ثم إنه فى عيني آدم.. وأنا فى عينه حواء!
تخيلوا معي كيف كانت تري حواء فى آدم كل الرجال.. وكيف كان يري آدم حواء الأنثوي الوحيدة فى هذا الكوكب..
فكروا كيف كانا يشعرا وهما رفيقان لا ثالث لها.. ولا بديل عنهما.. كيف تشبثا ببعضهما البعض خيفة التيه فى كون واسع ملكهما وحدها... براح واسع حده فقط وجود حواء بالنسبة لآدم ووجود آدم بالنسبة لحواء.. فصار كون حواء هو مجال آدم وما عداه موحش.. وصار كون آدم زراعي حواء وما بعدهما قاس..
هل تظنون أنهم قد خانوا بعضهم البعض ولو فى مخيلتهم؟ يستحيل! فلم يكن للفكرة وجود من الأساس...
هل تعتقدون أن أحدهم هم يوما بالرحيل عن الآخر ولو مؤقتاً؟ لا يمكن! فلم يكن رحم قد أنجب الطلاق بعد..
ترى... ما كانت قوة هذه العلاقة التى خلقت فيها المحبوبة حواء من ضلع الحبيب آدم حقيقة لا مجازا.. يخلق الطفل من نطفة لا يراها الأب بعينيه المجردة ولا يدركه حقيقة.. ويظل أبد الآبدين يعشق ولده عشقا لأنه قطعة منه تنمو أمامه.. فما بالك بحواء فى عيني آدم.. ما بالك بضلع كامل... ما بالك بهذا الحب الذى تفوق على ما سواه.. حتى أن آدم عصا ربه مرضاة لحبيبته حواء!
أنا حواءه وهو آدمى.. وهذه الكرة الأرضية لا تتسع لسوانا.. فعالمنا واسع لنا ضيق على غيرنا... حب لا يوصف بالأفلاطونية.. فلم يكن أفلاطون قد ولد من الأساس عندما دق قلب آدم بحب حواء!
ها نحن نبدأ بشرية جديدة.. من نسلى أنا وحبيبي فقط.. أطفال معدلين جينيا بعامل وراثي نادر يسري فى عروقنا وحدنا.. لن يشبه أحد أطفالنا.. فهذا عالم وذاك عالم آخر.. بلا حدود أجل ولكن أرضه حرام على أى دخيل!
أنت تقرأ
خواطر مبعثرة
Lãng mạnخواطري،، هذياني ،، أفكاري.. روحي وعقلي ،، ابثها من خلال خواطري المبعثرة ،، فوضي تجتاحني ،، امل . اشتياق.. حنين .. خوف .. عشق ..حب توليفة ممتلئة بالمشاعر المتناقضة تعبر عني وعن التناقض الذي اعيشه من خلال بقع الحبر في خواطري المبعثرة