُمي في سِواك ، كلما حاولتُ البحث عنك أجدني أقِف أمامي.
لرُبما أفتقد ما لا أفهمه ، لَم أشعر بذلك الأمان بوجودك لأني لَم أُدركه حينها ، لا أستطيع إستيعاب ما لَم أخُض ، هل هذا لأنك غادَرتِي مُبكرًا ، أم لأني تحولت إلى مُتبلّدة بلا مشاعر؟.
أفتقد دورك الذي لا اعرف ماذا يُضيف ، حتمًا لا أهزأ! لكنّي قسمًا لا أفهم حقيقة شعوري تجاهك ، لا أملك كثيرًا من الذكريات معك ، فقط بعض الصور المحفوظة لكِ في عقلي وأنتِ تتألمين ، لا أتذكرك إلا في لحظات بُكائك ، رُبما لأنني تأثرت حينها ، وأنا أقول لأُختي الكُبرى والتي أعتقدتها أمي "هل تلك الدموع تحرق وجهها؟!"
لَم أفهم إلا الآن أن تلك الدموع تحرِق قلبي أنا وليسَ وچهك.
تذكرت..ذلك اليَوم الذي جائوا بك وأنتِ مُغمضة العينين ، نائمة في سلام ، لا أفهم كيف ينام الناس وهم يبتسمون .
ارتاحت مُقلتيك من الدموع أخيرًا يا أُمي ، أليس هذا ماكُنتِ تتمنين؟!.
لا أفهم لماذا يبكون بينما أنتِ تبتسمين ، ألا يُحبون راحتك؟.
تذكرت..تلك اللحظة التِي بكيت فيها معهم لأني تحرّچت ألّا أبكي معهم ، تصنّعت البُكاء وأنا لا أفهم.
أمي تمنيت لو أصنع بعض الذكريات معك ، حتى أظل أتذكر ، ولكن أسفًا رحلتِي باكرًا ، تركتِ خلفك صغيرةٌ في تيه ، ضائعة لا تُضم ، كانَت فقَط لا تفهم ما حدَث ولو فهمَت لكانت لحقت بِك.
أترُكِ لي مكانًا بجوارك لعلنا نلتقِ يا أُمي.

-أميرة..

Babble.®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن