لطالما آمنت أن الرواية هي جزء من حياة، أي أن للشخصيات الروائية حياة مستقلة، والرواية هي مُقتطف من مواقف وأحداث مفصلية يسلط الكاتب عدسته عليها، ويُوسعها بقلمه... بينما في ذهنه تكون أدق التفاصيل حاضرة وحية وإن لم يذكرها كافةً أمام القارئ في سطوره، حيث يُقال «لا تبدأ بالكتابة ما لم تكن قادرًا على تمييز روائح شخصياتك، معرفة ألوانهم المفضلة، طعامهم المفضل، عاداتهم المميزة...».
لبعضهم رائحة صابون عتيق، للآخر عطر أزهار طفولي هادئ لا يكف عن استخدامه، أحدهم يحدق نحو سماء الليل التي قد طُرد القمر ظُلمًا منها، وآن يتواجد وسناه فبطلنا يمقت أن يغفو تحت السقف السماوي ما إن تحيا فيه قطرة نور واحدة.
لا تبدأ في الكتابة قبل أن يستنشق كائنك الورقي روحه، منك أنت... أنت وإياه تتلامسان، الخيال والواقع يلتقيان.
لربما زارت أطيافهم أحلامك... حيث يكون للصدى الخيالي صوت، وللظلال على الأرض أبعاد متجسدة.
مقالنا اليوم قد مر بأطوار من إعادة الخلط والتشكيل ثم بكامل حريته قرر إتخاذ هيئة
(مقابلة) في بلاد العجائب، بل لعلها بلاد الإبداع فنحن مع مرشدهم ومعلمهم اليوم، هل عرفتموه؟ذو شخص محبوب وفكر براعمه أبدية الإزهار، السيد قط، معلم فريق الإبداع لمشروع الربيع العربي.
ولكم حرية التخيل حين يكون الضيف قطقوطًا، والصحفي شبحًا!
نبدأ أسئلتنا مع ضيفنا العزيز سيد قط jmlokh
1 - كيف تحكم على نجاح العمل من عدمه بناءً على الشخصيات كواجهة قبل أن ننظر إلى عنصر آخر؟
بداية، شكرًا لكم على استضافتي في كتابكم الفخم، وأرجو أن أكون ضيفًا خفيفًا ولطيفًا عليكم.
بالنسبة لسؤالك، فهذا يرغمني على إعادة تعريف هذه العنصر الجوهري، كما أقول دائمًا أن الشخصيات هي الجزء الحي الذي يحرك عجلة الأحداث فهذا العنصر هو أحد أهم العناصر التي تحدد مسار الرواية، ومن هنا باختصار يتجلى لك أن الشخصيات تعتبر خطًا فيصليًا سواء تم اعتماده لوحده أو مع العناصر الأخرى.
بالنسبة لي فإن بناء الشخصيات هو ما يجعلني أقرر نجاح العمل من عدمه، وما أقصده ببناء الشخصيات هو تأطير الشخصية ورسمها تبعًا للأبعاد البنائية من (تكويني، واجتماعي، ووجداني، وفكري... الخ).
أي بمعنى آخر حينما أشعر أنا كقارئ أن هذه الشخصية تتحرك، وتتصرف، وتشعر، وتتفاعل مع مجريات الأمور من تلقاء ذاتها، وبمنطقية وواقعية تبعًا لتلك الأبعاد.
سأقول إن العمل ناجح بجدارة وهنا أود الإشارة إلى ما قال الدكتور الأمير بهذا الصدد «اعتماد البناء الفني لأي قصة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على خلق الشخصيات التي يسند إليها أعباء كثيرة، فالشخصية تعمل على تقوية وإيضاح الجانب الأدبي في القصة، كما أن الجانب الأخلاقي في القصة يظهر بوضوح من خلال الشخصيات، في نفس الوقت فقد اتضح بشكل عام أن معظم القصص الجيدة تنبع الأحداث فيها بطريق منطقي من طبيعة الشخصيات التي تتعرض لها القصة».
أنت تقرأ
تمرّد مقالات
Ngẫu nhiênتمرّدت أقلام أعضاء فريق النقد، وأعلن كل فرد ثورةً لأجل أن يكتب ما يُمليه عقله الناقد، من مقالاتٍ جدليّة فلسفية تناقش الأدباء بالمنطق والمعرفة. نقدم لكم هنا مجموعة مقالات متفرقة كل واحد منها يتناول موضوعًا شيقًا في مضمار الكتابة الأدبية.