الفصل الرابع

15K 332 2
                                    




بااااااك
إستيقظت أثر شئ يتحرك يمينا ويسارا على عنقها.
رمشت بعينيها عدة مرات تحاول إستيعاب الموقف،والتعرف على المكان.
توترت اثر رؤيتها له يجلس بجوارها مبتسما،يعبث بتلك الوردة على عنقها.
"صباح الخير يا جميل.
قالها صارم وهو يلثم جبينها.
اعتدلت فى جلستها بخجل،عبثت ملامحها وهى تتذكر تشوهها،رفعت يدها تجذب شعرها لتخبئ خدها،لكن يده سبقتها،لتمنعها.
"ماتحوليش تدارى وشك،انتى مش مضطره.
"احم معلش سيبنى على راحتى.
"انا قولتلك قبل كدا، وهقولك تانى انتى عجبانى زى ماانتى.
"شكرا.
قالتها على إستحياء وهى تجذب يدها من يده.
"مش هتفطرى،انا حضرتك فطار ملوكى،بس يارب يعجبك.
قالها صارم وهو على وشك مغادرة الغرفة.
نهضت من الفراش بتكاسل،دلفت إلى المرحاض تحممت ووقفت أمام المرأه تنظر لوجهها الذى باتت تكرهه وتخاف منه،بدءت تحدث نفسها.
"إن كنت أنا خايفة من وشى،ازاى بيقول انى عجباه كدا،ازاى يقبل على نفسه يعيش مع وحده مشوهه،أصل مستحيل حبه ليا يوصله أنه يضحى التضحية الكبيره دى،دى مجرد شفقه.
أزاحت دموعها بكف يدها،وجذبت خصلات شعرها على عينها وخدها لتخفى بها الجزء الأيسر من وجهها.
وقفت تنظر لتلك المائدة،والأصناف الموضوعه عليها مكونه من مالذ وطاب.
أغمضت عيناها بقوة،اثر يده التى احاطت خصرها وباليد الأخرى جذب شعرها من على وجهها ليضعها خلف أذنيها.هامسا بالقرب من أذنيها.
"قولتلك ماتخبيش وشك عنى،ليه بتحرمينى من...
بترت عبارته وهى تدفعه بعيدا عنها بقوة،ولكنه يفوقها جسدا وقوه لم تؤثر دفعتها به.
"لو سمحت سيبنى على راحتى.
قالتها غرام بحده قليله وهى تجذب شعرها مره اخرى لتخفى خدها.
"طيب ماشى،إلى يريحك،ممكن تقعدى و تقوليلى رأيك فى أكلى بئا.
جلست على يمينه بينما ترأس هو المائدة،بدءت فى تناول الطعام،وتعجبت من قدرتة على طهى الطعام بهذه المهارة.
" عجبك الأكل.
"تسلم إيدك.
قالتها وهى على وشك مغادرة المائدة.
"ايه دا انتى لحقتى تخلصى أكل.
"الحمدالله شبعت.
"لا انتى بتهزرى،انتى ضعيفة اووى ولازم تتقوى.
"لا انا كويسه.
"ماشى يا غرام على راحتك.
قالها صارم بشئ من الحزن على حالتها وحديثها الجاف معه.
قطع حديثهم صوت طرق على الباب.
كادت غرام تذهب لفتح الباب ولكن يد صارم جذبتها لتوقفها
"انتى رايحه فين يامدام.
"ها روح أفتح الباب.
"ليه إنشاء الله مش شايفه راجل قدامك.
قالها صارم وهو يدفعها بخفه إلى داخل الغرفه،بينما توجه هو لفتح الباب.
هتف بسعادة مرحبا بوالدة غرام ووالدها.
"أهلا اتفضلو نورتونا.
"دا نورك ياحبيبى،معلش جايين بدرى ومن غير ماناخد ميعاد.
قالتها والدة غرام بحرج ليقطع حديثها صارم.
"ايه إلى حضرتك بتقوليه دا،دابيت بنتكم تيجو فى اى وقت.
"دا العشم يابنى.
قالها والد غرام وهو يربت على كتفه.
"بعد اذنكو هاروح انادى غرام.
غادرهم متجها إلى الغرفه حيث غرام.
