الفصل الثانى والعشرون

11.7K 254 3
                                    


هبط سريعا بعدما إرتدا ثيابه إستعدادا للذهاب إلى المستشفى ليكون بجوار صديقه الذى شعر بضعفه وعدم قدرته على التحمل،تاركا خلفه غرام تغط فى نوما عميق ويعلم كامل العلم عندما تفيق وتعرف ماحدث سينال منها التوبيخ والتأنيب لعدم إخبارها........
إستوقفه صوت إحداهما يلفظ بإسمه إستدار لينظر للمنادى ولم يكن سوى والدته.
"ايه ياحبيبى فى حاجه،مستعجل على فين كدا...
"ميرال مرات يامن بتسقط فى المستشفى وانا لازم أكون جنبه.
"ياحبيبتى يابنتى ربنايحميها ويعوضهم،ويرزقك بالذرية الصالحة ياحبيبى.
"اللهم أمين.
"طيب ياحبيبى روح ربنا يسهلك طريقك.
"بلاش غرام تعرف لما اجى ابقا اقوله انا.
"حاضر ياحبيبى.
إستقل سيارته وتوجه إلى المستشفى...
------------------------------

ظل يحوم ويتجول أمام غرفه العمليات إيابا وذهابا،يريد قلبه أن يخترق هذا الباب الحاجبه عن رؤيه حبيبته والإطمئنان عليها،تريد روحه أن تدلف لتحتضنها أو تمتص شحوبها من وجهها وتقبلها....

إعتادا وجودها فى حياته ويأبى قلبه فراقها،إعتاد على صوتها ولحنه العذب يروى به حلقه،لا يريد تلك الحياة البائسة لو كانت بدونها،فالموت أهون عليه من أن يرى دمعتها....

يؤلمه كثيرا أنها ستفيق وستعلم أنها خسرت جزء منها،طفلا ترعرع فى أحشائها وكانت تشعر بكل حركه طفيفه تحدث منها،يؤلمه كثيرا عندما تفيق وتسأل عنه،كيف سيستطيع أن يخبرها؟أن الطفل الذى كانت تنتظره بفارغ الصبر وكانت تخطط لمستقبله لم يعد موجود.....

لن ينسى كيف أبلغته بخبر حملها؟ وكيف كانت تيقظه ليلا وتصرخ به أن يفتح عينه وتجذب يده لتضعها على بطنها ليتحسس حركه الطفل؟......

ذكريات عديدة ستتذكرها وتشتاق إليها،إذا كان هو سيمثل القوه أمامها ويتصنع أنه ليس حزين،كيف ستستطيع هى إخفاء مشاعرها إن كانت أضعف من ريشه هشه تحركها الرياح حيث وجهتها.....

ضرب بقبضة يده على قلبه تباعا محدثا نفسه،أنت على قيد الحياة لأنها فى حياتك،إن تركت حياتك فأهجر جسدى واتركه جثه هامده ليكن معها فى محياها ومماتها......

شعر بيد توضع على كتفه إستدار لينظر من؟وماكان منه سوى أن يرتمى فى أحضان صديقه باكيا حزينا...
"مراتى بتروح منى ياصارم....وأبنى مات.
ربت صارم على ظهر صديقه قائلا بحنان.
"اهدى يايامن وخليك قوى،إنشاء الله هتقوم بالسلامه وربنا هيعوضك.
"خايف عليها خايف تروح منى زى ماابنى راح.
"استهدى بالله وادعيلها وبلاش التشائم دا.
"يارب ياصارم يارب أنا مش حابب حياتى من غيرها،حياتى من غيرها أرض بور مش هستحمل أعيش وهى بعيده عنى.....
شفق صارم على حال صديقه الضعيف الباكى كمن فقد أمه وأضل طريقه.
أبعده صارم بخفه عنه قائلا بمرح محاوله منه فى التخفيف عنه،مشارا إلى صدره.
"أبعد يا عم كدا،المكان دا أملاك خاصه مش بتاعك بتاع حد تانى...
إبتسم يامن إبتسامه خفيفه مردفا.
"ربنا يخليكم لبعض.
أمن صارم على دعاء صديقه ليقطع حديثهم قدوم ثالثهم قائلا بصدمه.
"صارم ويامن! انتم بتعملو ايه فى المستشفى.
نظرا لهو كلا من صارم ونائل بتعجب ليردف صارم قائلا.
"ميرال بتسقط وفى غرفه العمليات.بس انتا عرفت منين أننا هنا.
إقترب نائل محتضنا يامن قائلا بحزن.
"لا ألف سلامه عليها،ربنا يقومها بالسلامه،ويعوض عليك.
"اللهم أمين.
رددوها ثلاثتهم مأممين.
ليردف صارم قائلا.
"ماقولتليش جيت هنا ازاى.
إبتسم له نائل قائلا بحزن وتهكم.
"مش وقته...بعدين نتكلم.
ضيق صارم بين حاجبيه من غموض صديقه ناظرا ليامن بعدم فهم ليقابله الآخر بنفس النظرات.....

واتيني....بقلم براء السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن