الفصل الخامس عشر

12.1K 280 1
                                    


"إستأصلو ليكى الرحم،يعنى مش هتقدرى تخلفى تانى....
وقعت جملته عليها كالدلو به ثلج ألقوه على جمر.
نظر لها بعدما ألقى جملته عليها يحاول تفرس معالم وجهها الخاليه من أى مشاعر...
"يعني انا مش هابئا أم.
مسح أنفه بكفه قائلا بعبره.
"عشان خاطرى خليكى قويه،دا نصيبنا ولازم نرضى بيه.
"بس انا عايزه ابئا ام عايزه اشيل ابنى فى حضنى واضمه على صدرى واسهر بيه وألعب معاه،انا عايزه ألبسه واوديه المدرسة واكبره واجوزه..
"ياريت بإيدى اعمل حاجه بس دا نصيبنا.
نهضت من الفراش بغضب نازعه تلك الإبره المحقونه فى وريدها دافعتها بعيدا لتتناثر دمائها على الملئاه البيضاء الموضوعه على الفراش،صارخه بقوه.
"أنا عايزه ابنى،انا عايزه أكون أم،ليه ياربى حرمتنى من نعمه الخلفه،انا بقيت عقيمه....
أسرع إليها جاذبهاإلى احضانه لتخرج كل ما فى قلبها باكيه على صدره وباكيا هو على بكائها....
--------------------------------------
فى نفس المستشفى
فى غرفه الطبيب الذى أجرى العمليه لمزن.
جلس أمامه ذلك الرجل ذات الهيبه والوقار ينفث سيجارته،بينما الطبيب بدء فى عد تلك الأموال الذى أمامه بسعادة وطمع جالى...
"الفلوس كامله.
"ايوا ياباشا كامله ربنا يكتر من امثالك.
نهض الرجل من مكانه مستديرا حول المكتب واقفا أمام الطبيب منحيا عليه قليلا قائلا بتحذير.
"لو اسمع إن فى حد عرف الإتفاق إلى دار مابينا،ولا حد عرف انا مين هدفنك مكانك ومحدش هيعرفلك سكه..
تنحنح الطبيب برهبه قائلا.
"طبعا طبعا إلى حصل مابينا مافيش حد هيعرفه غيرى انا وانتا...
"شاطر يا دكتور بتفهم.
"طبعا ياباشا انا أعجبك،وأنا فى الخدمه فى اى حاجه انتا تطلبها تبيع أعضاء تشترى أعضاء انا فى الخدمه.
إبتسم الرجل بتهكم وسخريه قائلا.
"والله انت خساره لأمثالك أنهم يكونو أطباء وتحت اديهم ارواح الناس يلعبو بيها.
تنحنح الطبيب بتوتر قائلا.
"أنا نفذت إلى طلبته،بس يعنى انا كنت عايز اسأل سؤال ياباشا لو مش هتقل عليك،افرض المدام إلى اوهمناها إن هى بقت عقيمه حملت.
إبتسم الرجل بمكر قائلا بخبث.
"وهو دا المطلوب.
ضيق الطبيب بين حاجبيه قائلا.
"أنا مش فاهم حاجه.
"مش لازم تفهم كل حاجه.
قال الرجل جملته الأخيره وهو مغادرا غرفه الطبيب.
نظر الطبيب للمره الألف للمال أمامه وبدء للمره المليون فى عدهم متناسيا ذلك القسم الذى اقسمه وذلك العهد الذى تعاهد به أن يتقى الله فى مهنته وأن يكون حامى لأرواح الناس وليس سلبها،نسى أن الله يراه وأن الله لايغفل عليه كل مايحدث،فهو علام الغيوب.....


غادر ذلك الرجل المستشفى.
فتح له السائق الباب الخلفى ودار حول السياره ليستقلها مغادرا....
نظر من نافذه السيارة شاردا متذكرا ماحدث معه أمس حين كان فى زيارة شخصا ما فى المستشفى ورأي بالصدفه نائل أمام غرفه العمليات..
نادى الممرضة ليتسفسر منها عن مايحدث.
"لو سمحتى هو الأستاذ إلى هناك دا بيعمل ايه هنا.
"مراته سقطت.
"سقطت!
شرد قليلا ثم وضع يده فى جيب بنطلونه وأخرج حزمه من المال وأعطاها لها لينفغر فاهها بسعاده وطمع.
"ربنا يخليك يا باشا.
"تؤتؤتؤ الفلوس دى فى مقابل خدمه هتعمليهالى.
"خدمه ايه!
"الدكتور إلى بيعمل العمليه للمدام إلى جوا دى،اقابله دلؤقتى حالا.
"بس دا صعب اووى.
"بس مش مستحيل،القرار يرجعلك.
نظرت الممرضه للمال بطمع وتلذذ ثم أمائت برأسها بالموافقه وذهبت تستدعى الطبيب.
وما هى سوى دقائق وجائت الممرضة ومعها الطبيب.
"أقدر أخدم حضرتك ازاى.
قالها الطبيب برسميه.
"المدام إلى جوا.
"مالها!
"عايز اعرف حالتها.
"هى سقطت،بس صحتها كويسه دلؤقتى واحنا بلغنا جوزها...
"طيب يا دكتور عايزك فى خدمه وبالمقابل إلى تطلبه.
"مش فاهم تقصد إيه!
"أنا عايزك تبلغ زوج المريضه أنكم هتستأصلو ليها الرحم لأسباب مرضيه وطارئه.
"نعم حضرتك بتقول ايه دى جريمه انا ممكن أتوقف عن العمل بسببها.
"كلو بحسابو.
تنحنح الطبيب قائلا بمغزى.
" مليون جنيه وكدا نتفق..
إبتسم الرجل بسخرية قائلا.
"تمام بكره الفلوس هتكون عندك..
"اتفقنا يا..هو حضرتك اسمك ايه.
"فهد...اسمى فهد الهوارى.
----------------------------------

واتيني....بقلم براء السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن