واتيني....بقلم براء السيد

الفصل الثالث والعشرون *دماء*

وصلو ثلاثتهم إلى المستشفى،صعدو أولا حيث مكتب الطبيب الذى أجرى العمليه لمزن.
وقفو أمام غرفه الطبيب محدثين الممرضه.
أردف صارم قائلا وهو ينزع عنه نظارته الشمسيه.
"لو سمحتى ممكن تبلغى دكتور مراد كرارا إننا طالبين نقابلو.
ظلت الفتاة الممرضه تنظر لصارم بعيون حالمه.
تعجب صارم ناظرا ليامن ونائل ليقابلوه بنفس النظرات.
"ياأنسه إنتى سمعانى.
لوح صارم أمام عينيها لتفيق أخيرا من دوامه شرودها قائله بهيام.
"الدكتور موجود...تحب أقوله مين ياعسليه....
ضيق صارم بين حاجبيه قائلا.
"عسليه.
كتم كلا من يامن ونائل ضحكتهم.
ليردف صارم قائلا بضجر.
"روحى بلغيه بوجودنا.
نهضت الفتاة ومازالت على هيامها مبتسمه ببلاهه وقفت أمام غرفه الطبيب وقبل أن تطرق على باب غرفه الطبيب إستدارت موجهه حديثها لصارم قائله بتساؤل.
"هو حضرتك تقرب لكريم عبدالعزيز؟أو لأحمد عز؟
احنى صارم شفتيه جانبا بنفاذ صبر قائلا بضيق وسخريه.
"أه أنا أخوهم التؤم خلصينا لو سمحتى ربنا يهديكى.
دلفت الفتاة إلى غرفه الطبيب سعيده وكأن صارم قبلها من شفتيها ولم يسخر منها....

مال يامن على نائل قائلا بسخريه.
"إلحق ياض صارم بيتشقط.
"وماله ياعم الله يسهلو.
"البت تحسها مشاعرها متشلفطه.
"عليك ألفاظ...ايه عنب.

تقدم منهم صارم ناظرا لهم بضيق قائلا.
"ياجلنف إنتاوهو إحترمو نفسكو وإلا مش هاتروحو لمراتتكم سالمين.
رفع يامن يده قائلا بإستسلام.
"أنا منسحب.
قهقه نائل قائلا.
"وانا مش هسيبه ينسحب لوحده مش رجوله .
"لا راجل ياض..
قالها صارم بسخرية لتقطع حديثهم الممرضه قائله تقدرو تتفضلوا الدكتور فى إنتظاركم وخصوصا إنتا ياعسليه.
قهقه كلا من يامن ونائل ليبترو ضحكتهم أثر نظرة صارم الشرسه....
دلفو سويا لييستقبلهم الطبيب بإبتسامه رسميه سرعان ماتلاشت وحل محلها التوتر والخوف عندما لمح الطبيب نائل.
أردفا الطبيب قائلا بخوف حاول إدراك الموقف وإخفاء رجفة يده قائلا.
"إتفضلو ياأساتذه أقدر أخدمكم إزاى.
جلسو سويا أمام مكتب الطبيب ليبدء نائل حديثه قائلا.
"أنا نائل أظن حضرتك فاكرنى أنا جيت من فترة صغيره بمراتى وعملت عمليه وسقطت وإستأصلتو ليها الرحم.
رد الطبيب قائلا.
"أيوا حصل...بس ممكن أعرف ايه سر الزياره دى هى المدام حصل معاها مضاعفات لقدر الله.
إبتسم نائل بسخريه قائلا بجمود.
"لا خالص بس أنا كنت جاى أستشير حضرتك فى مسألة طبيه.
تنحنح الطبيب براحه قائلا.
"أكيد..أكيد أنا تحت أمرك.
"الأمر لله...بس يا دكتور هى الست لما بتستأصلو ليها الرحم بترجع تحمل تانى.
تلعثم الطبيب وتحول وجهه إلى الشحوب والإصفرار قائلا بتوتروهو يبتلع ريقه الذى جف من وهل السؤال.
"هااا...لا...مش بترجع تحمل إزاى يعنى.
"تمام يعنى إنتا مقتنع إن الست لما بتبقا عقيمه مش بتخلف صح.
إرتشف الطبيب كأس المياة دفعه واحده قائلا بتوتر.
"أيوا...ايوا بس ليه الأسئلة دى....
نهض نائل من مكانه متجها حيث مجلس الطبيب خلف مكتبه،رفع يده نازعا النظاره الطبيه من على عينيه واضعها على المكتب ثم إنحنى قليلا عليه قائلا بهمس....
"طيب تفسيرك أيه بقا لو قولتلك مراتى حامل....
إبتلع الطبيب ريقه قائلا بتلعثم.
"إنت...إنت بتقول ايه اكيد فى حاجه غلط،الموضوع غريب اصلا انتا.
قاطعه نائل قائلا بسخريه.
"ما غريب إلا الشيطان ياراجل....
نهض الطبيب دافعا نائل قليلا قائلا بتلعثم...
"أنا..أنا لازم أطلع دلؤقتى...عشان...عشان فى حاله طارئه...و
قاطعه يامن قائلا.
"إخص على الرجاله ماتثبت يادكتور وتجمد كدا مالك قلبت سوسن كدا ليه.
"سوسن...هااا...لا خالص مش سوسن أنا دكتور مراد..دكتور مراد كرارا...
أردف يامن قائلا بسخريه.
"حصلنا الرعب.
نهض صارم ناظرا للطبيب بنظرات غموض قائلا ببرود.
"عشان نبقا متفقين ولا إنتا ولا إحنا هنخرج من هنا غير لما نعرف الحقيقه.
أردف الطبيب قائلا برهبه.
"أنا معرفش حاجه...وحقيقه ايه إلى بتتكلمو عنها...أنا م
قاطعه يامن بصفعه جعلته طريح الأرض.
نهض الطبيب ماسحا قطرات الدماء النازفه من أنفه قائلا بخوف.
"أنا معملتش حاجه...
إقترب صارم منه جاذبها من لياقه قميصه قائلا بغضب...
"خاف على سمعتك...أقسم بالله لو مانطقت وقولت ايه إلى حصل لأدفنك مكانك....
إبتلع الطبيب ريقه،لا مفر من الهروب ولا محال من الفرار والمراوغه فالنهايه حسمت وكتب نهايته بيده....
إستسلم الطبيب وقص لهم ماحدث معه ومقابلته لفهد الهوال وإتفاقه معه....
سقط الطبيب أثر لكمه اخرى من نائل ولم يتوقف نائل عند هذا الحد بل إنهال عليه بالضرب والثب والإهانة...
بعده صارم عنه بقوه ليتراجع نائل للخلف ومازال لسانه يقذف بألفاظ بشعه فى حق هذا الطبيب...
"اهدى يانائل عشان نعرف نفكر.
قالها يامن وهو يكبل نائل الذى مازال يريد الإنقضاض على الطبيب ليعلمه درس حتى لا يستغل مهنته فى التذوير والإختلاس والطعن والقتل.....