الفصل الخامس

13.8K 345 2
                                    



إرتدت ذلك الفستان الذى لم يتناسب لونه مع تلك المناسبة،مشطت شعرها جاذبه نصفه كعادتها فى الأونه الأخيرة على نصف وجهها،لم تضع مساحيق التجميل،ولا عطرها المميز،فمهما فعلت فهى أصبحت ترى كل شي أمامها مضبب،دخان باللون الأسود.

"ايه الجمال دا يا روما.
قالتها مرام بسعاده.
"جمال هههههه.
قالتها غرام بسخرية.
"والله جميله ياروما خليكى واثقه فى نفسك.
قالتها مزن بصدق.
"اه إنشاء الله.
قالتها غرام بضيق.
دلفت والدة غرام باكية بسعادة وهى تحتضن إبنتها.
"ألف مبروك ياحبببتى.
"الله يبارك فيكى ياماما.
"ربنا يسعدك ياحبيبتى،يلا استعجلى العريس على وصول.
"حاضر ياماما انا خلصت اصلا.
"ميرااال.
قطع حديثهم صوت ذلك الطفل يلفظ بإسم ميرال.
"سام!
قالتها ميرال بتعجب من وجود سام.
"عمك رضوان عزم الراجل إلى إتبرع بالدم لغرام وعزم صحابه كمان.
قالتها والدة غرام مجيبه عن تساؤلتهم وفضولهم.

سمعو صوت الترحاب والتهليل،خرجو الجميع تاركين غرام.
توجهت أمل مرحبه بوالدة أمير.
"أهلا بيكى،منورة ياام أمير.
"هاا اه دا نورك.
قالتها والدة أمير بحنق.
"اومال فين ضيوفكم،مش شايفه غير انتى وأمير بس إلى جايين.
"واحنا مش ماليين عينك،وبعدين أبو أمير مسافر،وأنا مقدرش اعزم قرايبى عيزاهم يعايبو على بنتك المشوهه،وحياتك لو ابنى مكنش متمسك بيها كنت فضيتها دى جوازه جايه علينا بخسارة.

كادت والدة غرام ترد على سخطها واهانتها الصريحه،ولكن مزن جذبتها قاطعه حديثها.
"معلش ياطنط سيبك منها،وخلى اليوم دا يعدى،ومش مهم الست دى وكلامها،المهم أمير وغرام بيحبو بعض يبئا نستحمل عشانهم.
"طيب يامزن لما اشوف اخريتها،انا اصلا مش مرتاحة،وقلبى مقبوض.

جلس المأذون على يمينه أمير وعلى يساره رضوان.
بدء المأذون فى الإجرأت المعهودة.
وقف أمير حاملا فى يده تلك الورقه التى اعطاها له المأذون لكى يمضى عليها.
"ايه دا ياعمى،احنا متفقناش على كدا.
قالها أمير بصوت مرتفع قليلا.
"ورقه ايه دى ياامير.
قالتها والدة أمير بفضول.
"دى ورقه مكتوب فيها الئايمه ومقدم ومؤخر.
"ليه يعنى كل دا.
قالتها والدة أمير بغضب.
"دى الإصول ياامير،فهم والدتك كدا،دا حق بنتى،وأنا مطلبتش حاجه ذيادة.
"قالها رضوان بهدوء.
"لا دا كتير اومال لو ماكنتش بنتك معيوبه.
"ايه الكلام الفارغ دا،ماتشوف والدتك بتقول ايه ياامير.
قالها رضوان بغضب.
"وأبنى هيقول ايه يعنى هتضحكو عليه بكلمتين عشان غلبان.
"ثوانى ياامى خلينى اتكلم ونتفاهم.
"تتكلم تقول ايه كاتبين مؤخر بالشئ الفولانى،دا مفروض احنا إلى ناخد فلوس منهم،عشان تتجوز بنتهم المشوهه.
"انتى اتجننتى ياوليه انتى،عماله تقولى كلام سم واحنا ساكتين،ماتتكلمى بأسلوب كويس.
قالتها ميرال بإندفاع.
"سبنالك الأدب ياست الأستاذة،يلا ياامير نمشى احنا اتهانا فى البيت دا بما فيه اللزوم.
"شيفانه ماسكين فيكى،مع ألف سلامه.
قالتها مزن هى الأخرى بغضب.
"بس يابنات خلونا نتفاهم.
قالها رضوان بحذم وغضب.
"إلى عندنا قلناه،عاجبكم يبئا كان بها،مش عاجبكم ابنى مية وحده تتمناه.
قالتها والدة أمير بتعالى.
"ماشى ياامير أمرنا لله.
قالها والد غرام بعجز وحزن.
"أنت مش مضطر يابابا،تنزل رأسك قدام حد ولا تتزلل لحد.
سلط الجميع أنظاره على تلك الواقفه تتحدث بشموخ وكبرياء.
خطت عدة خطوات لتقف فى وجه أمير،وبكل شموخ وقوة ألقت جملتها عليه.
"الجمال بيزول...الأخلاق هى إلى بتدوم....الإنسان بيكبر وجماله بيفنا...بس أخلاقه واحترامه واصله هو إلى بيبئا....المظهر إلى انتا وأمك متمسكين بيه...مش هو إلى هيسندك لو وقعت....ومش هو الى هيقف جنبك فى وقت ضيق....انا مايشرفنيش أكون مراة واحد واخدنى عشان جمالى ولما جمالى يزول يدينى استمارة سته...
قالت جملتها وهى تلقى دبلته فى وجهه.
بينما هو ووالدته وقفو مشدوهين كمن صب فوقهم دلو ماء بارد.
"ابئى افرحى بجمال ابنك،وجوزيه وحده جميلة،أصل جمالها هيفيدك بحاجه.
قالتها مزن ببكاء على حال صديقتها.
"والنبى ابقى بصى لنفسك فى المرايه،وابقى خللى حبيب أمه جنبك.
قالتها ميرال الأخرى بعبره.
غادر أمير مع والدته بإهانه حفرت فى اذهانهم،

واتيني....بقلم براء السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن