أسطورة المستذئب، من أشهر الأساطير التي تأبى الاندثار منذ التاريخ القديم، قد يكون هذا راجعًا إلى الحوادث المتكررة في بقاع مختلفة من العالم، والتي لم يُعثَر لها على تفسير وتشابهت فيها مواصفات الكائن الذي ارتكبها.
وبما أن الأدب يعكس الحياة، فإن الكُتّاب نقلوا هذه الأسطورة من حكاية تُرهب بها الجدات أحفادهن حتى يخلدوا للنوم إلى أعمال أدبية تندرج ضمن أصناف مختلفة.
في بادئ الأمر اقتصرت روايات المستذئبين على صنف الرعب ثم انتقلت إلى صنف الرومانسية، وغيره.
عرف الواتباد العربي في الآونة الأخيرة زيادة في عدد الروايات التي تتناول موضوع المستذئب، هذا يعود على الأرجح للفئة القليلة التي تُطالع قصصهم باللغة الانجليزية ثم تترجمها، وخصوصًا أنها فئة مستقلة بحد ذاتها في التطبيق.
بأي حال، لنحاول أعزائي عدم تشويه هذه الفئة الجميلة بالقصص الممنوعة ولنراعي الحقائق التالية التي بسطناها من أجلكم حتى تساعدكم في الكتابة.
هناك ٣ أصناف للمستذئب لتختاروا واحدًا منها:
- المتحوّل: البشريّ الذي بإمكانه اتخاذ هيئة ذئب متى ما أراد ذلك، ما عدا حالات الانفعالات التي قد يفقد فيها السيطرة. أفضل مثال هو جايكوب بلاك من سلسلة الشفق Twilight.
- الرجل الذئب: عكس الحالة السابقة أي لا تكون الهيئة البشرية منفصلة عن هيئة الذئب، فإن الرجل الذئب كما يسمى تمامًا؛ مزيج من بشريّ وذئب في الوقت ذاته، يقف على قائمتين خلفيتين فيبدو بطول سبعة أقدام فأكثر، جسده بأكمله مغطًى بالفرو، له وجه ذئب ويمتلك طبعًا مخالب وأنياب حادة، يكون بشريًا خلال النهار لكنه يتحول إلى الرجل الذئب في الليل تحت تأثير القمر المكتمل، وهناك أقوال أخرى على أنه يظهر كل ليلة وأخرى على أنه يبقى في هذه الحالة إلى الأبد. مثال على هذا النوع تجدونه في مسلسل «الذئب المراهق» Teen Wolf.
- المستذئب الحقيقي: المصاب بلعنة الذئب يتحوّل لا إراديا كلما اكتمل القمر إلى ذئب، يملك وعيًا منفصلًا عن وعيه وتعطشًا للدماء، أي أن الشخص لا يذكر ما ارتكبه خلال الليل ما عدا حالات نادرة، هذا النوع بامكانه نقل اللعنة/القدرة على التحول من خلال عضة. كما في فيلم «ذات الرداء الأحمر» Red Riding Hood.
يُربط المستذئبون عادة بموضوع «التوائم الروحية» لذا علينا شرح هذه النقطة قليلًا قبل المواصلة.
التوأم الروحيّ Soul Mate، هما شخصان بداخل كل منهما نصف من روح كانت في يوم ما كاملة. لذا لن يشعر أي منهما بالاكتمال دون الآخر، وفي حالة إصابة أحدهما بأذى فسيشعر توأمه بذلك وبالتأكيد سيموت إن مات نصفه الآخر، يمكن اعتبارهما أفضل مثال يجسد الحب الحقيقي، كما يمكن أن يكونا من نفس الفصيلة أو من فصيلتين مختلفتين.
رفرفة الفراشات والتنانين في البطن، نبضات قلب غير منتظمة، شرارات وألعاب نارية عند أية لمسة بسيطة، ابتسامات بلهاء تُظهر ضرس العقل ولمعان العينين كنجم القطب... كلها آثار جانبية للحب وردود فعل طبيعية بين توأم روحيّ.
أنت تقرأ
تمرّد مقالات
Sonstigesتمرّدت أقلام أعضاء فريق النقد، وأعلن كل فرد ثورةً لأجل أن يكتب ما يُمليه عقله الناقد، من مقالاتٍ جدليّة فلسفية تناقش الأدباء بالمنطق والمعرفة. نقدم لكم هنا مجموعة مقالات متفرقة كل واحد منها يتناول موضوعًا شيقًا في مضمار الكتابة الأدبية.