قلب تائه

11.1K 245 5
                                    

الفصل الثامن والعشرون


إبتلعت ريقها واضعه يدها على بطنها برهبه وكأنها تستمد القوة من جنينها،هل القرار الذى إتخذته صحيح؟تعلم جيدا أن هذا القرار سيغضب زوجها منها،ولكنها حسمت أن تضع نهاية هذه القصه المعقده...
ضغطت على جرس البيت،ليأتيها الرد سريعا عندما فتحت لها الخادمه قائله بسعادة...
"مدام مزن.
إقتربت مزن من الخادمه التى كانت لها بمثابه أم بعد وفاة والدتها.
"إزيك يادادا عامله ايه.
"الحمدالله ياحبيبتى،طمنينى عليكى.
"أنا الحمدالله بخير..احم هو بابا فى البيت.
"أيوا ياحبببتى فى مكتبه.
"اوكى انا ممكن أدخله.
"إنتى بتستأذنى منى تدخلى بيتك.
إبتسمت مزن بسخريه قائله.
"بيتى هه لا ماأظنش.
دلفت مزن محاوله التحكم فى توترها..
طرقت عدة مرات على باب غرفه المكتب...أتاها صوته قائلا"اتفضلى..
دلفت وعيناها على الجالس خلف مكتبه،إشتاقت إليه حتى ولو كان سبب فى عذابها،يبقى الأب أب مهما فعل ومهما إرتكب...
رفع نظره للطارق الصامت،ليهب واقفا قائلا بغضب.
"إنتى ايه إلى جابك هنا.
صدمت من ردة فعله ولكنها أخفت صدمتها،وحاولت التحكم فى عبراتها قائله.
"وحشتنى يا بابا.
نظر لها بسخريه قائلا.
"أنا ماليش بنات،بنتى ماتت لما هربت وإتجوزت من غير رضايا.
"اتجوزت عشان انا وقتها كنت مجبوره،حضرتك كنت هتجوزنى من راجل كبير فى السن،وغير كدا راجل بيتاجر فى ادويه فاسده وكل حاجه حرام و..
"إنتى جايه عشان تفتحى فى القديم.
"بابا أنا جايه محتجاك.
"ها ليه إنشاء الله وجوزك المصون فين،رماكى زى الكلبه فى الشارع.
أردفت قائله بعبره.
"لا طبعا نائل عمره ما يعمل كدا،نائل إنسان محترم وبيخاف ربنا،وأنا بحبه.
"وانتى تاعبه نفسك عشان تيجى تمدحيلى فى سى نائل.
"لا يابابا أنا جايه عشان أقولك خلى فهد الهوال يبعد عنى وعن جوزى.
أردف قائلا بتعجب.
"مش فاهم!
"فهد سلط الدكتور إنه يوهمنا انا ونائل إنى عقيمه،فضل يعذبنا شهور وانا فاكره نفسى عمرى ماهخلف،لحد ماعرفت من فترة إنى حامل.
"والمطلوب.
نظرت له بعدم تصديق أيعقل كم الجمود والبرود الذى هو فيه،كانت تظنه سيثور من أجلها ولكن خابت أمالها.
"بلغ فهد يبعد عنى انا وجوزى،خليه يسبنا فى حالنا...
إبتسم قائلا بتهكم.
"بسهوله دى انتى فاكره فهد دا راجل عادى اروح احذره واقوله ابعد عن بنتى وجوزها،انتى إلى بدءتى العداوه معاه مش آنا،وبعدين انا مش ناقص أنا داخل مناقصه كبيرة،ومش ناقص فهد يحطنى فى دماغه....
تركت العنان لعبراتها بالهطول قائله بعتاب وحسره. "كنا ديما وأحنا صغيرين،كنا نسمع إن الأب الأمان والسند،وإن لما الأب بيموت بيصبح الإنسان من غير ظهر،كان ديما يقولولنا اليتيم يتيم الأب،الأب دى عمود البيت،الأب دا القوة والحبيب الأول،بس باين عليهم نسيو يقولولنا إن أحيانا الأب بيكون ضعيف وبيكون حيطه مايله مايتسندش عليها....
صمتت عن الحديث أثر صفعه قويه من أبيها أسقطتتها أرضا،نهضت متأوهه واضعه يدها على بطنها قائله.
"ربنا يسامحك،ربنا يسامحك....
غادرت البيت باكيه مكسوره،فلقد ترك لها ندبه فى ذاكرتها لن تنساها دائما وابدا....

واتيني....بقلم براء السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن