آرمي أو إكسوال؟
مرحبًا بكم بمقال اليوم، سنتحدث عن موضوع مهم انتشر وتغلغل كثيرًا بعالمنا البرتقالي!
كم من مرة رأيت شخصية مشهورة قد أعجبت بها لتسبح بخيالك لآفاقٍ بعيدة معها؟ كم من مرة استلهمت قصة كانت تتحدث عن أحد الفنانين بحياتهم العملية أو الخاصة ؟ هل خطر لك يومًا كيف قد تكون حياة ذلك المطرب أو هذا الممثل وماذا لو كان فردًا عاديًا يذهب لوظيفته الحكومية بشكل روتيني؟
بالتأكيد قد تكون تلك الأفكار خطرت ببالكم يومًا ما، اليوم سنتحدث عن فئة قد أحدثت الضجة في الواتباد وهي قصص الهواة أو ما يعرف بقصص الفانفيكشن "Fanfiction".
أحيانًا قد تأتينا الرغبة بقراءة قصة لفنان معين، فرقة غنائية، ممثل أو حتى لاعب كرة قدم، ربما لإعجابنا الشديد بتلك الشخصية وولعنا تجاهها، لكن عندما نبحث بين أشهر الأعمال المنشورة نجد أن معظمها تكتب بصورة طفولية وكأن نزعة المراهقة تطغى عليها، ليكون أول رد فعل للقارئ هو النفور من ركّة الأسلوب أو حتى تكرار الفكرة.
لنتفق على بعض النقاط لتخرج من قفص النمطية بالقصص عامة وقصص الهواة خاصة.
أولًا، عندما تفتح كتابًا مطبوعًا لكاتبٍ ما بالعالم الواقعي هل ستجد رموزًا تعبيرية به؟
ثانيًا، وإن افترضنا أن أحداث القصة واقعة بأميركا، كوريا الجنوبية، الصين ، باكستان أو حتى بتركيا هل يعقل أن تجد بالكتاب شخصية تقول: «شيت، وتذافك، اوبا، اوني.. إلخ»؟
ببساطة تلك الكلمات تنتمي للدولة التي يعيش بها الأبطال، لغتهم الأم التي يستخدمونها دومًا بأحاديثهم لكن خذ الأمور من جهة لغة الضاد ورؤيتها هل تقع تلك الكلمات داخل حدود اللغة العربية لنكتبها برواية عربية؟
هل تعلم أن لغتنا العربية تحتوي على أكثر من اثني عشر مليون كلمة؟ ألن تستطيع إيجاد التعبير المناسب فتستبدله بكلمات أجنبية أخرى!
أعزائي، عندما يقع اختياركم على اللغة العربية كلغة كتابتكم يجب عليكم حين إذٍ التقيد بها وعدم الانجراف لوضع أي كلمة بلغة أخرى ومن دون تنصيص على الأقل في مواضع قليلة.
هناك بالتأكيد سؤال قد دار بعقول أغلبيتنا هنا، وهو الفكرة؛ هل تتمحور قصص الهواة فقط عن قصص العبودية، الزواج الإجباري، السكير ، الأمير البارد والرومانسية السوداء المنتشرة في الواتباد؟
بالطبع لا، لماذا لا نتحدث عن حياة ذلك الفنان الذي دائما ما يبتسم لمعجبينه يوزع الأمل وينشره لقلوبهم هنا وهناك لكن عند إسدال ستار المسرح تظهر معاناته، بكاؤه وآلامه التي أخفاها عن الجميع برسم بسمة لطيفة لأجل من أحبه ودعمه، حتى الفنانون يملكون همومًا وأحزانًا في واقعهم.
قد تحتوي على ما يعاني منه أغلب الفنانين من اضطراب واكتئاب حاد والذي قد يوصلهم للانتحار حتى، تقوم بتوضيح الصورة التي قد غفل عنها الناس بتصورهم أن حياة الفنانين عبارة عن مال، متعة ورفاهية بلا حدود إذ أن ما يريدونه يأتي دون عناء، وتبين كيف يتسلق الفنان سلم النجومية، أو تظهر مشاكل نفسية عديدة كامتناعه عن الطعام أحيانًا للحفاظ على لياقته، أو تدريباته المضنية أو حتى توتر علاقاته العاطفية بسبب شهرته أو أن تظهر رهبة البعض في البداية من المسرح وكيفية كسر هذا الحاجز، ويمكنك أن تبين الاضطرابات التي قد تسببها قضايا التشهير للفنانين وتدمير سيرتهم.
أنت تقرأ
تمرّد مقالات
De Todoتمرّدت أقلام أعضاء فريق النقد، وأعلن كل فرد ثورةً لأجل أن يكتب ما يُمليه عقله الناقد، من مقالاتٍ جدليّة فلسفية تناقش الأدباء بالمنطق والمعرفة. نقدم لكم هنا مجموعة مقالات متفرقة كل واحد منها يتناول موضوعًا شيقًا في مضمار الكتابة الأدبية.