(قبضة قلب)

10.7K 258 1
                                    

الفصل السادس والعشرون 


حذرنى قلبى،ونبهتنى جوارحى...
اهتز كيانى،وانكمشت ملامحى...
أريدك بخير،أريدك بجانبى...

إستيقظت من النوم،رمشت بعيناها عدة مرات قبل أن تفتحها وتوضح لها الرؤيه...
وجدت يده أسفل رأسها واليد الأخرى تحيط خصرها،إعتادت على هذه الوضعيه فى الفترة الأخيرة خاصه بعد وفاة والدتها،كانت تبكى طوال الليل ليجذبها إلى أحضانه،يتحمل صدره عبئ هزيانها،ويتكفل قميصه بإبتلاع عبراتها،بينما يده تتكفل بالربت على ظهرها والملس على خصلات شعرها حتى تغفو وتستيقظ بين أضلعه،تعلم جيدا أن هذه الوضعيه تروق له،بل وأخبركم سرا بدءت تروق لها ولكن ربما لتشبع بها الحنان والأمان اللاتى إفتقدتهم فى الأونه الأخيره بعد وفاة أهلها.....
نظرت لملامحه الرجوليه التى تضج صخب،تحزم أنها المره الأولى لها التى تتفرسه فيها عن قرب،دائما ماكانت تتحاشى النظر له،ظنا منها أنها ستقيد وتقع أثيره لعيناه....
رفعت يدها من على صدره تتحسس ملامحه برهبه...
أخذت يدها مجراها على عيناه إنها غريبه شيئا ما حين إنغلاقها توحى للناظر أنها عين لطفل برئ بينما حين فتحها تجد عيون صقر تضخ غموض...
إنتقلت يداها إلى أنفه الناعمة ليست بالصغيره ولا بالكبيره إنها تليق عليه،مالت بيداها على لحيته النابته حديثا والتى تعطيه شكلا جذابا،هبطت يدها أخرا إلى شفتاه تتحسسها بأطراف أصابعها،شعرت بقشعريره تسرى فى جسدها أثر شعورها بشفتاه تتحرك على يدها،تطبع عليها قبله رقيقه هامسا بعدما ضغط على يداها قبل أن تزيحها خجلا...
"صباح الخير.
تلعثمت فى الحديث قائله.
"ص ب صباح النور.
إقترب بوجهه مداعبا أنفها بأنفه قائلا.
"على فكره إلى بتعمليه وأنا نايم ممكن تعمليه وأنا صاحى.
شعرت بوجهها يشتعل خجلا،لتردف قائله بغيظ.
" انتا كنت صاحى وبتمثل إنك نايم.
"اه أصل الصراحه كنت منتظر المزيد.
ضيقت بين حاجبيها وزمت شفتاها بغيظ قائله.
"مزيد،بجد انتا وقح.
إبتسم غامزا لها بطرف عينيه.
حاولت التملص من بين يديه ليحكم قبضته عليها قائلا.
"هتفضلى تهربى منى لحد امتى،ياعالم مش ممكن دى تكون أخر مره تنامى فيها فى حضنى...

لا تعلم لماذا إنقبض قلبها فجأه،أحياته أصبحت تهمها،أم انها لم تعد تطيق اليتم،والشعور بالفراق،ومرارة الفقدان....

نظر لعيونها التائهه،نظراتها باتت باهته وكأن قلبها يحذرها.....
لم تعرف كيف تشبتت به سريعا ملتصقه بصدره تستنشق عبيره،تعجب هو من حركتها المفاجئه،وفعلتها العفوية....
ضمها إلى صدره ظنا منه أنها تذكرت والديها فتكورت فى أحضانه تستكمل بكائها....
إبتعدت عنه بعد قليل ناظره له نظرات لم يعى معناها أهى خوف أم حزن أم شئ آخر يجهله...
نهض هو الأخر مبدلا ثيابه متجها إلى مقر شركته....
------------------------------------------------

وقفت فى المطبخ تعد الطعام مع تلك الخادمه التى تستدير كل ثانيه تنظر لها وكأنها تبحث فى وجهها عن شئ...
أردفت ميرال قائله بغيظ.
"فى ايه يابت انتى،انتى بتبصيلى كدا ليه!
"عادى يامدام مافيش حاجه.
"طيب بصى قدامك.
"حاضر يامدام.
غادرت ميرال المطبخ لتيقظ سام ويامن لكى يتناولو وجبه الإفطار،بينما إنتهزت الخادمه الفرصه لتضع فى كوب عصير ميرال ماتضعه لها كل يوم من كميات قليله من المخدرات،والتى بدءت أعراضه تظهر عليها فى الفترة الأخيرة مما جعل يامن يذذاد شكه فى ميرال....

واتيني....بقلم براء السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن