كانَ لِي رَئيس يَومًا..

24 2 2
                                    

إلى أبي الذي غَشِي التُراب وجهه ، وأحتواهُ ضيق اللحد كأنّهُ يُعانقهُ ، واسترخَى جسدهُ ، وصمتت ضوضَاء عقله.

إليكَ أكتُب اليَوم لعلّك ترى كلِماتِي ، وأبكِي لعلّك تسمع نحيبي وأنّاتي.
أقول يا أبي إن وجودَك لَم يكُن مألوفًا بيننَا ، ولكن غيابَك أيضًا وَحشِيّ ومُستنكَر ، لَم يَستوعِب عقلي بَعْدُ مَوتك ، ولا أعِي أصلًا ماذا تعنِي كَلِمَة مَوت!

الخسارة فادِحة ، والروح إليك تحن.
كلماتَك تدور بعقلِي ، تصنَع منهُ مكانًا يُشبهك.
انا يا أبِي أكاد أنهَار مِن فَرط الحُزن ، قلبِي يتمزّق ، وصوتِي هجَرَنِي ، وأنفاسِي تضيق كأنها تسعى إليك.

لا أُريد تصديق ذلك ، ولا أُريد التوهّم بوجودك! مُبعثرة ومُشتتة كثيرًا ، لا أُريد سِوى اللقاء ، اللقاء الذي لَم يكُن من نصيبي ف الدنيا.

أردتُ أن أُخبرك أن اللَّه أَحَبَّك ، فسخر لكَ ولدًا ليس مِن صُلبك أدري ولكنّي لا ترچف عيناي حتّى أدعوا لَك ، ولستُ صالحًا أعلَم لكنّي أتوسّل للّه حتّى يستجيب دعوَاتِي ، انا أُحاول قدر سِعَتي يا أبي.

أقول لكَ من هُنا أننا خسرنا رَجُلًا أعزّنا اللَّهُ بهِ ، عاملنَا كالقادَة وأننا جميعنا أُولي أدوَار ، جعلَنا رُعاة علَينا.
وأقول لكَ أيضًا أنّ المكان هُنا لا يُطاق ، الجميع مُساقون كالأذلّة ، أصبحوا رِعاع لا رُعاة ، لا أحتمِل والله لا.

اللَّه يحسن خاتِمَتي مثلَك ، ويلحقنِي بكَ ف القَريب العاچِل.
وأقُول، كانَ لِي رَئيس يَومًا..
-أميرة.🍀

Babble.®حيث تعيش القصص. اكتشف الآن