نبتة شوك،،

69 1 0
                                    

كان غيابُكِ حاضرا بقوة، كفراغٍ لا تسده كل التفاصيل، وكنتُ وحيدًا تؤنسني الذكرى. عامان مرَّا لم تسقط ذاكرتي في تجويف النسيان هفوةً، بل ما زالت قابضة على جبيني كيديّ ميتٍ كان يحاول النجاة قبل أن يُترك في قعر الزمن.
استحالت حياتي لوجعٍ أكبر مني، صار يتضخم ويبتلع كل قلقي ووحشتي وأنا ساكنٌ كالجدار. لم أتردد في أن أطرق الباب ثانية، وبرفق، من بعيد كمن يربت على مدينته المسافرة من زجاج حافلةٍ مسرعة أو قطارٍ غادر قبل موعده ليلحق بالغياب.
عامان مرَّا أحاول أن أستجمع بقاياك بداخلي، أعيد ترتيب صورتك وتكوين ملامحك في روحي كقطع البازل آملا أن تتجسدي أمامي كما كنتِ يوما ...
كانت وحشتي أكبر من أن يفقأها ونس، وصمتي تعجز عن أن تغمره الكلمات. كانت روحي في غيبوبة، وكأن الزمن قد توقف ليستريح قليلا في صبري، قبل أن يواصل رحلته. كل شيء كنتُ أمارسُ الحياةَ فيه كان يزرع بروحي نبتة شوك تُقضبني وتقتاتُ على الفؤاد مخلفةً حربًا من الفوضى والألم

خواطر مبعثرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن