حين تكون أي مركبة في أي عصر سريعة بما يكفي، فما من خيار إلا التشبث والثبات خوفًا من السقوط.
ماذا لو كانت تلك المركبة تقلب المفاهيم والأفكار؟ ستسير بسرعة كبيرة إن شئتم، لكنها ستبقى ثابتة، هل حللتم الأحجية بالشكل الصائب واستطعتم تخمين ما يتحدث شبحكم ومرشدكم عنه؟ سيعد تنازليًا، ومن استطاع منكم عقله رفده بجواب ولو مقارب فلينضم إلينا في رحلة حيث آلة وقودها بلازميّ الهيئة بلون خليط من قوس مطر مسافر بين روافد أنهار الزمن.
إذًا، هل عرفتم الآن ما نحن موشكون على الخوض فيه؟ ثابتون مكانيًا لكن لن نكون ثابتين في البعد الزمني.
عن آلة الزمن نتحدث!لسنا اليوم على موعد مع قطار وقوده الخوف، ولسنا هادئين نستعرض رقي الأساطير الإغريقية، بل عذرًا منك هربرت جورج ويلز، أدب الخيال العلمي مبتغانا اليوم ووجدنا أن آلة الزمن هي خير رفيق لاستغلاله في جولتنا وإغراق ضيوفنا بسعادة أبدية، هل من سعادة أفضل من تغيير روتين زمنك والقائك في آخر تضيع بعد نهاية الجولة كدليل على هيام مرشدكم الشبح بكم؟
العد سيكون تصاعديًا لا تنازليًا، كسر للتقاليد غير المحببة هنا فالتقاليد هي آخر ما قد يطرأ على فكر كاتب للخيال العلمي!
واحد...
اثنان...
ثلاثة...
خمسة...
-تم تجاهل الرقم أربعة عمدًا لأنه عدد زوجي لا يروق المُرشد-
نخلق قواعدنا الخاصة هنا! فما الذي قد يقيدني عن جعل حاصل جمع 1+1 مساويًا لثلاثة؛ مجددًا لأن الاثنين عدد زوجي مقيت!وعلى هذا المنطق سنهدي الديناصورات وعصرها راكبًا منا قد جعل العدد زوجيًا، والآن بما أننا عدنا في القديم القديم، أكسل من جعلكم تتجولون في كل عصر براحة تامة، وقتنا منحصر على تتبع الخيال العلمي ونشوئه وارتقائه؛ كل ما نحتاجه هو خارطة زمنية وساعة جيب لنحرص أنها لن تتعطل فيعود كل منكم سالمًا إلى زمنه.
عدا أن مصلح ساعات مجهول الهوية يرتدي قلنسوة سوداء تخفي ملامحه المقاربة لشبحكم قد أظهر كرمًا فائقًا وطرق باب كل منكم «لإصلاح» الساعات مجانًا! ولكم أن تتخيلوا الآن أنها تعمل بكفاءة أكثر مما يجب! غدت عقاربها نشيطة أكثر مما يجب! ثم استراحت للأبد ولا تملكون الآن إلا هي، خطة جيدة لتوزيعكم كهدايا ثمينة على مدار العصور، أليس كذلك؟
حسنًا، من حقي أنا التلاعب بالقواعد العالمية وتغيير نتائج الجمع والطرح وفقًا لما يروق لي، وقريبًا في الأسواق الورقية سيكون كتاب:
«فلسفة شبحية داكنة» يمتلككم، هل توقعتم مثلًا أن تكونوا أنتم من امتلك الكتاب؟ لا، بل مُلكٌ له أنتم! وبعيدًا عن خطة السيطرة البريئة هذه، النقطة الأساسية هي أن الخيال العلمي وإن كان يُصنف كـ«خيال» لكن لابُد من أُطرٍ كحدود للوحته مهما كانت، وهي المنطق العلمي. إذًا ليس من حق الكاتب خرق المنطق، من حق مرشدكم التلاعب لكنه ليس مُتاحًا لكم!
أنت تقرأ
تمرّد مقالات
Rastgeleتمرّدت أقلام أعضاء فريق النقد، وأعلن كل فرد ثورةً لأجل أن يكتب ما يُمليه عقله الناقد، من مقالاتٍ جدليّة فلسفية تناقش الأدباء بالمنطق والمعرفة. نقدم لكم هنا مجموعة مقالات متفرقة كل واحد منها يتناول موضوعًا شيقًا في مضمار الكتابة الأدبية.