واتيني....بقلم براء السيد

إختيار وقرار

الفصل السابع والعشرون 

دائما ماتضعنا الحياة بين كفتين،كفه الصواب وكفه الخطأ،والإختيار فيما بينهم ليس بالصعب القاتل،ولكن الأصعب هو عندما ترى الصواب خطأ والخطأ صواب،عندما يريد القلب شئ ويريد العقل نقيضه.عندما تشعر أن داخلك زحام وصراع،وأنت مجرد ريشه تتطاير مع إتجاه الرياح المحمله بغبار الماضى الأثير والمستقبل المجهول،ولكن التساؤل هنا أين ستحط الرياح بالريشه....

هبطت غرام درجات السلم،وقلبها لم يكف عن النبض سريعا وكأنه فى تسابق مع عقارب الساعه،أمازال قلبها قالقا على صارم أم أن هناك شئ آخر تنبأ به قلبها...

دلفت إلى غرفه الصالون حيث الضيفه التى وقفت مرحبه بها،قائله.
"إزيك يامدام غرام.
أجابت غرام قائله بتعجب
"الحمدالله بخير،أنا بشبه عليكى إحنا إتقابلنا قبل كدا.
إبتسمت لها الضيفه قائله ببشاشه لم تخفى حزن عيونها..
"أنا ماهيتاب زوجه أمير،احنا اتقابلنا قبل كدا فى المعهد و..
قاطعتها غرام قائله بتلعثم.
"ها اه افتكرتك.
"احم،انا عارفه انك بتتسائلى انا ايه إلى جابنى هنا عندك.
"الصراحه ايوا،بس انتى تشرفى فى اى وقت.
"شكرا على ذوقك.
إبتلعت ماهيتاب ريقها"متناوله بعض الرشفات من كأس الماء الموضوع أمامها،ولكن وجه غرام لم يشجعها على إستكمال حديثها،فوجهها يذداد شحوبا...
أردفت قائله بتوتر.
"أنا جايه أتكلم معاكى فى موضوع بخصوص أمير.
انكمشت ملامح غرام رهبه وضيق قائله.
"وتكلمينى انا ليه بخصوص أمير،احنا إلى كان مابينا انتهى من زمان وانا دلؤقتى ست متجوزه و...
قاطعته ماهيتاب قائله.
"أنا عارفه كل دا،وعارفه إن أمير إتخلى عنك،وسابك بسبب تشوهك،مع اعتذارى لو جرحتك بالكلمة.
أجابت غرام قائله بمراره.
"لا عادى،كملى.
"أمير ياغرام لسه بيحبك.
نهضت غرام كمن صب فوقها ماء مغلى أحترق على أثره قلبها قبل جسدها.
"ممكن تقعدى ياغرام وتخلينى اكملك.
انفعلت غرام مردفه
"تكملى ايه انتى أكيد اتجننتى جايه تقوليلى جوزى لسه بيحبك،ايه البجاحه دى انتى مش بيتغيرى مش..
قاطعته ماهيتاب قائله بمراره وحزن.
"أنا مش جايه اتكلم عليا انا جايه اتكلم عليكى انتى وأمير.
صرخت بها غرام قائله
"ماتربطيش اسمى بإسمه.
"لوسمحتى انتى لازم تعرفى الحقيقه،وبعد كدا القرار يرجعلك.
"قرار انا مش فاهمه منك حاجه حاجه.
تنهدت ماهيتاب قائله بحزن.
"أمير بيحبك ولسه بيحبك،أمير كان فعلا هيتجوزك حتى بعد ماعملتى الحادثه وإتشوهتى كان مصر على انه يتجوزك على الرغم من إعتراض والدته على الجوازه دى...إستكملت حديثها بعدما نظرت لغرام المتعجبه الغير مدركه لشئ."قبل الفرح بيومين أمير حس بتعب جامد فى دماغه ووجع رهيب،والوجع كان بيتذايد، راح المستشفى وطلبو منه فحوصات وتحاليل وإشاعات،عملهم واستشار الدكتور،بس للأسف الدكتور بلغه إن عنده سرطان فى الدماغ وممكن يموت فى أى وقت عشان المرحله إتأخرت،ولازم يتعالج بالكماوى،ولكن النتيجه دى بتاعت ربنا...
شهقت غرام باكيه بصدمه مما تسمع.
إستكملت ماهيتاب قائله."أمير حس انه هيظلمك معاه لو إتجوزك بس قلبه أجبره إنه يتجوزك ويعيش معاكى الأيام الباقيه من عمره،فعلا راح الفرح وكان مستعد يتجوزك بس حس بتأنيب الضمير،وقلبه وجعه عليكى،ووقتها إنتهز فرصه القايمه وإصرار والدك وحاول يكون وقح وغليظ معاكم عشان والدك يرفضه بس للأسف والدك رضخ للأمر الواقع خوفا عليكى وخاب أماله،بس إتجددت آماله لما انتى إلى رفضتيه وطردتيه من بيتكم...أمير مر بفترة عصيبه كان بيموت من الوجع،مش بس وجع دماغه وجسمه كمان وجع قلبه وخصوصا لما عرف إنك إتجوزتى،وإنك بقيتى عايشه حياتك عادى...وقتها إتجوزنى وعلى فكره أنا ابقا بنت خاله أمير،إتجوزنى وكأنه بيعاقبك أو بيعاقب نفسه مش عارفه،بس كل الى أعرفه إنه عمره ماحبنى على الرغم إنى من صغرى بحبه بس للأسف عمره ماحس بيا ولا عبرنى،كنت بالنسبه ليه أخت وبس،تعرفى ياغرام أمير لحد دلؤقتى مالمسنيش،عشان لسه بيعتبرنى اخته،وعشان مازال بيحبك،المهم أمير اكتشف من حوالى شهر إن التقاريق بتاعته إتبدلت مع مريض سرطان تانى،يعنى مريض السرطان التانى هو إلى حالته متأخره،بينما حاله أمير لسه فى البدايه يعنى ممكن يتعالج وبذات مع تطور العلاج حديثا،أمير من يومين عمل أخر فحص وعرف إنه خف خلاص وإنه إتعالج تماما من السرطان،وباعتنى عشان أبلغك ترجعيله عشان هو لسه بيحبك،انا همشى دلؤقتى ودا رقمى ياريت تتصلى عليا وتبلغينى قرارك وياريت تفكرى كويس اووى...
نهضت غرام متحامله على نفسها فعقلها غاب عن الوعى،وقلبها مازال فى حيز التوهان،أردفت قائله...
"لما انتى بتحبيه ليه ماعترفتيش ليه..
إبتسمت ماهيتاب بحزن قائله.
"الحب بذات مشاعره مكشوفه،إلى بيحب لمعه عينه ليها بريق خاص بتتوهج بس قدام إلى بتحبه.
"وهو..
"هو بيحبك انتى أما انا بالنسباله مجرد أخت ومش أكتر.
غادرت ماهيتاب قبل أن تخونها عبراتها وتتساقط واضعتها فى موقف محرج...