دلف إلى الغرفه وجدها متسطحه تنظر إلى السقف بشرود.
جلس بجوارها ملتصقا بها يتفرس معالم وجهها عن قرب فربما لن تسنح له الفرصه مره اخرى وهى مستيقظه فهى دائما ما تتحاشاه.
وهاهو الآن يجلس بجوارها وهى فى عالم آخر.
اقترب أكثر منها هامسا بالقرب من أذنيها.
"يارب أكون انا إلى بتفكرى فيه.
إنتفضت من مكانها واضعه يدها على قلبها بخضه.
"أنت دخلت هنا امتى.
قالتها غرام بتلعثم.
"من بدرى بس الجميل كان مشغول عنى.
"هاا لا مكنتش مشغوله.
"امممم ماشى.
"مين كان بيخبط.
"والدك ووالدتك.
لم تخفى عن عينه تلك العبره التى اكتسحت عينيها،يعلم جيدا سببها،ولكن هذا ليس وقت للعتاب. خرج هو وهى خلفه تنظر إلى الأرض بتوتر وحزن اكتسح وجهها.
إقتربت منها والدتها تحتضنها وتبارك لها ثم والدها.استأذنت لتحضر لهم الضيافة بينما هو جلس يتحدث معهم عن أمور شتى.
دلفت بصينية الضيافة وضعتها امامهم،ثم جلست بجواره محافظة على مسافه بينهم،شعر صارم بذلك ولكن لم يعقب ولم يعلق.
"عامله ايه ياحبيبتى مع جوزك.
قالتها والدتها بأمل.
"الحمدالله.
"ربنا يسعدكم ياحبيبتى،ويبعد عنكم ولاد الحرام.
قالتها والدتها بصوت مبحوح.
"إنشاء الله هتروحو تعيشو مع أهلك امتى ياصارم.
قالها والد غرام بمغزه.
"لا احنا هنقعد هنا عالطول.
"ليه ياابنى هتبعد عن أهلك ليه.
"عادى احنا كدا مرتاحين.
"إلى يريحكم اعملوه،وربنا يسعدكم.
شعرت بغصه فى حلقها،لماذا لا يريد ان يسكنو فى بيت اهله أيكون محرج من كون زوجته مشوهه وهو الوسيم،اذا لماذا تزوجها.كل هذه الأفكار دارت فى عقلها،ولكن هذا ليس وقت فضولها.
"ممكن تيجى معايا شويه ياغرام،تفرجيني على شقتك.
قالتها والدة غرام بمغزى.
دلفت غرام مع والدتها إلى غرفه نومها،وهى على يقين انها تريد منها شئ.
"اقعدى يا غرام.
جلست غرام أمامها،منتظره أن تبدء والدتها اسئلتها.
"عملتى ايه يابنتى.
"يعنى ايه عملت ايه.
قالتها غرام كتهريب من سؤال والدتها.
"انتى عارفه كويس انا قصدى ايه بلاش.
"إلى كنت عيزاه حصل،عايزه منى تانى ايه.
قالتها غرام بإنفعال.
"وطى صوتك جوزك يسمعنا.
"سكت خالص.
"يابنتى ياحبيبتى،انا خايفه عليكى،كان لازم نعمل كدا،الفضايح والناس.
"الناس،كل همكم الناس،أما انا اتحرق اولع صح.
"لا طبعا بعيد الشر عنك،انا مش هقولك غير انك لما تبقى ام هتعرفى انا عملت كدا ليه.
"مش عايزة ابقا ام،ولا هتجبرونى على دى كمان.
"ياساتر يارب،انتى اتجننتى عايزه تحرمى جوزك من انه يبئا أب.
"لو سمحتى كفايه تدخل فى حياتى بئا.
"طيب يا غرام مش هدخل فى حياتك،بس عايزه اقولك نصيحه،خدى إلى بيحبك ولا تخديش إلى انتى بتحبيه،الراجل شاريكى حبك وانتى مشوهه مش وانتى جميله الجميلات،حطى كلامى حلقه فى ودنك.
خرجت أمل تاركه غرام مصدومة من حديثها،مشدوهه من قسوتها معها،باكية من نعتها لها بالمشوهه.

واتيني....بقلم براء السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن