احببت صائدي،،

86 1 0
                                    

فلقد اخترت الموت

'لستِ مثلهن .. فلم تصدني امرأة سواكِ .. أنتِ مختلفة .. فأنتِ صعبة المراس و لكنكِ تستحقين '

بسذاجة طفلة لم أفهم تلك الكلمات إلا الآن ..
ظننتك تمدحني .. لم أفهم حينها ماذا تقصد ب 'تستحقين'
لم أفهم أن معاناتك لم تكن سوى خيبة الرجاء و شقاء الصياد الذي أعد لسنوات عدته و ذهب بعيدا ليرجع بفريسته التي طالما حلم أن يمتلكها و يستحوذ عليها  !!!  و كلما صعب عليه اصطيادها كلما تشبث بها أكثر !!! و لكنه عاد بخفى حنين .. ظننت كل أوجاعك كانت لخسارتى أنا .. لخسارة الروح التي لم يمتلكها أحد من قبلك و لن يملكها أحد بعدك !!! كنت ألجأ إليك كطفلة تهرول فتمسك بطرف ثياب أبيها لتحتمي من قسوة العالم .. كنت أرتمي بين ذراعيك كطفلة تختبئ من أشباح الظلام في كنف أمها ..
كنت أبكي بين يديك و أضحك بجهل امرأة عاشقة ..
كنت أدعو الله ألا يمسسك بسوء .. كنت صادقة !! صادقة جدا !!
كنت ساذجة .. ساذجة جدا !!! حمقاء .. الحمقاء التي أحبتك بطهر لم تعتاده !!
و كنت أنت تملك خزانة عرض للدمى التي أخذت تجمعها على مر الزمان .. كم أحببتهن لدرجة يصعب عليك فراقهن !!!  تعلق القانص بصيده !!
لم أفهم حينما أخبرتك انني لم أعد أحتمل و انني راحلة .. لم أفهم ما طلبته مني .. أن أبقى كتلك او تلك و أخذت تصف كل واحدة على حدة .. كنت ترجوني بألا أرحل .. بأن أبقى حتى و لو بقيت صامتة ... ربما أبقى كالصنم بلا روح !!
و لكنني أبيت !! و رحلت عنك .. رحلت منك ..
رأيتك تبكي !! هل لأن خزانتك فارغة مني ؟؟؟؟
هل عزاءي انني كنت الدمية الأصدق و الأقرب إلى قلبك ؟
و الأصعب نيلا ؟!!!
هل عزائي انني لم أخضع مثلهن !! بل خضعت اكثر منهن .. خضوعي كان قوي يليق بي ويليق بسطوتك كما ينبغي أن يكون مثلما كنت تقول لي دائما .. خضوعي وطاعتي مميزة حد الجنون .. حد الشغف .. حد الإثارة ،،،،
هل عزائي انني سأبقى إلى الأبد بعقلك و فكرك و روحك ؟!
نعم رحلت !!! لم ينتصر أحد منا !!! و لم ينتصر الحب !!
فعودتي كانت عودة بلا روح ..
فلقد أحببت صائدي كما لم أحب أحد من قبل !!!
و اني بغيابي عنه أحتضر !!!

أحببت صائدي
فلقد اخترت الموت

خواطر مبعثرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن