كان يا مكان في قديم الزمان، أي حوالي الدقائق الثلاث المنتهية توًا، وصل لعينيّ كلام عُجاب، ونصٌ لم أكد أفهم منه السؤال من الجواب!
قلتُ عنه استهجان فصفعتني أنت بكونه استحداث آداب!«تكاد الساعة تعلن عبور منتصف الليل، وبين دقّات العقارب المنتظمة أخفيت نبضات قلبي باستحياء، رغم عدم وجود من سيسمع لكن التفكير فيما حصل اليوم، يوصل الدم لتدبيب أنفي حتى يحمرّ.
قطع عليّ غوصي في تفاصيل ما حصل صوت الباب يُطرق، من يا ترى هذا الذي يأتي في هكذا وقت متأخر؟ نظرت من العدسة متفحصة الملامح، شهقت قبل أن أفتح صارخة بصدمة في وجهه المتصلب خالي التعابير: أحمد! انت شجابك هنا؟ شنو رايد مني بهالوكت؟»
أعلن وأمام الملأ الآن أنني لستُ من محبّي اختلاف الآراء، فقلبي قد يُثقل لأضعاف وزنه كرهًا لرأيك الذي سيؤذي أذنيّ، ففضلًا اتركه لنفسك حتى أكمل ما لدي، وسأعطيك في نهاية أسطري حصّةً أعرج فيها لهذا الرأي المسرطن لخلاياي.
كنت سأمرّ على المقدمة وأكتبها بشكل ألطف من هذا، فستريغي يفترض أن تكون من الأعضاء «الطبيعيين» 💔في فريق النقد ولم تكن تلك الطبيعية أكثر من محاولة تنكرية أجس بها النبض لأقف في النهاية بصف الفريق الشعبي أكثر، والملائم لي أكثر... الفريق المختل، وما يساعد كذلك أن الميول الدفينة مشتركة وأكاد أسمع تصفيقات بعض الأشباح والكتل الزئبقية -أكبر حلفاء شجعوني على الانحراف من المجرى البديهي- مع البقية 💔لذا ومقدمًا، لن يهتم طائر ليلي 🐲 -يقف مراقبًا الوضع بصمت فوق شجرته العالية- برأي المتابعين حول موافقتهم للمكتوب أعلاه وأدناه من عدم الموافقة، ولضمان سلامتكم، وافقوا حتى لو ظاهريًا فنحن في النهاية نريد فائدتكم شئتم أم أبيتم.
يُقال أن المقال يجب أن يكون محايدًا، وأقول باستحالة الأمر في هذا الموضوع فقط، فعذرًا، وعفوًا، والسماح! 😎
منذ الأزل خاصتي، ومنذ أن تعلمنا القراءة والكتابة، ورغم اختلاف مناهج الدراسة بيننا دولة عن دولة، بقيت اللغة العربية تُدرّس فصيحًا، ومنذ أن دخلنا -أو دخلتُ على الأقل- عالم الكتب والروايات خاصةً، وجدت الفصحى تحتضنني بحروفها الثمانية والعشرين، مغرقةً إياي في بحر حبٍ تجاهها، متسائلة عن فيض مشاعري الذي كان سيتوجه لاتجاه آخر لو قرأت غير ما قرأت بلهجة أخرى! كنت سأندم كما أندم على مجرد التفكير بالإحتمالية.
إن اللغة العربية الفصحى هي الجسر الذي يتيح لنا باختلاف جنسية عروبتنا العبور، لضفة الأدب المتنوع وهذا الكمّ الهائل من الإبداع المطبوع أمامنا، محتاجين لعشر حيوات أخرى حتى ننهيه.
لكن، ما خطب هذا الجسر؟ هل هو خشبيّ ليبدأ العفن ينمو على جزئياته الرطبة؟ أم معدني يسير نحو الصدأ؟ أو هو فقط مثاليّ لكنه يقف في طريق الحداثة والاستحداث؟
أنت تقرأ
تمرّد مقالات
Randomتمرّدت أقلام أعضاء فريق النقد، وأعلن كل فرد ثورةً لأجل أن يكتب ما يُمليه عقله الناقد، من مقالاتٍ جدليّة فلسفية تناقش الأدباء بالمنطق والمعرفة. نقدم لكم هنا مجموعة مقالات متفرقة كل واحد منها يتناول موضوعًا شيقًا في مضمار الكتابة الأدبية.